|
لا تمضِ يا رمضانُ |
رمضــــانُ لا لا تمــــــضِ يا رمضــــانُ |
أتفـــــــــــوتُني و أنا عليــــــــكَ مُعَــــــــذَّبٌ |
شِعـــــــــــري لظًى و مشاعري بركـانُ |
لم أقضِ بعدُ مِنَ اللــــقاءِ حوائجـــــي |
هل تنقضـــــــي حاجــــــــــــاتُهُ الهيمانُ |
مرتْ لياليـــــكَ الحِسانُ ســــــــريعـــــةً |
سُــــرْعـــــانَ ما تمضـــــــــي بنا الأزمانُ |
سفرتْ بوجهِك كاعــــــــبٌ حــــــــوريةٌ |
و علــــى يـــــديْك الــرَّوْحُ و الريحــــانُ |
فاحــــــتْ ورودٌ و انتشـــــــتْ نســـــــرينةٌ |
لما حضـــــــــــرْتَ و أثمــــــــرَتْ أغصــــــانُ |
و تدفقـَـــــــتْ أنــــــوارُ خــــــــــــــيرِك ثـَــــــرَّةً |
فـــــوقَ العــــــــبادِ و ضــــــــــــــاءتِ الأكوانُ |
تأتي إلــــــينا كلَّ عـــــــــــــامٍ مــــــــــرةً |
فالأرضُ تزهـــــو و الســـــــــما تـــــزدانُ |
و النارُ تُغْلَقُ و الجِــــــــــنانُ تَفَتحـَــــــــتْ |
للمتقـــــــــــــــين و صُفِّـــــــــــدَ الشيــــــــــطانُ |
و الروحُ تُزهرُ و الجوانــــــــــحُ تنتشــــــــي |
و النفــــــسُ راضــــــــــيةٌ لهــــــا اطمــــئنانُ |
و تنزَّلتْ فيك السكـــــــــينةُ و الهــــدى |
و سحــــــــــــائبُ الرحمــــــــــاتِ و القرآنُ |
و تسابقـــــتْ فيك العــــــبادُ صيــــامَها |
و صــــــــلاتَها و تزايــــــــــدَ الإحســــانُ |
في كلِّ شــبرٍ راكـــــــــــــعٌ أو ســــاجـــــــدٌ |
و الإنسُ تعــــــــــــــــبدُ ربَّها و الجــــــــــــــانُ |
و إذا المســـــــــــاجدُ قد ربـــا زوَّارُها |
و تعطلـــــــتْ مـِــــــنْ زائــــــــــريها الحـــــــانُ |
كم قُضَّ في جنحٍ بهــــــــــيمٍ مضـــــــجعٌ |
و عــــــــــــــلا بــــــكاءٌ و اكتـــــــوتْ أجفانُ |
و اغتمَّ مِنْ ذِكرِ المعاصي خــــــــــــاطرٌ |
و انســــــــابَ في ذكـــــــرِ الإلــــــــهِ لسانُ |
و سمتْ بجــــــارحةٍ تبـــــــــاريحُ الهـــــــــوى |
طَمَــــعَ الجـِـــنان و ذابَ ذابَ جَـــــنانُ |
و تنبـــهَتْ لجـــــــداولِ الخــــــــــــــــــــيرِ العميـ |
ـــــمِ جمــــــــاعةٌ و تيقَّـــــــظَ الوســــــــــــنانُ |
كلٌّ بفــاكـــــــــــــــــهةِ المتــــابِ مــــــــــولـَّــــهٌ |
يجـــــــني بـــــــك الثمـــــــــراتِ يا بســــــــتانُ |
هتكتْ دمـــــــوعٌ صادقـــــــــاتٌ سترَهمْ |
لـــــــمَّــا رأوْكَ فَسَــــــــــرَّهمْ إعــــــــــــــــــلانُ |
جاءوكَ يَغْْسلــــهمْ خشــــوعٌ فانمحــــتْ |
منهـــــــــمْ ذنــــــــوبٌ و انمحــــــــــــتْ أدرانُ |
و الأرضُ مِنْ رجسِ المعاصي طـُـهِّرَتْ |
بالطاهــــــــــــرين و طُهِّــــــــــــــــــرَ الإنســـــانُ |
و سما ليصـــــــــــبحَ كالملائكِ فعـــــــلـُـــــهُ |
طُهــــــــــــرًا و كانَ كأنـَّــــــــهُ الحــــــــــــــــيوانُ |
و الآن تتركـــُـــــــــــــنا إلى أهــــــــــــــــوائـِـنا |
ليعـــــــــــودَ من كانـــــوا إلى مــــــــــا كانـــــــوا |
تَنْسَلُّ مِنْ أحضـــــــــــــــــــانِنا و لعلـَّـــــــــــها |
لا تلتقــــــي أخـــــــــرى بــــكَ الأحضانُ |
و لعلَّــــنا يطــــــــــوي الفــــــنا أبدانـَــــــــــنا |
و تلفُّـــــــنا في قــــــــــــــــــــــبرِنا الأكـــــــــــفانُ |
أترى تكـــــــــــونُ أنيسَـــــــــنا في قبرِنـــــــــا |
و شفيعـَــــــــــــنا في الحشــــــــــرِ يا رمضانُ |
أترى تكــــــــــونُ دليلـَــــــنا فــــوقَ الصـــــــــرا |
طِ و تحـــــــتَنا تتحاطـَــــــــــمُ النـــــــــيرانُ |
أترى ستُثْــــــــــــقِلُ كِفَّــــــــــــــتي أمْ أنـَّـــــــــــــها |
ستخـِــــــفُّ ســــــــاعَةَ يُنْصَـــبُ الميزانُ |
أترى سيغـــــــــدو صاحبي يوم القــــــيا |
مــــــــة مالــــــكٌ يا ليـــــته رضــــــــوانُ |
ضيعـــــــــــتُ أيَّامـــي على لــــــــذَّاتـِـــــــها |
أتـــــــــــرى سيغــــــــفِرُها ليَ الرحــــمــــــــــنُ |
كلُّ الخــــــــــــلائقِ فيـــك نـــــالوا حظـــَّــــــــهمْ |
إلايَ حظــــــــــي البـــــؤسُ و الخســـــــــــرانُ |
يا ليـــــــتَ أني مـــــــــا خُلقـْـــــتُ و ليــــــــتَه |
صــــــــــــــانَ الأمــــــــــــانَةَ ذلكَ الإنســــــــانُ |
شعر : محمود آدم |
|