حيرني هذا المثال وأمثاله. جاء الفتى والشمس ساطعة؛ فجملة "الشمس ساطعة" حال للفتي، لكنها لا تدل على هيئة فيه؛ فهل هي حال مجازي؟ وهل هو مجاز عقلي؟
... بالانتظار!
قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» كان نفسي اكون انسان» بقلم علي الطنطاوي الحسيني » آخر مشاركة: علي الطنطاوي الحسيني »»»»» مَصر» بقلم علي الطنطاوي الحسيني » آخر مشاركة: علي الطنطاوي الحسيني »»»»» تعريفات طريفة.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» مختارات من الشعر العامي» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» كتبتُ إليك لو أن الكتابة ../ أشرف حشيش» بقلم أشرف حشيش » آخر مشاركة: عبد السلام دغمش »»»»» همسة!» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: عبد السلام دغمش »»»»» الكون عالمها» بقلم محمد حمدي » آخر مشاركة: عبد السلام دغمش »»»»» ألا بذكر الله تطمئن القلوب .» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» الميسر والقمار فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
حيرني هذا المثال وأمثاله. جاء الفتى والشمس ساطعة؛ فجملة "الشمس ساطعة" حال للفتي، لكنها لا تدل على هيئة فيه؛ فهل هي حال مجازي؟ وهل هو مجاز عقلي؟
... بالانتظار!
أخانا الكريم الأستاذ الفاضل: فريد البيدق
أشكرك على هذا السؤال المهم الذي عده ابن هشام - رحمه الله - في كتابه القيم مغني اللبيب من المسائل المشكلة، وذكر لها حلولا عدة ، يشرفني أن أذكرها لكم مع مناقشتها بعد عودتي من العمل إن شاء الله
وجزاك الله خير الجزاء
أخوك: مصطفى
ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل
الكريم "د.عراقي"؛ السلام عليكم ورحمة الله، وبركاته، وبعد،
بوركت أخي الحبيب!
وإذا تم التقدير: جاء الفتى واضحا- فما العلاقة بين الجملة وتقديرها؟
أخي الفاضل الأستاذ الجليل: فريد البيدق
ذكر ابن هشام رحمه الله هذه المسألة في الأمور المشكلة:
"مما يُشكل قولهم في نحو " جاء زيدٌ والشمسُ طالعة" : إن الجملة الاسمية حال، مع أنها لا تنحل الى مفرد، (يعني لا تؤول بمفرد) ولا تبين هيئة فاعل ولا مفعول،(يعني لا تبين صاحب الحال لعدم وجود ضمير فيها يعود عليه ) ولا هي حال مؤكدة،
ثم ذكر رحمه الله توجيهات لهذه الجملة :
الأول: أن الحال هنا سببيّ مثل النعت السببي ، وهذا رأي ابن جني رحمه الله :
إذ يقول: : تأويلُها: " جاء زيد طالعةً الشمسُ عند مجيئه،" يعني فهي كالحال والنعت السببيين كمررتُ بالدار قائماً سُكانُها، وبرجلٍ قائم غلمانه.
أما الرأي الثاني فهو أوضح وأقرب ، وهو رأي ابن عمرون القائل:
وقال ابن عمرون: هي مؤولة بقولك مُبكراً، ونحوه،
فيكون معنى الجملة : جاء زيد مُبكِّرا
وهو تقدير مناسب جدا لمعنى الجملة كما ترى
أما الرأي الثالث: فهورأي صدر الأفاضل تلميذ الزمخشري:
فقال: إنما الجملة مفعول معه، وأثبت مجيء المفعول معه جملة،
فيكون معناها : جاء زيد مع كون الشمس طالعة أو مع طلوع الشمس
والرأي الرابع للزمخشري : وهو جعل الحال هنا جاريةً مجرى الظرف ، وقد بين هذا في
في تفسير قوله تعالى:
وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27)
حيث يقول: فإن قلت : زعمت أنّ قوله : { والبحر يَمُدُّهُ } حال في أحد وجهي الرفع ، وليس فيه ضمير راجع إلى ذي الحال (يعني صاحب الحال). قلت : هو كقوله :
وَقَدِ اغْتَدَى وَالطَّيْرُ فِي وُكُنَاتِهَا ... و : جئت والجيش مصطف . وما أشبه ذلك من الأحوال التي حكمها حكم الظروف .
(والبحرُ يمدّهُ من بعدهِ سبعةُ أبحرٍ) في قراءة من رفع البحر: هو كقوله:
وقدْ أغتدي والطيرُ في وُكناتها".
وفصله في "مفصله: قائلا: : ويجوز إخلاء هذه الجملة عن الراجع إلى ذي الحال إجراء لها مجرى الظرف لانعقاد الشبه بين الحال وبينه، تقول:
أتيتك وزيد قائم، ولقيتك الجيشُ قادمٌ،
وقال (يعني امرأ القيس):
وَقَد أَغتَدي وَالطَيرُ في وُكُناتِها بِمُنجَرِدٍ قَيدِ الأَوابِدِ هَيكَلِ
فيكون معنى الجملة : جاء زيد في حال طلوع الشمس
أو ملابسا لطلوع الشمس
وعليه فسر البغدادي بيت امرئ القيس فقال:
" وجملة: والطير في وكناتها حال من ضمير المتكلم، أي: أغدو إلى الصيد ملابساً لهذه الحالة.
ليربط الحال الجملة بصاحبها (الضمير)
واقترح الخوارزمي مذهبا سادسا في شرحه للمفصل(1: 442)
هو أن الواو هنا ليست واو الحال بل هي واو أخرى اقترح أن يسميها واو الظرف. فجعل الجملة من باب الحال ويكون تقديرها: جاء زيد وقتَ طلوع الشموس ،فلا تحتاج إلى رابط.
وبهذا ترى يا أخي الكريم أنه لم يقل أحدٌ بمجازية الحال هنا كما أن تقدير الحال (واضحا)
بعيدٌ عن الجملة لفظا ومعنى. لأن غرض المتكلم في هذا إنما هو التبكير كما في تقدير الحال:"مُبكرا"
أو الدلالة على الوقت : سببية، أم ملابسةً، أم ظرفية .
والله تعالى أعلى وأعلم
وجزاك عنا خير الجزاء
أخوك: مصطفى
الكريم الدكتور "مصطفى"، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،
زادك الله كما زدتني أيها الحبيب!