-1-
هائماتٌ حماماتنا الزاجلة
تتمرغُ فى بقعةٍ من غمامٍ معلقةٍ
فى جيوبِ السماء القريبةِ
حدَّ السَّهَر ..
لا وَزَر..
لستُ أَخشَى بأنَّ الرَّسائلَ
رَهْنُ اغتيالِ المريدينَ
فالطيرُ يُحْسِنُ ..
يبدِعُ فى رَسْمِ أشْباحِهِ
بالجَنَاح الصَّغيرِ
و يُسْعِفُهُ الغَيْمُ عند اختيارِ
الإطاراتِ و الأعينِ المُثقَلة ..
سوفَ يبدو كصيدٍ
بعيد السَّفَر ..
سوفَ يقطَعُ كُلَّ الملامِحِ
فى عَيْنِ راصِدِهِ
سَوْفَ يُغْشَى على الأمرِ
فى مَهْدِهِ
و الرسائلُ لن يختليها السياجُ
إبانَ المطر..
لا وَزَر ..!
-2-
لأَنَّ القَبْلَ والميلاد أقرانٌ
لما أرّختُهُ بالأمس يومَ دفنتهُ
إنى ذكرت من القتيلِ
سآمةَ الذكرى
و قبل اليومِ كان بصوتهِ
نوعاً من الوسواسِ
قبل اليوم لم يسقط قتيلَ اللهوِ
بين متارسٍ للسر مزروعاً
و ما أخفى
لأن القَبْل والميلادَ أقرانٌ
لدى التاريخِ سوف نبلغ التاريخ
أمراض الجديدِ هنا..
و لن نُشفى
-3-
على الريش تُقلِع حبّات رملٍ
و تقطع حد المسافة
أدنى سفر
تمر على هامةٍ كان فيها
مُقامٌ لداء الكرامةِ
صاحبُها كان يأمل
من بين عدواه تبقى إقامتها
مزمنة..!
للكرامةِ أن يعطس الرأسُ
كى يطلِق الريشةَ الساكنة
وللرملِ ألاّ يعود كذاكِ
إلى تربةٍ.. خائنة !
-4-
قريبا..يجيئون دارك
يدقون بالباب ظنا بأنك
مِن خلفه تنتظر ..
بَيْد أنك ثاوٍ هنالك
تفحص بالبئرِ أعوامه الهاربة..
ترد لآثار أقدامهم ذكرياتِ
المرور القديم و ماخَلّفته الخطى
أنت فيما رواه الأحبةُ
حانوت صبرٍ تصدقَ
بالسلعة المقناةِ لحد السرف ..
أنت عنوان بيتٍ
ترائيه كل الممراتِ حتى يمهد
باللافتات لقرب الرحيلِ
و دربك لا زال فى زيفهِ
ينحرف ..
و يعتز أن مواطن عوراتهِ
تكتفى بالسحابِ من السترِ
حتى فما كان للقادمين إليكَ
بحال المرورِ عليها خداعٌ،
فضوحُ المكانِ يسطر للافتاتِ
الإشاراتِ بين السطورِ هنا
دون قصدٍ
ويسقط فى فخهِ المستثارِ
بكفيهِ قد عُميت نحوهُ
دون قصدٍ و هم مثل عادتهم
يبصرون المهازل ثم يفوتون
نحو اقترافٍ ببابك يستشرفونهُ
فى عودهم
دقةً .. دقةً
أنت لست هنالك
هم خمنوا ثم قالوا لنحظى
كمن حاولوا بالشرف ..
لا تمر الرسالةُ من تحت بابك
ما من محاولةٍ أسفرت فيهِ
أنت المدبرُ حين وضعتَ
جواراً لهُ عتْبةً
حين دب بصدر الحضورِ
هنا يأسهم،
ما أسرّوا الرسالةَ حتى يرونك
بل علقوها على البابِ
كى يسألوا للمكان تمامَ الفُضوح!
-5-
هذا وقارك ..
يلهب الأعداد من طرْفِ الأصابعِ
كى تزاول عدَّها كَرهاً
و تقفز نحو بادىءِ حاجبيكَ
على هوى التحديدِ
تُفزِعُ سبعةَ السبعينَ
كى تغدو هناك ثمانية
و بِسَمْتِها المقلوبِ تملأُ من يراها
هكذا ريباً ليُعْرِض عازماً
ألاّ يعود الثانية!
28/12/2007