فليكن عام 2003 أسوأ أعوام صاحبة الجلالة
مقالة لي نُشرت في مجلة إيلاف الإلكترونية بتاريخ 20 سبتمبر
قضية مطروحة للنقاش .. هل نترحم على صحافتنا و أقلامنا العربية ..؟؟
أختكم
نجوان
المطر الحزين
فليكن عام 2003 أسوأ أعوام صاحبة الجلالة
قد يستغرب البعض هذا العنوان و لكنها الحقيقة تتجلى في أسوأ صورها ، لست صحافية و لا كاتبة و لا أديبة و لا شاعرة لست أنتمي إلى عالم صاحبة الجلالة هذه ، فقط إمرأة عربية تعيش في بقعة من المساحة الجغرافية العربية الممتدة من المحيط إلى الخليج و الذي لا نعلم ما إذا سيأتي العام القادم لتبقى هذه الجغرافيا العربية كما هي .... فسايكس بيكو جديدة تُرسم خرائطها في أروقة حكومة العالم الخفية بعلمنا أو بدونه و التغيير آتي شئنا ذلك أم أبينا اليوم أو غداً أو بعد سنوات.
منذ بداية العام و أنا أتابع بإهتمام أقلام صاحبة الجلالة العربية و التي بلا شك تأثرت بالوضع العربي الحالي و ما آل إليه حالنا و بصورة أقل ما يمكن وصفها بأنها سلبية إلى أبعد الحدود ، فلم أتصور أنا القارئة العربية أن تتحول أقلامنا العربية إلى سلاح فتاك نُشهره نحن الأخوة في وجوه بعض ، بل تحـولت صفحـات الجرائد اليومية إلى منبر للسب و النقد السـلبي و بث الفرقة بين الأخوة في وقت نحن أمس الحاجة فيه إلى أن يكون قلمنا سلاحنا الأبيض النظيف إتجاه السموم التي تنفثها الصحافة و الإعلام الغربي ضدنا و ضد ديننا الإسلامي الحنيف ، بل أجد أن بعض الأقلام العربية تحولت هي ذاتها إلى سلاح ذاتي التدمير يستغل الكلمة ليبث سمومه و أحقاده و يتناسى قول نبينا المصطفى عليه أفضل الصلوات" الكلمة الطيبة صدقة" ..
لقد تراكم الصدأ و العفن الفكري في داخل عقول الأقلام العربية فوصلت الآن إلى أقصى حالات الإستسلام لما يسمى بالعبودية الفكـرية التي تدفع بهـا إلى تصور الواقـع بطـريقتها الخـاصة و التي قد تصل في بعض الأحيان إلي حـد الغوغائية و بصورة تعجز فيه عن فهم الحقائق و المتغيرات الحاصلة في عـالمنا العـربي و الدولي و كأنها باتت تعيش في عـالم غير عالمنا هذا ، وساهمت في خلق حالة من الهستيريا في الصحف اليومية تحاول من خلالها ممارسة العبث الفكري في ذهن القارئ العربي و لا تُقدم له شئ سوى الترهات و هشاشة المضمون وضعف القدرة على المواجهة الفكرية بل و أصبح بعضها مصدر تهديد لهويتنا الفكريـة و الثقافية العربية ..
أيها السادة في كل أرجاء عالمنا العربي يا من تملكون قلم صاحبة الجلالة ، أنتم يا من أستغليتم الكلمة و المفردة و اللغة فحولتم صحافتنا إلى سوق عكاظ للهجاء و السب و القدح و الذم ، بالله عليكم كم قلم عربي إستطاع أن يقدم نفسه إلى الصحافة الأجنبية مدافعاً عن ديننا و عروبتنا محاولاً تغيير هذه الصورة السلبية المشينة للإنسان العربي ، كم قلم عربي إستطاع ان يحظى بإحترام القارئ الغربي محاولاُ الوصول معه الى حوار إيجابي لعل و عسى نستطيع أن ننجح في التخلص من حالة الهزيمة الفكرية للعقل العربي .
في النهاية لا أجد سوى هذه الكلمات هي رسالتي لكم
ليس أشد عَمىً من أولئك الذين لا يُريدُونَ أن يُبصروا .. و ليس أشد صممَاً من أولئك الذين لا يُريدونَ أن يسمعوا.
نجوان أحمد
أيلول 2003
najwan78@hotmail.com