|
نَارٌ عَلَى نَارٍ هِيَ الأَسْعَارُ |
مَاذَا سَنَصْنَعُ وَالغَلاءُ سُعَارُ |
زَادَتْ رَوَاتِبُنَا وَلَكِنَّ الذِي |
رَبِحَ الزِّيَادَةَ بَيْنَنَا التُّجَّارُ |
مَا كَانَ يُعْطَى بِاليَمِينِ وَإِنْ سَخَا |
أَخَذَتْهُ مَعْ نَزْرِ المَعَاشِ يَسَارُ |
هَذَا التَّمَدُّنُ يَا مُرِيدَ تَمَدُّنٍ |
فَانْفُذْ بِقَرْشِكَ مَا بِذَاكَ خِيَارُ |
مَاذَا لَدَيْكَ لِتَبْتَنِي بَيْتًا بِهِ |
إِنْ أَرْهَقَ المُسْتَأْجِرِينَ أَجَارُ |
لَوْ تَمْلِكُ المَلْيُونَ فَهْيَ قَلِيلَةٌ |
وَلَرُبَّمَا أَزْرَى بِكَ الإِكْثَارُ |
مِنْ قَبْلُ يَبْنِي الدَّارَ أَيُّ مُتَاجِرٍ |
وَاليَوْمَ عَزَّ عَلَى الغَنِيِّ الدَّارُ |
يَتَعَسَّرُ المَيْسُورُ مِنْ جَشَعِ الوَرَى |
وَتُهَدُّ مِنْ أَدْنَى الأُمُورِ فَقَارُ |
حَتَّى الطَّعَامُ غَدَا عَزِيزًا نَيْلُهُ |
وَالمَاءُ وَالأَقْدَاحُ وَالأَنْوَارُ |
أَكْثِرْ مِنَ الأَحْلَامِ قَبْلَ تَتَاجُرٍ |
فَلِكُلٍّ شَيْءٍ مَحْبِسٌ وَتِجَارُ |
مَاذَا جَنَيْنَا مِنْ تَمَدُّنِنَا سِوَى |
هَمٍّ تُقَصَّرُ دُونَهُ الأَعْمَارُ |
مَالُ البُنُوكِ وَمَا سَلِمْنَ مِنَ الرِّبَا |
وَبِهِ الأُمُورُ تُدَارُ وَهْوَ خَسَارُ |
كَالمَاءِ مِنْ حَرِّ الرِّبَا مَتَبَخِّرٌ |
إِذْ لَيْسَ يَرْوِي الظَّامِئينَ بُخَارُ |
وَنُقُودُنَا قَدْ هُيِّئَتْ وَرَقًا يَبَا |
ساً لِلرِّبَا فَتَلَهََّمَتْهَا النَّارُ |
لَوْ كَانَ مَسْقَاهَا الحَلَالُ وَزُكِّيَتْ |
لَرَبَتْ وَطَابَ لَأَهْلِهَا الإِثْمَارُ |
مَا دَامَ يُغْنِي بِالتُّقَى دِينَارُ |
فَعَلامَ نَمْحَقُ بِالرِّبَا المِلْيَارُ |
وَعَلَامَ نَأَكْلُ بَعْضَنَا حَسَدًا وَقَدْ |
وَسِعَ الجَمِيعَ العَيْشُ وَالإِيثَارُ |
إِنَّا لَفِي زَمَنٍ تَكَاثَرَ خَيْرُهُ |
وَأَقَلَّهُ مَنْ هُمْ بِهِ كُفَّارُ |
تَتَحَكَّمُ الأَمْوَالُ فِي أَخْلَاقِهِمْ |
يَغْنَوْنَ حَيْثُ يُسِيئُهَا الإِقْفَارُ |
رَبَّاهُ نَسْأَلُكَ السَّلَامَةَ إِنَّنَا |
حَذَرَ المُحَرَّمِ َفِي الحَلالِ نَحَارُ |
فَهَبِ القُلُوبَ صَلَاحَهَا قَبْلَ الغِنَى |
إنَّ الصَلاحَ لَغَايَةٌ وَدِثَارُ |