قبلت يديها .. هويت على الأرض .. قبلت قدميها ، ثم دمعت عيناي .
- لم أقدر فى حياتى على هذا الفعل الذي ظننته مستحيلاً ، ولذلك دمعت عيناي .
- اندهشت هي ، وابتسمت ثم احتضنتني بقوة .
- لا أستطيع أظهار مشاعري نحوها ، وكلما هممت بقول ما يجيش بصدري ، وكلما هممت بتقبيل يديها ورأسها وقدميها ، يحجزني شئ ما.. ويمنعني مانع غامض لا أدرى ما هو أو من هو .
- في كل مرة أعزم على قول كل شئ.. وأنوى إظهار مشاعري أمام الجميع وعلى الملأ .
- حينما يأتي الموعد أفشل وبعدها أندم ، ويقتلني الحزن ويمزقني العجز عندما أختلي بنفسي لأعاتبها كما أفعل في كل مرة .
- نظرت إلى بعينين حانيتين، واقتربت منى بدفئها وحيويتها .. سألتني : هل تحبني ؟
- أذكر ذلك اليوم جيداً .
لم أستطع الرد.
- لم أستطع النظر في عينيها الصافيتين ، ولم أجرؤ على الاقتراب من وجهها الوضئ بملامحه الطيبة الوديعة.
- يومها تركتها ولذت بالحقول القريبة من البيت الصغير المتواضع .
- لماذا لم تجبها ؟
- لماذا لم تخبرها بأنك تحبها أكثر من أي شئ آخر حتى من نفسك التي بين جنبيك؟
- لماذا لم تهوى على الأرض وتقبل قدميها ؟
- عملت في صمت لسنوات طوال، ولم يفارق مخيلتي يوماً حلمها .
- ظللت محتفظاً بهذا السر حتى لا يخطفه أحد منى ، ويسبقني إلى فعل ما نويت فعله بيني وبين نفسي .
في سجداتي أدعو الله وأقول :
- يا رب بارك في عمرهما وفى صحتهما حتى أستطيع برهما ورد بعض إحسانهما .
- اشتريت قطعة أرض وبنيت عليها بيتا أنيقاً في مكان رائع ، ودعوت الجميع لزيارته.
باركت لي أمي وقالت والسعادة تغمر وجهها : مبروك عليك وعلى عيالك.
- أخذتها من يدها وجعلتهما يقفان في مواجهتنا جميعاً .. ناولتها مفتاحاً ، سرت بهما إلى أول شقة فى البيت الجميل .
- فتحت أمي الباب ودخلت هي وأبى كعريسين في بداية زواجهما إلى بيتهما الجديد ، ذلك الحلم القديم الذي طالما داعب مخيلتهما.
- عندها جريت نحوهما.
- وقبلت يديها، وهويت على الأرض وقبلت قدميها.
- ثم دمعت عيناي.
- هذه هي المرة الأولى في حياتي التي أقدر فيها على هذا الفعل الذي ظننته مستحيلاً .
- ولذلك دمعت عيناي.
- ولذلك اندهشت هي، وابتسمت ثم احتضنتني بقوة.
- عندها اقتربت من أذنها بفمي وقلت لها :
- هل تعلمين الآن كم أحبك ؟