إسرائيل بين الماضي والحاضر / العرب لا يقفون ليقرأوا التاريخ
تتردد اليوم كلمة " مستوطنات " كثيرا على ألسننا ، ونسمع هنا أن هناك توسيعٌ للمستوطنات وكان آخرَ ما تطرأت له آذاننا هو أن الإسكان الإسرائيلية تقر أوسع خطة استيطانية منذ عشر سنوات تتضمن إقامة 1900 وحدة إستيطانية في مناطق مختلفة في الضفة الغربية ، ولم يسأل أحدٌ نفسه لم توضع هذه الوحدات في الأراضي الفلسطينية وما الهدف الذي تجنيه إسرائيل من وراء إدخال المستوطنين في قعر الخطر داخل الضفة بين سكانٍ فلسطينيين ، خلال الإنتداب البريطاني وخلال مرحلة نشأة الكيان الصهيوني في فلسطين تحت حضانة بريطانيا لهذا المشروع الصهيوني العالمي ، تم إنشاء مستطونات سميت " القرى الزراعية اليهودية " وهي التي كانت عبارة عن أرضٍ زراعية يشتريها اليهود أو يأخذونها قهراً من أصحابها وتكون صالحةً للزراعة ولها محصولٌ وفير ، وتلفُ بالسياج على مدورها ولا يكون هناك مخرجٌ منها لأهلها ، ويتم في هذه الوحدات الزراعية أو القرى الزراعية تجهيز الأسلحة والتدريب للإسرائيليين ويكون اليهود داخلها في أمان لأن لا أحد يدخلها أو حتى يستطيع دخولها ، وتكون بين هذه القرى مسافة 10 كيلو متر تفصل بين كل قرية وقرية ، وعندما يرى اليهود أنفسهم جاهزين مجهزين عتاداً وعدة وعدداً تنتفضُ هذه القرى على الأماكن التي حولها والتي يسكنها الفلسطينيين ويدمروا ويعيثوا خراباً ويقتلوا ويطرودا أهلها وبما أن هذه القرى لا تبعد المسافة الطويلة عن بعضها فكان بإمكان اليهود سلب الأرض بسهولة وقوة وعقلٍ ذكي ، وكانت هذه الطريقة التي من خلالها قد سلبت معظم الأراضي الفلسطينية المسماة اليوم " أراضي ال 48 " ، واليوم ها نحن نقف أمام بناء هذه القرى صامتين لا نسألُ أنفسنا ما هدفها وقد بين التاريخ لنا هذه الهدف وليس التاريخ بالبعيد فهذا قبل ما يقارب 50 عاماً ، ويقف العرب صامتين إزاءَ ما يجري يعلمون أن هذا سيحصل وأن الضفة سيؤول مصيرها للهلاك كمن سبقتها من الأراضي الفلسطينية المحتلة .
الذي يجري على الساحة الفلسطينية ليس إلا مسرحية قد اختيرَ ممثلوها من قبل أميركا وإسرائيل ، لنأخذ مثلا عباس رئيس السلطة الفلسطينية ، في عهد الشهيد القائد الراحل ياسر عرفات علم الإسرائيليين وأمريكا أن أبو عمار سيقول لهم عندما يطفح الكيل : لا ، وألبسوهُ محمود عباس رئيسا للوزراء تحت ضغط دولي وأمريكي وإسرائيلي ، واليوم يعلمون أيضا أن أبو مازن سيقول لهم : لا عندما يطفح الكيل فألبسوهُ فياض رئيسا للوزراء أيضا تحت ضغطٍ دولي وأمريكي وإسرائيلي ، وجميعنا نلاحظ أن فياض يحظى بجلسة فردية مع كل مسؤول يأتي للمقاطعة في رام الله ، فعندما أتى بوش إلى رام الله حظي فياض بجلسة فردية لم يعلم أي شخضٍ كلمةٍ مما قيل في جلسة فياض وبوش ، وكل هذا يحدث وعباس ينتظر دوره على المشنقة ريثما ينتهون منه ولا يكون له فائدة .
الجميع في سلطة عباس دوره سينتهي قريبا ، وأن مصيره سيكون الموت أو الحياة الذليلة ، والحكام العرب يعلمون ذلك أيضا ، ولكن السؤال هو : أنتم تعلمون مصيركم وتنتظرونه على أي أساس ؟ !
أنس إبراهيم