* في محافظة الموصل يسمونهم إرهابيين وفي محافظة البصرة يسمونهم خارجين على القانون ومتمردين والفرق واضح جدآ في كلا الصفتين !!؟؟ .

* نحن نثق فيه لأنه الأن رجل أمريكا في العراق !!! ؟؟؟ ... هذا التصريح المشهور لبوش الصغير للصحفيين وهو يصف نوري ( المالكي ) بعد عقد المباحثات عبر الأقمار الصناعية بتاريخ السبت 28 ت1 2006 . وأترك التعليق للقارئ الكريم ...

في خضم المعارك الأخيرة التي جرت بين ميليشيات حكومة نوري ( المالكي ) ومليشيات جيش المهدي في محافظة البصرة مؤخرآ والقصف الشديد الذي أستهدف منتجع المنطقة الخضراء في وسط بغداد مما أدى إلى هروب جماعي لزمرة حكومة الإحتلال الرابعة إلى شمال العراق المحتل أو دول الجوار وأثناء سهرة مخملية في منطقة سد دوكان السياحية وفي أثناء احتدام النقاش على ما سوف تكون عليه الأمور وما سوف تكشفه الأيام القليلة الماضية ولسؤال من أحد المسؤولين الكبار وجه مباشرة لنائب رئيس الوزراء عن القائمة الإتحاد الوطني الكردستاني حول رأيه الشخصي بنوري ( المالكي ) أجابه بصراحة (( أنه شخص غبي وأثول ولا يفقه في السياسة بشيء ويفعل المستحيل من أجل البقاء في كرسيه وغبائه هذا يروق للأمريكان كثيرآ والجنرال باترايوس هو الذي أعطاه الأوامر أمامي لسحق عصابات جيش المهدي دون رحمة أو شفقة والأمريكان يعتبرونها فرصة لا تعوض لغرض تصفية هذه العصابات وضرب الميليشيات الحاكمة بعضهم ببعض من دون أن يكون لهم دور المحرض الرئيسي أمام الرأي العام )) هذه المعلومة الصحفية الموثقة نقلت لي قبل أيام قليلة أعتبرها من حق الرأي العام العراقي . بعض الصحف الغريبة ذكرت أن عملية البصرة العسكرية حدثت من دون علم الجيش الأمريكي وهذا غير صحيح لأن العمليات العسكرية الكبرى على المحافظات والمدن لا تتم على بعد أخذ الموافقة من القيادة العسكرية المحتلة للعراق .

في خضم كل هذه المعارك الدموية كان للأرعن بوش الصغير تصريح غبي لصب الزيت على النار وهو يدعو رجله في العراق لمتابعة عملياته العسكرية لغرض السيطرة والقضاء على الخارجين عن القانون وأنها تعتبر لحظة إيجابية بالنسبة أليه !!! , ويعتبرهم خارجين على القانون !!! ولكن أي قانون يتحدث به هذا الرئيس الغبي غير قانون العصابات والميليشيات الحكومية التي تتقاتل فيما بينها بين الحين والأخر للسيطرة على منابع النفط والغنائم , فكما هو معروف الآن في العراق المحتل لا يوجد شيء أسمه ( قانون ) يمكن للمواطن العراقي أن يأخذ حقه المسلوب بالطرق القانونية المعترف بها في بقية دول العالم ولكن الذي يحكم الآن هو قانون الأحزاب ومليشياتها وبقية العصابات المنطوية تحت يافطات وبدع السياسة الأمريكية الجديدة يحاول هذا الرئيس أن يقدم نصر وهمي للرأي العام الأمريكي حتى ولو أتى على حساب المواطن العراقي لا يهمه كل هذا المهم أن يقدم صورة طبيعية لما يجري من عمليات عسكرية إجرامية تستهدف بالدرجة الأولى التجمعات السكانية المدنية وبالنتيجة ازدياد أعداد الضحايا والجرحى إلى رصيد ديمقراطيتهم المزعومة , لقد وصف نوري ( المالكي ) شركائه في الحكومة والذين بفضلهم هم وحدهم من أوصله لمنصبه هذا أمام غريمه التقليدي عادل عبد المهدي بعبارات ووصف شديد اللهجة وخارج سياق جميع الاتفاقات عندما أعتبرهم (( أن أعمال المسلحين والخارجين عن القانون في البصرة أسوأ من أعمال القاعدة بل هم من صنو القاعدة )) ومثل تلك التصريحات لا تخرج عن سياق الأملاءات الأمريكية لرجلهم في العراق , بل شاهدنا كيف بدأ الغضب والانفعال يأخذ في خضم الأحداث وتصريحات شتى من قبل جماعة التيار الصدري وخصوصآ بهاء الأعرجي وغفران الساعدي عضو مجلس النواب (البرلمان) وتحميل نوري (المالكي ) ، مسؤولية الأحداث الجارية ومجددة بطلب التيار بسحب الثقة عن الحكومة ، حيث قالت صراحة نحن من أُوصل المالكي إلى منصب رئيس الحكومة ، ونحن من سوف نسقط حكومته لأنه استبد برأيه وحارب التيار الصدري بل وصل الأمر إلى المطالبة بمحاكمته مع كتلته البرلمانية قائمة إتلاف محفل الشر الموحد بأنهم سيحاكمون على أعمالهم الإجرامية بحق الشعب العراقي مثلما تمت محاكمة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين يأتي كل هذا من خلال مؤتمر صحفي عقده كتلة التيار الصدري بما يسمى مجلس النواب ( العراقي ) واصفة رئيس وزراء حكومة محفل الإحتلال الرابعة بالدكتاتورية الجديدة وطالب فلاح حسن شنشل الحكومة بإيقاف العمليات العسكرية وفك الحصار عن بعض المدن العراقية ، داعيا مجلس النواب إلى اتخاذ موقف من العمليات العسكرية وحملات الاعتقال التي تجري في بغداد والمناطق الجنوبية بحق عناصر من جيش المهدي التابع للتيار ووجه شنشل نداء إلى أفراد الجيش والشرطة دعاهم فيه أن لا يكونوا أدوات بيد من وصفها (( الديكتاتورية الجديدة )) كناية عن رئيس الوزراء نوري (المالكي (وأضاف أن هناك أزدواجيه في تطبيق القانون كون رئيس الوزراء يصدر أوامر ألقاء قبض بحق الآخرين ويغض النظر عن بقية المجرمين الحقيقيين مثل محافظ كربلاء عقيل الخزاعي وقائد الشرطة وقائد الطوارىء في المحافظة كونهم ينتمون إلى الحزب الحاكم وإلى حزب الدعوة تحديدآ .
صحيح أن هدير المدافع والقصف المتبادل والاغتيالات بين شركاء الأمس وأعداء اليوم قد هدأ بعض الشيء في بعض المدن والمحافظات الجنوبية ولكن ما زالت النار تحت الرماد الساخنة في انتظار معركة الحسم والجولات الأخيرة المتبقية عندما تأتي معركة انتخابات مجالس المحافظات هذا القانون الذي رفضه في السابق بصورة قاطعة عادل عبد المهدي ووافق عليه بعدها مرغمآ ذليلآ عندما زار خلسة وبصورة مفاجئة نائب الرئيس الأمريكي دك شيني حيث أشارة تصريحات وانتقادات صريحة وواضحة لأعضاء في برلمان حكومة الإحتلال الرابعة إلى أن عادل عبد المهدي الذي يقف وراء نقض القانون الذي يمنح مجالس المحافظات لصلاحيات واسعة في اتخاذ القرارات وإصدار القوانين الخاصة بالمحافظة دون مشورة أو الرجوع إلى الحكومة المركزية , وهو ما لا يرغب فيه زمرة المجلس جماعة الشيخ عبد العزيز ( الحكيم ) وبحسب المعترضين على النقض فأن زمرة المجلس هو الوحيد صاحب المصلحة في عدم إقرار القانون لأنه بدأ يفقد نفوذه وسيطرته تدرجيآ في المحافظات الجنوبية لصالحه غريمه التقليدي جماعة التيار الصدري وحزب الفضيلة وهو يسعى بكل جهد لتحقيق حلمه الأوحد الأبدي في فدرالية المحافظات الجنوبية . لقد كشفت الحملة الأخيرة التي قادها ضباع الإحتلال والقصف الصاروخي المتبادل العشوائي بين الميليشيات الحكومية المتصارعة عن حالة التلاحم العراقي الأصيل بين أبناء البلد الواحد الأحد عندما سارع أهالي مدينة رائحة التفاح المقدسة إضافة إلى محافظات ومدن الموصل وتكريت وديالى وسامراء والأنبار عند الساعات الأولى لبدء المعارك لغرض التبرع بدمائهم الزكية الطاهرة لصالح أخوانهم وشركائهم في المحافظات الجنوبية التي أحتدم بها سعار القتال الشرس الذي ذهب ضحيته المئات من المدنيين بين شهيد وجريح إضافة إلى تدمير هائل في ممتلكات الموطنين العزل الذين لا ناقة ولا جمل لهم في خضم مثل تلك المعارك , حيث صرح الدكتور هيثم الجبوري وهو أحد المشرفين على حملة التبرع بالدم (( أن الإقبال كان ممتازآ بدرجة كبيرة وتوفرت لدى المستشفى الأن مئات القناني المليئة بالدم وخصوصآ النادرة منها حيث ركز القائمون على حملة التبرع على توفير الفصائل النادرة من الدم وخصوصآ الفصيلة السالبة وسيتم تأمين أرسالها بصورة مباشرة إلى الجهات الصحية والمستشفيات التي تعاني نقصآ حادآ في توفير فصائل الدم المختلفة )) وهذه أحدى صور العراق الجميل والتي ترهب قوات الإحتلال الأمريكية وذيولها من الزمرة الحاكمة ... ساعات فقط وتعود مشاهد الموت والدمار والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة المفتعلة التي تنفجر في التجمعات والأسواق المكتظة بالمواطنين وهو الأسلوب الذي يبرع فيها جيدآ زمرة المجلس وزمرة حزب الدعوة لغرض إعادة خلط الأوراق من جديد والشماعة دائمآ جاهزة موجودة لغرض تعليق أفعالهم القبيحة بحق هذا الشعب ... ولكن إلى حين وسوف تزول هذه المحنة القاسية بجميع تفاصيلها المأساوية أن شاء الله بتكاتف سواعد أبناء البلد الواحد .




باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com

هامش : العضروط جمعها عضاريط وهي كلمة عربية فصحى وتعني : الأجير على طعام بطنه . وقد أستخدم هذه المفردة الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي في أشعاره الهجائية . وترى اليوم انتشار هؤلاء العضاريط بصورة عجيبة وغريبة بين الطبقة الثقافية الحاكمة في العراق المحتل لتبرير كافة الجرائم التي ترتكبها حكومتهم البربرية والإحتلال البغيض بحق الشعب العراقي .