حلم أوردغان الطوراني في زيارته اللصوصية للعراق لبحث حصتهم من تقاسم الغنيمة ... النفط الرخيص مقابل المياه ؟؟؟

التصريح الساذج والغبي الذي أطلقه المعمم الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الإيراني الشيخ علي السيستاني مؤخرآ في صلاة الجمعة من محافظة كربلاء , وحيث طالب بخطبته الدينية العقيمة بمقايضة مياه نهري دجلة والفرات اللذان ينبعان من تركيا ويمران عبر العراق والنهر الأخر الذي يمر عبر سوريا ويصبان في منطقة الخليج العربي معآ, مقابل بيع نفط عراقي رخيص وبسعر بخس دراهم معدودات لغرض أن توافق تركيا الطورانية على زيادة حصة العراق من جريان مياه نهري دجلة والفرات بكميات أكبر من السابق . وبما أن السياسة التركية المتطرفة تجاه العراق المحتل الضعيف تنصب الآن في كيفية ابتزاز هذا البلد بكافة الطرق القذرة والوسائل الملتوية الخبيثة مع التوسع الهائل من قبلهم في أنشاء مشاريع السدود العملاقة على هذين النهرين ـ دجلة والفرات ـ والغرض من هذه السدود هي عملية مقصودة ومدروسة وهدفها إخضاع دول الجوار ومنها العراق وسوريا تحديدآ , ومشروعهم الخطير الذي ينص على مقايضة النفط العراقي الرخيص مقابل المياه ومثل هذه المشاريع كانت تراود مخيلة الطورانيين المتطرفين الأتراك منذ عقود طويلة وقد ظهرت هذه من خلال التصريحات الرسمية التركية بين الحين والأخر في الماضي , وقد أتى هذا اليوم الذي فيه تكون مثل تلك المشاريع واقع حال لا مفر منه بفضل سياسات الإحتلال وأذنابه .
لقد أبتلى العراق وشعبه الصابر من جميع الكوارث والمآسي التي حلت به طوال فترة وجوده كدولة معترف بها رسميآ منذ بدايات القرن العشرين , بأشخاص جهلة وأميين لا يفقهون شيء في العمل السياسي والدبلوماسي الدولي , وكيفية التعاطي مع دول الجوار بحنكة سياسية ودهاء دبلوماسي لغرض تحقيق أكبر المكاسب المتاحة للعراق وشعبه , وهذا بدوره يتأثر فيها صناع القرار في أي بلد بصورة مباشرة من خلال وضع إستراتجيته التنموية المستقبلية في كافة المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية والسبل العلمية والتقنية بالنهوض بالتنمية البشرية المستدامة .
أخطر هؤلاء الذين أبتلى بهم العراق هم فئة الشيوخ المعممين فقهاء الشيطان ووكلاء مراجع السراديب الأجانب من غير العراقيين , والذي جل همهم تنفيذ الأجندة والسياسة الخارجية لمصلحة دول ينتمون لها قوميآ و عقائديآ و روحيآ ويعملون المستحيل ليل نهار لتحقيق مثل تلك الأجندات المستقبلية الخطرة , فهؤلاء المعممين الشيوخ من أحزاب الإسلام السياسي الطائفي والمذهبي , وبمثل تلك التصريحات الساذجة على مستقبل العراق وأجياله القادمة , يبررون للدول الأخرى بصورة أو بأخرى أن تتدخل في شؤون البلد لغرض إملاء سياسة معينة عليه تصب في مصالحها القومية العليا بغض النظر عن ما سوف تسببه مثل تلك الأفعال من مخاطر مستقبلية على الأمن القومي العراقي وتهديد وجود شعبه الحقيقي على هذه البقعة من الأرض . أن الحرب العالمية القادمة في المشرق العربي وبين دول الجوار الأجنبية إذا ابتدأت فأنها ستكون بالدرجة الأساس حول النقص الكبير في المياه والذي يعتبر عصب الحياة الحيوي والمهم لأي تنمية بشرية مستقبلية متوقعة لأي بلد كان , لأن بعدم وجود وتوفير المياه الكافية فأن الحياة سوف تكون بدون شك في طريقها إلى الفناء , وخصوصآ مع ما نلاحظه من تسارع غير مسبوقة في ازدياد نسبة التصحر والجفاف لبلدان المشرق العربي وقلة مياه الأمطار الشتوية وشحتها في أحيان كثيرة من السنة . وإذا ألقينا بدورنا نظرة سريعة على واقع الحال العراقي اليوم سوف نلاحظ على اعتماد زراعة الأراضي كليا على مياه نهري دجلة والفرات ونسبة قليلة جدآ من هذه الأراضي تعتمد في زراعتها بالدرجة الأساس على مواسم تساقط الأمطار على الرغم من شحتها مما يضطر في حينها المزارعين إلى هجرة أراضيهم الزراعية والاتجاه إلى المدن , وسوف يتم الإعتماد في حينها على توفير سلة الغذاء الضرورية على ما نستورده من دول الجوار من مواد غذائية وحاصلات زراعية متنوعة وهذه بدورها سوق تنهك الإقتصاد العراقي حتما , وينتج عن هذا كله أيضآ ازدياد في نسبة التصحر والأراضي غير صالحة للزراعة وازدياد نسبة الكثبان الرملية وينتج عن كل هذا العواصف الترابية التي شاهدنا مدى خطورتها على صحة المواطن العراقي خلال الأسابيع والأشهر القليلة الماضية , مما أدى بالنتيجة في مثل هذه الظروف المناخية الخطرة إلى موت العشرات من العراقيين المصابين بمشاكل أمراض الجهاز التنفسي المختلفة في المستشفيات نتيجة لعدم توفر المعدات الطبية التي تساعد بدورها هؤلاء الناس على بقائهم على قيد الحياة , وهو الإرهاب الحكومي المخفي والمسكوت عنه , والذي يساعد هذا الإرهاب الحكومي من دون شك على موت أكبر عدد ممكن من العراقيين في داخل المستشفيات نتيجة لإهمال هذه الحكومة المنصبة المتعمد بعدم توفر أي معدات طبية أو أدوية تساعد في معالجة مثل تلك الحالات .
الزيارة التي قام بها قبل أيام رئيس الوزراء التركي رجب طيب أوردغان والتقائه بزمرة الحكومة المنصبة في منتجعات المنطقة الخضراء , كانت طبيعة هذه الزيارة وحقيقتها المخفية بالدرجة الأولى الأساسية هي لإضفاء نوع من الشرعية الدولية المفقودة لهذه الحكومة اللصوصية المنصبة , بعد الضغوط الأمريكية التي مارستها على القيادة السياسية التركية , وفي مقابل ذلك تحصل هذه القيادات التركية على ضمانات لإنهاء ملف حزب العمال الكردستاني وإلى الأبد , وهي الورقة الرابحة التي باستطاعة زمرة هذه الحكومة المنصبة أن تستغلها لصالحها لو أجاد البعض منهم اللعبة الدبلوماسية والدهاء السياسي والمعاملة بالمثل ولكن الغباء والسذاجة المفرطة التي تتمتع بها هذه الزمرة الحاكمة وتفضيل مصالحهم الشخصية ومصالح أحزابهم على حساب مصلحة العراق القومية العليا , يجعلهم يسلمون جميع أوراقهم دفعة واحدة لغرض أن تكون لهم شرعية دولية هي بالأساس مفقودة وغير معترف بها لأن العراق بلد محتل ولا توجد أي سيادة حقيقية تمارس على الأرض في ظل الإحتلال , وهذه من البديهيات في العمل السياسي المستقل . لقد أمعن هؤلاء في إذلال أنفسهم أمام الآخرين بصورة مخزية وبائسة في سبيل الحصول على صك اعتراف من الشرعية الدولية بهم .
لقد استطاع الدهاء السياسي الطوراني التركي أن يأخذ من العراق ما لم يستطيع أن يأخذه طوال العقود الماضية , وذلك عملت تركيا على مقايضة مياه نهرين دجلة والفرات بالنفط العراقي الرخيص إضافة إلى بحثهم عن الغنائم التي يستطيعون الحصول عليها من أفواه جياع الشعب العراقي ... أن ثورة الجياع المرتقبة والتي سوف يفجرها الشعب العراقي بمختلف طوائفه وقومياته وأديانه لكنس هؤلاء إلى خارج العراق ومن ثم إلى مزبلة التاريخ وإلى الأبد سوف تكون الحد الفاصل والجوهري بين البقاء على قيد الحياة أو العيش بدون كرامة لا سامح الله تحت رحمة هذه الحكومة اللصوصية المنصبة من قبل الإحتلال الأمريكي البغيض . تركيا الطورانية تفعل المستحيل لأجل إعادة الماضي العثماني الاستعماري لأرض العراق و تريد أن تجعل لها أيضآ قدم في العراق لموازنة حجم التدخل الإيراني في العراق وهذا كله مرفوض جملة وتفصيلآ .
ولكن ثورة الشعب العراقي العظيم المرتقبة سوف تكون لها كلمة الفصل الأخيرة بحق هؤلاء الذين باعوا العراق في المزاد العلني ...
وأن غدآ لناظره قريب ...


باحث في شؤون الإرهاب الدولي للحرس الثوري الإيراني
sabahalbaghdadi@maktoob.com