رسائل في بريد القلب -5 -

في الحدود الوسطى ما بين قلب يعتصر وكبرياء عنيد
ارسلت لك اشواقي مغلفة
ببريد لا تملك فيه صندوق
بحي لم تطأه اقدامك يوما
من دولة لا تعرف اوراقك الرسمية طوابعها
ومدينة قد لا تعرف اسمها الا من النشرات الاخبارية

لأجلك ذكرى...سأعبث بالقصيدة...!!

73






* بالأزرق / عمر امين
* بالأحمر / ذكرى ماريا



*****


كان هبوطاً اضطرارياً على سطحِ القمر
ثمة مايمنعني من ارتطام بك
وعطب
حيرة الصمت لاتوضح السبب
حتى شحوب البيان منساق في أنساق
ووحدتك تؤرق ذاكرتي
هي حكاية العشق الأزلية
في بدايتها مناخ الربيع
في نهايتها غربة التعب
نرفع الموج والبحر يغضب
لنولد ثانية
ونحب ثانية
تلك خرافة المهزوم
عُري يلبسنا العري
وعُري يغطي جسدنا بالحطب


حينَ سقطتَ اضطرارياً على سطحِ القمر
تسلل إليَّ حارسُ الخوفِ
من البابِ الخلفي
يُخبرني باجتياحكِ السري
الرشقاتُ تتوالي من بعيد
تُصيبُ أشجاري اليابسة
تصنعُ من سقطاتي حطباً قوياً
يستدفئ منه البحر البارد
في عقلي تُعششُ حبة خوخٍ عنيدة
تتلونْ بالخوفِ في كلِ موسمِ
حكاية الشتاء طويلة
وعقلي بقربِ البحرِ العطشان
يجمعُ حباتِ الملح
ويصنعْ من جزيئاتها
قطرات دمعْ !!


أطوف حولك بقبيلة ابداع
بوردة أخيرة
بعطش لايهوى مزيد ملح
أرفع عينيك عاليا عاليا
وأنت تعلقين نظرك على الألفية الرابعة
عند رحيل قبائل الحب المُشاع
سرنا لايُداع !!
فقط في اداعة اليُراع يُداع!!
سّوي جسدك القرنفلة
على مهل غير آبهة بالمرايا
بمن يتبع خطوك من بعيد
يريدك في الرؤيا
الحلم بك مكثف
يصل بي الى أعلى المقصلة
هواي يربي مفاتنه على أرض هواك
ينتظر خجولا عطاياك
آن للقلب الخروف أن يبدأ
يرعى الخزامى في مرعاك
بعيدا عن ذلك الهدوء المكلف
حلم قابل للتصديق
ينغرس في لهاث الماء
فيهدأ...


قلبكَ حضارة للحبِ
وردة انتُزِع منها الشوك
فينيقيا تغارُ من تمثالكَ الخالد
تسألُ عنكَ ؟
المارة يبحثونَ عن بطاقةِ أحلامكَ
قلبكَ كالمتهم
يجهرُ ب الصمت
وعيناكَ
خارطة لا تعترف بمبدأِ الأوطانِ
اغمضْ عينيكَ على الضجيج
واغرسْ في خيالكَ
واحة ترعى الخوف وترعانى


تناولتُ جفافي عن حافة غزارتك
من غير أن أسألكِ ما الحكمة في ذلك
أريدكِ مطرا في أرض محايدة
لاتتبع سماء ولاماء
حتى يتحرر الحياد بك
قلبي الصغير بحجم السقوط
وحجم السقوط الحر بحجم الرغبة فيك
اضطراري هو هبوطي
على أرض قمر صخري يحميك


حينَ يتحررُ بي الحياد
أصبحُ بلا أرضْ
علامَ أُمطرُ وقلبي حيران؟
سماءُ ...وماءٌ
والرغبة نبتة خضراء
تنمو في العراء
أرى الصخور القمرية لقلبي حميَّة
دعنى أسألكَ ثانية
هل كان نزولك اضطرارياً؟
أم أنكَ تخفي وراءَ صمتكَ
هدية ؟!



بقلم / عمر امين

أظل طيفا وسط غرفتك الموج...!!

74








بالرّغمِ من أنّك تقفين في حجرتك
الزرقاء
تتعبين من الدوران الأحمق بمقدار
يديك مشبوكة وراء ظهرك
أدعوكِ لتجلسي على أريكتي الدافئة
أغسل رجليكِ من التعب
وأنفض ثوبكِ الأسود من الغبار


أقبض على واحدة من خرزات قلادتك
وأقبّلُها بنشوة
ولاأدعها تسقط على الأرض
ولاأدعك...
أنظرُ الى مروحتِك المعلقة في
السقف
أغار من هوائها يحضنك
مطبوعة بخصلات شعرك السوداء أحركها بإصبع واحِد
ولاأتركها...ولاأتركك
كل ما أنا فيه...كل ما أرى
الكل ليس الا حلما يحمله طيف
أظل وسط غرفتك الموج
على ساحلها العذب
حبات رملك الشهي في يدي
آه كم أنتِ لزجة !! وكيف تنزلقين
عبر أصابعي الى القلب


ليس بوسعي أن أشد عليك
بكماشة
وأنا بهذه الهشاشة
بالكاد كنتُ أومئ
بالكاد أغفو لأراكِ في الحلم
وأسمو
خَيْبتي حريرية بحفيف غير مُحدٌّد
ملأتني بمخاوف رائعة
أتكبّدُ التّكرار الممل
لأُفهِمكِ أن الحب يستجدي دخولا
عند باب غرفتك
الصمت عند الصامت قرار
وبابك لا يُعطي اشارة
لكن بقوة الأميرة أو السيدة قدَري
جثمتِ ضاحكة فوق صدري


قلتُ الحب أبدا ليس جبان
ولن يبدي القوة ليجلبك لي
بالهذيان
بالكاد تمتمتُ بضع كلمات
وحملقتُ في عينيكِ لأرى شجاعتك
حقيقة ماتبديه هو الحب
والبقية الباقية يخفيها القرْب
ستحصلين على الحب من سيد تعيس
اهدأي الآن !!
لاتحرثي غرفتك جيئة وذهابا
اجْلسي على أريكتي...
وضعي رأسك فوق ركبتي...
ونامي نومة الحلزون...








Smooth Jazz

ألهذا كان مخاض القلم مؤلما .؟
ألهذا كان للبوح أوجه غاية في البؤس ..؟

عشقت المداد ليصلني بك ..

ألفت كثيرا بوحي بعشق ينتشلني من ذاتي السحيقة

كنت أكتب إليك أيتها العذبة .. وأرسل بقايا عطرك لتزيدي شذاها

بت أحلم كثيرا بذاك اللقاء

انا
وغروره اللعين
على شفا الحنين

بنينا حاجزا
مزركشا جميل

من خلفه رحى
جبارة تدور
تسحق في جنون
بذورا نابتة
لم تزل خضراء

غلافها الرقيق
لم يكد يفيق
من نومه العميق
في صبح شمسه
كأنما حريق

وطحينه غبار
على عيوننا
يصنع زوبعة
فلا نعد نرى
حقيقة الأشياء

أكنا نجهل
انها الابصار
فريسة ألأضواء
لا تدرك دائما
خديعة الألوان

النسيان نعمة من نعم الله
رغم مُر النوال
طعن وغدر بكل أتجاه
من جهلني قتلني
ومن لم يثمنني فقد باعني
ولا بد ان يباع ألف مرة
ودائما يأتي الصفح مني
فأحمد الله على كل حال ..

فضفضة ليس إلا......

على خارطة الشوق
اختلفت مواقعنا
فكنتَ في اقصى التعقل
وكنتُ في قلب الجنون

إليك أيتها النائية..

يا من بحثت عنك في سراديب الكون..

ولم تكوني..

متى تأتين...؟!!

ما زلت أواظب على الإنتظار..!!!

لدي مشكلة مع رائحتكِ...!!

75




العقل الذي يفكر فيكِ
يستريح
في الممرات المملوءة برائحتكِ
المميزة
لديٌّ مشكلة مع رائحتك !!
أريد أن أرشٌّها على الطين
ليفقد صفة التلوث
ويتعطر على جلدي
واحسرتاه...!! تبلٌّل الطين أكثر من اللازم
بعَرَق الأيام المدخنة


والآن ينهمر ماء عاصف
يحصد العطر حول قدميك
يجر قلبي الى البالوعات
ويُبْقي على ماتبَقى من التٌّالف
وفي زاوية الشارع الحادة
عِشق يركب الأزرق ينتظر عربتك
البيضاء
وبعد ذلك تضاء مصابيح
الكهرباء
انتهتْ زخات "الدوّشْ" الباردة
وتبلل عقلي


في الصباح الجاف
أتذكر ماحصل من أحداث
عندما كان عقلي معلقا على الستائر
الفاسدة
والآن يستعيد وعيه
عندما يشتم رائحتك بين نشارة
الخشب
ويحتسي قهوتك المبكرة
لاأريد التنكر لفنجانك الذي أغرق
فيه مرتين
ذاك الذي يجلب لي الحظ
كلما ابتسمتِ عن غير قصد
تلك الابتسامة المسكرة


أتأمل عينيك بحزن
وأطلي شفتيك بمربى "الفرامْبوازْ"
ألحس أصبعي حتى لايضيع عطرها
في الواقع والمجاز
وأقتسم معكِ موسيقى "الجاز"
أحدُنا يتأمل اللذة
والآخر يريدها بشدة
تلك التي تسكننا في ألف غرفة
مؤثتة
.
.
.
استندتُ الى جذعكِ..وانتظرتْ !!
عقلي رمى بطانية عليك
وانتظرْ
لايريدكِ أن تبردي قبل الأوان
والحب موقد لكل الألوان
خفق قلبي باتجاه السقف
وحينما نام العالم انسللتُ الى غرفتك
غطيتكِ باتقان
قبٌّلتُ جبينك باتقان
قفلتُ باب قلبك باتقان
وانسحبتُ باتقان