التفت الروح حوله حيث جفت آخر أحلامه على نافذة وهن ِ ماضيه ,
فتعمق في أقصى حدود ذاته حيث نهاية محطاته التي خلت إلا منه .
خيالٌ .. مر بخاطره ,
استوقفه برسالة من الماضي !
لابد من التخلص منها..
انتشلها تشخب حروفها بذكرياته المعتقة الغروب .
الموشحة بخضاب الشروق إلى اللقاء .
تناولها بقوة الموت وقلبٍ تصلدَ , وبيدِ من بطش .
مزقها وبعثر أجزاءها .. نثرها على أعتاب النسيان حيث أدراج الفناء,
ولم يُبْقِ منها الخاطرُ سوى أجزاء ثلاث إلتقطها ببصره الذي خالطه مشيب النهاية .
وإذا بالجزء الأول حُفر عليه الألم
تبسم ساخراً وهو يردد إنه ساكني .
يليه رقعة أخرى سوداء
وقد نسج عليها كلمة الوداع !
الوداع .. الوداع .. الوداع !!
كلمة مؤلمة .. دائمة الترحال غريبة الوطن.
كفى تَرددُ صداها السحيق.
خيم الصمت حيث أدرك أنها الحقيقة الموجعة
الآتية من الخلود .
نداء لشيء قد حان يصعب تجاهله .
ولم يعد إلا القصاصة الثالثة
حيث تفرقت عليها حروف ترميزية شفافة خجلة .
فكاتبها لا يريد البوح بها .
تعثرت القراءة وبصعوبة حدق بحروفها
فقرأها ..
ا
ل
ح
ب
أسهب النظرَ حيث السماء وفي عينيه ابتسامة وَلَهٍ خرجت من قلبه
ترفرف حول الروح إلى الخلود .
فكانت أخر نبضاته حيث الوداع الأخير..