الأبْكَمُ

الأَبْكَمُ

... وإذا بكف غليظة باردة تعصف بخده الأيسر، وكأنها قطعة قدت من حديد أو جليد، إذ كانت كافية لتفقد الرجل توازنه، بقدر ما كانت وافية مزلزلة لتبعث في جسده النحيف قشعريرة لم يذق لطعمها مثيلا من قبل…
كادت تلك الصفعة العاصفة أن تطمس ملامح وجهه، ولم يكن بسببها، وقد سقط مغشيا عليه بين أرجل الكراسي والطاولات، في منأى عن الهلاك، وعلى الرغم من هذه الحال القاسية، وبالرغم مما وصل إليه الأمر بين الرجلين، لم تكن تلك الكف المرسلة بقوة على خد الرجل كافية لتشفي غليل ذي اليد الباطشة، ولا وافية لتطفئ نار غيظه المتوهجة …
إرتمى عليه ببدنه الثقيل، وانهال على وجهه الضامر لكما بقبضتي يديه، وقد جحظت عيناه وانقبضا فكاه، وتلاحقت متقطعة أنفاسه وانتفخت أوداجه، وعرق جبينه تصبب وتطاير من فمه لعابه …
تكلم حتى أراك .. أتحسب أن السكوت من ذهب؟.. سأقتلع لسانك الذي تطمع أن تختبئ خلفه .. هيا تكلم وإلا أجهزت عليك أيها الحقير …
مات الرجل الأبكم في لحظة كانت زوجه وأولاده الصغار يترقبون بشوق كبير عودته إلى البيت بعد يوم طويل شاق من العمل …
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

تِلْكَ الصُّورَةُ

... قصة من قصص أبي شامة المغربي في رحاب ملتقى رابطة الواحة الثقافية ...

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وصف مميز ودقيق ليد الظلم والجبرت ولحالة المظلوم، بكمه قاده للموت، ويبقى السؤال

هل بكمه كان دفاعا عن وطن/ شخص، فلم يرد أن يسرب أي معلومة؟ أم أنه بكم

نتيجة ظلم وقع عليه فلم يجد ما يقوله؟ وللسؤال بقية...

الفاضل أبو شامة المغربي، دمت بود، تحياتي لك.

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك أختي الكريمة
سعيدة شكري
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد ...
لك من أخيك عبد الفتاح أفكوح أبي شامة المغربي ورود الشكر الجزيل ونداها، ولك منه أزهار التقدير وشذاها على إطلالتك المشرقة في هذه الرحاب القصصية المورقة، ونسأله عز وجل، وهو الذي علم الإنسان بالقلم ما لم يعلم، أن يرزقنا التوفيق والسداد في القول والعمل، وفي ما نخطه من حروف باليمين وجمل ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

دكتــــــور...
ذكرتني بقصيدة للشاعر احمد مطر بنفس العنوان الابكم ، واظنها ترسم المعاناة نفسها ، دائما تتحفنا بصورك الواقعية المنتقاة بحرفية وبلغة سامقة دلالات تعددية .

محبتي
جوتيار

بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليك مجددا أخي الكريم
جوتيار تمر
ورحمته جل وعلا وبركاته
وبعد
مسك الشكر الجزيل وعبير التقدير الجميل، أهدي إليك في فضاء هذه الواحة المورقة بكل أصيل، ثم لك من أخيك أبي شامة المغربي شذى التحية وندى السلام على ما أرسلته من كلماتك محلقا مشرقا في سماء هذه الدوحة السامقة في العلياء، المورقة بالبهاء والسناء، والله تبارك وتعالى أسأل أن يعيننا على ذكره، وشكره، وحسن عبادته ...
حياك الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

اهانه بالصفعة على الوجه , ولم يحترمه كإنسان ويقدر ذاته مهما كان شكله ولونه ونوعه وطبقته , واضاف إلى إهانة الصفعة إهانة أخرى بالضرب واللكم وظنَّ ظنًّا سوءا في أن الرجل الضعيف صامتا متجاهلا له او يحسب سكوته غنيمة ولم يتفهم وينتبه لماذا اصابه البكم فجأة ؟؟
وهذا عائد إلى موت ضمير هذا القاسي المتكبر وفي الحقيقة هو لم يعرف قدر نفسه ولم يرَ انه أصغر من الحشرة بتعامله السئ السخيف
وللاسف نرى الكثير من هذه النماذج في أمة الإسلام لايراعون صغيرا ولا كبيرا
تقديري

يد البطش ثقيلة ظالمة..ومن وسائل الباس والبطش
ما يغري بإزهاق النفوس وسفك الدماء.
سرد جميل قوي لنص ملئ بالشجن, بعيد النظرة, عميق الفكرة
تحياتي.

وإذا بكف غليظة ....
مالذي سبق وإذا هذه، وبماذا استفز الأبكم ذا الكف الغليظة ليضربه بهذه القسوة
يحتاج النص لبعض إشارة تمنح الصورة أبعادا أكثر من مجرد بطش الأقوى

دمت بخير

تحاياي

تباين الحجم من وصف الشخصيات يرسم صورة المشهد من تجبر وعنف
ونهاية تشرح الحبكة
إسقاط سياسي ذكي
دمت بخير
تقديري