|
تَجاذبَنـي الحنـيـنُ فَضِـقـتُ صَــدْرا |
وصــرتُ أُغـالِــبُ الأيـــامَ صـبــرا |
ورحــتُ أبُـــثُّ للـرُّكـبـان وَجْـــدي |
لــعــل الــركْــبَ يُـنْـشــده فــأبْـــرا |
فـيـغْــدو لــلأنــام حُــــداءَ رَحْـــــل |
ٍيُـسـامـرُ نَقـلـهـم شــعــرًا ونــثــرا |
فيرقص في المضارب نَبْضُ لَوْعِي |
يُـحـيـلُ الـرمــلَ حِــنَّــاءً وعِــطــرا |
تَـلَـوَّى القـلـب إذ جـــاوزْتُ مـنـهـا |
تُـخُـومَ الــدُّورِ والأشـجــار شِـبــرا |
وصــار يـلُــوذ بالـتَـذكـارِ سَـلــوى |
ونِـعـم السَّـلْـوُ إنْ كـابــدْت هَـجْــرا |
فَـورَّق فـي الـنـوَى بـيـداءَ روحــي |
بـه أضحـتْ فصـولُ العُمْـر خُضـرا |
وأضحـى (للمغـارة) وَسْــمُ عِـشْـقٍ |
علـى كبـدي كـمـا تِيـجـانِ كِـسـرى |
لئـن يشـكُ اليَـراعُ شُـحُـوبَ خَـطْـو |
ٍتَـغَـمَّـسَ شـوقَـهـا رِيَّــــاً وفَــخْــرا |
وهَــامَ الـحـرف والقِـرطـاسُ حُـبَّــا |
ًوَيَـمَّــمَ (للـمـغـارة) مـنــه شَـطْــرا |
إذا مــا اشتـقـتُ يـومــاً وَعْرَتَـيـهـا |
تَـوافَــدتِ الـبَـيـادرُ جِــــدّ غَــيْــرَى |
وتَتْـبـعُ بـعـدهـا الـكَــرَزَاتُ طَـــوْراً |
وَكَــرْمُ الـتِّـيْـن والـزيـتـون طَـــورا |
ودرْبُ طفـولـتـي يُـمْـسـي عَـتـوبًـا |
فـأُصـبـحُ والـفــؤادُ لـهــن أَسْـــرَى |
يُـدغــدِغ مهـجـتـي مـنـهـا خــيــالٌ |
يُـوَشِّـي بـالأريـج الـكــونَ سِـحْــرا |
فأُصْـدِرُ مـن شِـغـاف القـلـب زفْــراً |
تَفـيـضُ لِـشَـجْـوه الأقـــلامُ شِـعــرا |
تُحلِّـقُ فـي النَّـوَى أَسْـرابُ عِشْقِـي |
خِـفـافَ السَّـبْـحِ والأكـبــاد حَـــرَّى |
وتَـمْـضــي (لـلـمـغـارة) بِـالـتـيـاعٍ |
ويَصْحَبُهـا الحَنـيـنُ بـألـفِ ذِكْــرَى |
فَتلْـهُـو فــي الأَزِقَّـــةِ حـيــث كـنــا |
نُـطــارد نَـحْـلــةً تَـمْـتــصُّ زَهْــــرا |
وكــنــا نـجـعــلُ الـعِـيــدانَ خَــيْــلاً |
ونبْنـي مــن بقـايـا الطـيـن قَـصـرا |
فتُـودِعُ فـي غصـون اللَّـوزِ نَجْـوَى |
وتُـمْـطِــرُ بـيـتَـنـا قُــبــلاً وعُــــذرا |
وتُـهْـدي لـلأحـبـة مِـسْــكَ شَـوقــي |
ولِلـحِـيـطـانِ والأشــجــار عِــطــرا |
وتَـــأْوي لـلـفـؤاد وُفـــودَ عُــــرْسٍ |
تُصَفِّـقُ بِالجـنـاح بِفَـيْـضِ بُـشْـرَى |
ويَـمْــلأُ شَـدْوُهــا حـــاراتِ قـلـبــي |
وتـنْـفِـض ريْـشَـهـا الــمُــزْدانِ دُرَّا |
فـتَـرْوي فــي جَنـانـي دَوْحَ صَـــبٍّ |
وتُـزْهِـرُ بالحنـيـن الــروحُ سِـــدرا |
فـأَمْـزِجُ بِـالـجَـوَى أحـــلامَ وَصْـــلٍ |
وأَوقِـــنُ أنَّ بـعــد الـعُـسْـرِ يُـسْــرَا |