|
يا فؤاداً تناوبته الرَّزايا |
أيُّ نفسٍ تذوبُ بؤساً سوايا |
أيُّ روحٍ تطيرُ بالحبِّ والخي |
رِ تغنِّي للخلْقِ لحن السَّجايا |
فَيُغَشِّيها الليلُ أسْوَدَ فيما |
قد غشاها فاستنكَرَتْها الحنايا |
بجراحي يا قلبُ أمضي وحيداً |
هي زادي، ومؤنسي، والمطايا |
كم دَعَتْني إلى السَّلامة نفسي |
بَيْدَ أنِّي لِضارِياتِ المَنايا |
ويُدانيني الشَّكُّ في كُلِّ حينٍ |
هل أنا سِرُّ عالَمٍ مِنْ خَفايا |
أم أنا نجمَةٌ أُسابِقُ لَيْلِي |
ويناديني الصُّبْحُ: يا شمسَنا..يا.. |
ليسَ يدْري بأنَّ مَنْ شَعَّ جُرْحٌ |
بِسَناهُ الكونُ اهتدى، وسَنَايا |
صدَّقَتْهُ السُّهى بها والثُّرَيَّا |
وبها كذَّبَتْ عيونُ البرايا |
إنَّ هذي العيونَ وجهُ جُحودٍ |
واحتراقٌ تغيبُ فيهِ رُؤايا |
رُبَّ سوءٍ في وجهِ آخَرَ يبدي |
فِيَّ سوءاً لم تعتَرِضْهُ المرايا |
وجَهولٍ قدْ غُرَّ بي إذ رآني |
لِنُشوزِ الدَّهْرِ أبدي رِضايا |
إنْ مَشَيْتُ القِفارَ أبغي ارتواءً |
رَكِبَ البَحْرَ باحِثاً عن رَكايا |
أعبُرُ الهمَّ بينَ جرْحٍ وجرْحٍ |
ومُرَادِي مُعانٍدٌ يَتَعايا |
واصطباري عليهِ عذبٌ جميلٌ |
فيهِ سعْدِي ،وجنَّتي ،وجنايا |
فَسَبِيلَ الرَّجاءِ أغدو كَأُمٍّ |
في مخاضِ الوليدِ ترضى البلايا |
يا لِثَغْري-والهَمُّ ملؤُ عيوني- |
كيف يشدو مَعَ العُيونِ الخلايا؟! |
كيفَ لا يهوي ِمثْلَ غَضَّةِ فرْعٍ |
لَزِمَتْ بالدُّموعِ إحدى الزَّوايا |
فَعَليكَ السَّلامُ يا خيرَ قلبٍ |
سُرَّ يوماً..فادَّارَكَتْهُ العَطايا |
وسلامٌ للرُّوحِ ينبِضُ فيها |
يَجْتَبِيها بطيِّباتِ التَّحايا... |
وحبيبٍ نفاهُ كَفُّ ارتحالٍ |
غابَ عَنِّي فَبِتُّ أبكي هَوايا |
كلَّ يومٍ يزورُني منكِ طَيْفٌ |
يتهادى بخافقي وحشايا |
وبدمعي تخُطُّ عيني قصيداً |
خالِداً فيكِ فوقَ خدَّيَّ آيا |
خَجِلَ البوحُ مِنْ كتابي وسَمْعي |
فاحتواهُ الفؤادُ عُوداً ونايا |
فَسَرى بالأضلاع رَجْعُ صَداهُ |
واستفاضت بِوَقْعِهِ مُقْلَتايا |
أَتَمَنَّى لو يُثبِتُ الدَّمْعُ حُبَّاً |
لَكَفاني-لو كانَ-كُلَّ مُنايا |
إيهِ يا أنتِ فيكِ بَحْرُ شرودي |
ونزوغي ضَلالَةً..وهُدَايا |
فارعوي يرعاكِ،المدى،قلبُ إلْفٍ |
لَيْتَ لُقْياهُ عِنْدَكُم بالنَّوايا |
ها وقد بانتْ دمْعَةٌ فاعْذُرِيهِ |
هُوَ قلبٌ...وللقلوبِ رَعايا |
وأنادي: يارَبِّ فاهدِ خطاها |
نحوَ خَطْوِي يا رَبِّ واهْدِ خُطايا |