|
ما زلتُ فيما قلتِهِ بتأمُّلِ |
حتى بكى قلبي ولم يَتَحَمَّلِ |
وَنَهَرتُه مستنكراً مُتوَّعِداً |
فازدادَ إصراراً ولم يَتَبدَّلِ |
ما زال منه الدمع مُنسَكباً أسى |
حتى مشيتُ بفِعْلِهِ كالمُثمَلِ |
شيَّدْتِ من طُهْرٍ وروعةِ معْدنٍ |
وَمِن المشاعرِ فيكِ أقدسَ هَيكَلِ |
فأتيتُ بابكِ شاكراً بتواضُعٍ |
وأضأتُ فيه الشمعَ كالمُتَبَتِّلِ |
وتَضوَّعَت فيه البخور كنغمةٍ |
قدُسيةٍ تسري كروح قُرُنفُلِ |
ما كنتُ أحْسَبُني أعيشُ مُشَرَّداً |
في غُربَةٍ وَتَعاسَةٍ وَتَرَحُّلِ |
خفَّفْتِ أحزاني على مَنْ فارقوا |
فكأنها ارتَحَلَتْ وَإنْ لَمْ تَرْحَلِ |
يا مَنْبَعاً للطُّهْرِ في زَمَنٍ عَصى |
أعْظِمْ بإحسانٍ به لمْ تَبْخَلي |
نِعْمَ الكَريمَةُ انتِ يا أسْمَى نَدى |
أبْهَى مِنَ القَسَماتِ فَوقَ الجَدْوَلِ |
أنْقى مِن الثلجِ الطَّهورِ بِصُبْحِهِ |
بِقِشَارِهِ المَيَّاسِ يَهْوي مِنْ عَلِ |
وا طيبَ غرسكِ فالثِّمارُ كما نرى |
كالشمسِ تسْطَعُ بالجمالِ فَهَلِّلي |
بالغتِ في حبِّ لأمّك يا ندى |
وَلَوِ انْقَطَعْتِ لِحُبِّها لمْ تَعْدلي |
ما أعْظَمَ الأجْرَ المُعَدَّ لِإبْنَةٍ |
بَرَّتْ بوالِدَةٍ لِتُرْضي المُعْتَلي |