أيها الجبناء ؛ طيروا فوق رؤوسنا بطائراتكم ، واقذفونا بنيران دباباتكم ، وخذوا ما شئتم من هذه الحياة ، فوا لله الذي لا إله غيره لن تأخذوا منّا إلا ما شاء الله ، ولن تفعلوا بنا إلا ما كتب الله لنا ، قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار ، والله مولانا ولا مولى لكم ، لشهدائنا الجنّة ولأهلنا في غزة المجد والفخار ؛ وإنْ ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، وإنْ عزّ وجود الصديق والحليف ، وإنْ خان الأخُ والشقيق ، فالله يمهل ولا يهمل ، ولمن نفقَ منكم النّار ؛ لها شهيق وزفير ، لا تموتون فيها أبدا ؛ ولا تحيون ولا تخرجون ، لكم فيها الويل والثبور ؛ والويل لن يهدأ أو يبور ، فيها ستمكثون إلى ما شاء الله أيها الجبناء المجرمون ، ولمن خذل غزة الخزي والعار ، ومعكم سوف يمضون ، وفيها سوف يندمون ، ولن ينفع الندم إذا ما جاء أمر الله أيها الخائنون ، لن ينفعكم الأمل ولا الدعاء ، ولن يخفف عنكم العذاب ، فهذا أمر الله ؛ والله حكم فيكم من فوق سبع سموات ، وهو شديد العقاب .
أيها المتآمرون ، خذوا لأسيادكم صكوك الولاء والبراء ، اكتبوها كما هيّ ، بدم الشهداء الأبرار ، وعلى أشلاء جثث الأطفال الأبرياء ، وخذوا لهم من هذه الدنيا ما يرضيهم وما يخزيكم ، خذوا لهم كسوتنا ، وأطعموا خنازيرهم من لحمنا ، واشربوا بجماجمنا كؤوس خمركم وذلّكم وعاركم ، وتربعوا فوق رؤوسنا كما يحلوا لكم ، واقتلوا منا ما تشاءون ، وامنعوا أصواتنا من الغضب كيفما ترون ، وانسجوا بخيوط العنكبوت سياجًا حول جحوركم ومواخيركم ، واضّطجعوا تحت أحذية أسيادكم ، فأنتم قاب قوسين أو أدنى من الجحيم ، تفاءلوا كثيرًا بدنياكم ، وتمتعوا بلهوكم وسفاهاتكم ، وارقصوا على أشلاء جثثنا حتى تهترئ أقدامكم ، وأنفقوا من طيبات من رُزقتم على مجونكم وملذاتكم ، فغدّا لن تجدوا ما تسكتوا به عواءكم ، وخواء كروشكم المنتنة ، و ثقوا بأنّي لكم ناصح أمين ، فخذوا بنصحي وتمتعوا قدر ما تستطيعون ، واركضوا خلف هذه الدنيا بأقصى سرعتم ، وأثبتوا الولاء لأبناء القردة والخنازير بأعلى درجات الوفاء ، فلن تنالوا من عزمنا ، ولن تحطّموا معنوياتنا ، فمن هنا مرّ كثير من أشباه الرجال من أمثالكم ، لكنهم رحلوا غير مأسوف عليهم ، عابري سبيل مضوا على عجل ، باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ، باعوا كرامتهم وكبريائهم بثمن بخس لا يغني ولا يسمن من جوع ، ركضوا خلف دنيا زائفة ، وأحلام بائسة ، وعروش زائلة ، فأبشروا بنهاية تعيسة آتية لا محالة ، وموعد لن تجدوا من دونه حولًا ولا قوة ، يوم يأتيكم ملك الموت لانتزاع أرواحكم الخبيثة ، كما ينتزع السفود الكثير الشعب من الصوف المبلول ، لتلعنكم معها ملائكة السماء ، فأبشروا بسخط من الله ، أيها الجبناء ؛ أيها المتآمرون على غزة ، أيها المتآمرون على هذه الأمّة .
خاب وخسر من ظنّ أنّ هذه الدنيا دار بقاء ، خاب وخسر من باع آخرته بدنياه ، خاب وخسر من ساهم في قتل الأبرياء ، خاب وخسر من تآمر على الإسلام وأهله ، خاب وخسر من فقد ثقته بالله تعالى ، ومن ظنّ أنّ الكلمة الطيبة ليست بصدقة ، خاب وخسر من ابتعد عن دين الله تعالى ، خاب وخسر من احتقر من المعروف شيئًا ، خاب وخسر من ابتعد عن الدعاء ، ومن ظنّ أنْ الله تعالى لا يجيب المضطر إذا دعاه ، قال تعالى وهو أصدق القائلين " وإذا سَأَلَكَ عِبادي عَنِّي فَإَنِّي قَريبٌ أُجَيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ فَلْيَسْتَجيبوا لِي وَلْيُؤْمِنوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشَدونَ " (سورة البقرة 186 ) .
اللهم انصر أهلنا في عزة ، اللهم انصر أهلنا في فلسطين والعراق وفي كل مكان ، الله ارحم ضعفهم ، اللهم أجبر كسرهم ، يا مغيث أغثهم ، اللهم ارحم نساءهم وأطفالهم وشيوخهم ، اللهم إنّا نسألك أنْ تتقبّل شهدائهم ، اللهم انصر المجاهدين في غزة ، اللهم قوّ عزائمهم ، واربط على قلوبهم ، وسدّد رأيهم ، وأمدّهم يا الله بمدد من عندك ، اللهم ارحمهم ، اللهم احفظ أعراضهم ، اللهم شافي وداوي مرضاهم وجرحاهم ، اللهم اخذل من خذلهم ؛ وانصر من نصرهم ، اللهم عليك بأعدائك أعداء الدين فإنّهم لا يعجزونك ، اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا .
اللهم إنّا نسألك بقوتك وضعفنا ، وعزتك وذلّنا ، أنْ ترحم أهلنا في غزة ، اللهم إنّا نسألك أنْ تعجل بالفرج القريب ، اللهم إنّا هذا حالنا لا يخفى عليك ، وهذا ضعفنا ظاهر بن يديك ، فالطف بأهلنا في غزة ، واستجب دعائنا يا أرحم الراحمين ، اللهم إنّا نشكو إليك ضعف قوتنا ، وقلة حيلتنا ، و هواننا على النّاس ، يا أرحم الراحمين يا الله استجب لنا دعائنا ، وفرج عن أهلنا في غزة ، فرج عنهم يا رب العالمين ، يا الله ارحمهم ، يا أرحم الراحمين ارحمهم ، ارحمهم يا رب .