أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: ماذا بعد الانتصار لصمود غزة...؟

  1. #1
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.82

    افتراضي ماذا بعد الانتصار لصمود غزة...؟

    ماذا بعد الانتصار لصمود غزة...؟
    بقلم :يوسف محمد بناصر
    باحث وكاتب

    تعتبر قضية غزة من القضايا المعاصرة التي أوصلت السيل مداه وأبلغت الأسئلة والحزن أقصاها، فقد فرقت الإخوان وفضحت الأنظمة الديكتارتورية العربية والديمقراطية الغربية على السواء، كما عرت قدرة الشعوب وكشفت لا جدوائية الضغط أو التغيير بالاحتجاج أو بالتظاهرات، إنها قضية بحق تستحق أن يتم التأريخ بها للتحولات الجديدة التي بدأت تظهر في السياسة الدولية وتناقضاتها التي تعيد صياغة المنطقة العربية...، كما أنها قضية وضعت الأخلاق والقيم الإنسانية والحقوقية العالمية في "مأزق تناقضي" بين ما تدعيه من قيم الحداثة والديمقراطية والحقوق وبين ما تقوم به من ممارسات شاذة وعدائية أو تساندها أو تصمت عمن يمارسها.
    يتحدث الكثيرون اليوم عن ملاحم الصمود في غزة، وما أوقعته "المقاومة الباسلة" بالجيش الإسرائيلي، وما أبدعته في صدها لعدوانه رغم بساطة آلياتها وضعف إمكاناتها، ولكن لم ينظر أحد إلى ما خلفه العدوان على مدينة غزة؛ من خسائر بشرية وخاصة في صفوف الأطفال الأبرياء والنساء والعزل من المدنيين عموما، بل دافعت الأمة عن شجاعة المقاومة وزغردت النساء للمضحى بهم على جنبات الطرق وتحت أنقاض البيوت، ولم يتساءل سائل هل كانت المقاومة ستخسر في صفوفها أكثر من ألف مقاتل ويقع منها أزيد من ثلاثة آلاف جريح؛ لو أنها اختارت خيار المقاومة السلمية أو العصيان المدني أو الإنزال الجماهيري لشوارع غزة منذ أو طيلة أمد العدوان؟ ورواد المقاومة يعلمون علم اليقين أنهم إذا اختاروا مبدأ الصد العسكري ومواجهة العدوان بالسلاح، فلن يتدخل أي أحد ليوقف العدوان أو على الأقل يمدهم بالسلاح والدعم اللوجستيكي..؟ وهل كانت أشكال المدافعة المعقلنة والسلمية مطروحة مبدئيا مع غيرها من الخيارات، كخيار المفاوضات والسلاح، فقد يستحق توظيفه على الأقل لكسب مزيد مما بقي من تعاطف المجتمع المدني الدولي؟ وربما بتوظيفه يقع العدو الإسرائيلي في مأزق فلا يضحي بكل أولئك الأبرياء، ولا يتخفى معتذرا عن عدوانه خلف صواريخ القسام كما يفعل الآن، فربما في حال ممارسة العصيان المدني بنفس طويل؛ قد لا يستمر العدوان لأكثر من تسعة عشر يوما؟ وأظن أن هذه المسألة لم تطرح بهذا الشكل والواقع خير شاهد، والكل متورط إلى الآن فيما يحدث.
    إن الآلة الحربية الإسرائيلية قد تفوقت في التطهير العرقي وتبنت في عدوانها مقولة:"الفلسطيني الخيِّر هو المقتول"، لذلك فلم تفرق بين طفل رضيع أو طفل مراهق ولا بين النساء والشيوخ والرجال، فهو عدوان منسجم ومتماهي مع خيارات وأطروحة الصهيونية وسلوكاتها التطهيرية التي تشبه النازية البائدة، والمواطن العربي المسكين يتباكى على الأطفال والنساء صارخا ما ذنب هؤلاء الأبرياء؟ ولم يستوعب أبدا أنهم أكفاء في خطورتهم على الكيان الإسرائيلي...
    ماذا كان حصاد المواقف العربية سواء المرتبطة بالأنظمة أو الشعوب، فإلى حد الساعة هي مواقف مضطربة غير معقولة وغير منسجمة ومتخاذلة، والظاهرة الاحتجاجية العربية تضخمت حتى باتت كل عاصمة تسارع لتسير في مسيرة مليونية تتوحد فيها الأصوات واللعنات فتسجل السبق ككل مرة في إبداع سباب الأنظمة والعدو، بل أضيف معطى جديد يتمثل في نزول القادة وبعض الزعماء مع المتظاهرين إلى الشوارع للاحتجاج معهم، وبعد انتهاء المسيرة أو الوقفة لم يجد المحتجون من يتسلم منهم توقيعاتهم أو احتجاجاتهم؛ لأن أصحاب القرار هم أيضا قد نزلوا إلى الشوارع للتظاهر ويستنكرون معهم ما يقع بدون أن يظهروا حراكا؟؟؟
    إن الشعوب التي لم تستطع تغيير أوضاعها المعيشية اليومية ولا أن تدافع عن كرامتها في ظل القمع اليومي وانتهاكات أنظمتها لأبسط حقوقها لن تستطيع وقف العدوان على غزة ولا مدافعة انتهاكات الإسرائيليين أو غيرهم، مما يعني أن الظاهرة الاحتجاجية اللحظية الإسلامية إنما هي تنفيسية وحماسية تعبر عن تعاطف مع الضحايا وتستنكر بشاعة الجرائم المرتكبة، ومن يشاهد الثقة التي تتحرك به الآلة الدبلوماسية والحربية الإسرائيلية واستمرار العدوان طيلة هذه المدة يتأكد يوما بعد يوم أن الاسرائيليين قد عرفوا أن الأمة لا دور لها لكي تلعبه لدعم المقاومة أو في وقف النزيف اليومي الذي يرتكب، وأن الأنظمة العربية فاشلة في التعاطي مع القضية على كافة الأوجه القانونية والشعبية والاقتصادية والدبلوماسية بحكم أن أي بلد من البلدان العربية أو الإسلامية التي ربطت علاقات مع الكيان لم تغلق باب السفارة الإسرائيلية أو تمثيليتها الاقتصادية واكتفت فقط بالتنديد وبالشعارات الفارغة، فكيف يفترض أن يكون لها موقف ضاغط في محفل دولي أو تقنع غيرها من الحكومات الغربية بالتحرك لوقف العدوان المتوحش؟
    إن الشعوب العربية إلى اليوم لم تستوعب الدرس التاريخي سواء الذي تكرر في العراق أو أفغانستان أو لبنان واليوم يحدث بغزة، فوعي هذه الشعوب وذاكرتها شقية لحد فصلهما بين الأحداث والوقائع التي تتكرر في جغرافيتها وتنسى في لحظة أنها أحداث مركبة لصورة أضخم مما قد يتخيله المواطن العادي؛ الذي يخرج في جولة منتشيا مع المتظاهرين المنددين، لأنه في الأخير، لو استطاع أن يعي تاريخه على الأقل الحديث لأمكنه ذلك من عدم السقوط في نفس الأخطاء القاتلة ولا وقع أي بلد عربي أو إسلامي تحت الاستعمار في قرن تحتفل فيه الإنسانية بالخروج من الاستعمار إلى الحرية والديمقراطية والرخاء الاقتصادي؟ قضية غزة يجب أن تفتح أبواب مراجعة للذات وتؤسس لوعي جمعي جديد يمنع النسيان ويحتفي بالذاكرة ويفكك الأحداث ومجرياتها ليعرف أبعاد التدخل الأجنبي في الجغرافية الإسلامية فيمنع بذلك أسباب العدوان وتكراره.
    ماذا بعد الانتصار لصمود غزة؟ سؤال يحيرني كما قد يحير أي شخص يعي أنه يكرر الصراخ في تظاهرات شتى ومتكررة تهم قضايا الأمة الممتدة من المحيط إلى المحيط صرخات تذهب أدراج الرياح بلا جدوائية، والإجابة عنه شيء صعب وفاصل، قد تكون من عواقب الإجابة؛ إما أن يستمر الواحد منا في دعم الظاهرة الاحتجاجية كرقم يصرخ منددا وبلا نتيجة، فيرمي بنفسه للغالبية بصفته رقما لتكمل المسيرة مليونيتها وينتشي الكل، أو ينسحب فيخرج عن النسق وديكتاتورية مساره اللذان يفرضان أخلاق الجماعة كقيمة ملزمة، فيستهتر -وهو واع- بكل قيمة تفرضها الجماعات ونسقها بل يجعل من سلوكه استهتارا مستفزا يختزن الكوميديا والسخرية في آن، تجاه كل موقف مبدئي يعترضه، أو ينزوي بشكل سلس إلى ظلمة الزوايا أو الخلايا النائمة والنشيطة فهل حدد كل واحد منا الدائرة التي يقف فيها يرحمكم الله !!
    سؤال آخر يؤرق الخارج عن النسق وهو لما كل هذه الاحتفالية بالتضحية بروح الأبرياء وبقيم القتل والتدمير رغم أن الأمة لا تستطيع إلا الدعاء والاحتجاج ومشاهدة الدماء والأشلاء؟ هل لتكرار الصور والمشاهد الدموية في ذهنيتها تفسير في ترسيخ تلك القيم حتى أصبح الأكل والشرب معها يستساغ ومشاهدة القتلى والاستمتاع بفظاعة ما يجري أمسى ثقافة يومية يتعايش معها الأطفال والكبار؟. ولما تنتصر الأمة للصمود ولا تنتصر لأسباب النصر ولا تأخذ بمقوماته، ولم تنهض له على الرغم من أن رواد وأدعياء النهضة والتقدم من أمثال الطهطاوي وجمال الدين الأفغاني ومحمد عبده والكواكبي حتى خير الدين التونسي والحجوي الثعالبي.. مر على رحيل بعضهم قرن ونيف؟ هل استحالت ثقافة الانتصار لقيم التقدم والنهضة والحداثة، التي هي أركان الشهود الحضاري والرقي العمراني، إلى قيمة للصمود وحده لأكثر من قرن ! أم هو دليل من الأمة على تمسكها بأضعف الإيمان أم أنه يشكل في حده ذاته في وعيها انتصارا ؟ أسئلة كثيرة تتوالد وتكبر في واقع عربي وإسلامي مفجوع وعقيم لم يستطع أن يثورها ولا يدفع بها لتنتج معرفة تزحزح قاطرته نحو الأمام لأنه فقد القدرة على التساؤل بله البحث عن إجابات.
    كشفت غزة اليوم أنها كانت رائدة الصمود كما بصمت باكية على صورة التخاذل الإنساني، غزة فتحت النار على أغلب الفقهاء ودورهم المختل في قيادة الأمة، وكشفت سذاجة أحاديثهم عن التجديد والتفقه والفتوى والجهاد، كما فتحت النار على أفواه الشعوب العربية التي امتهنت الاحتجاج ووضعت الديمقراطية الغربية في كف مع الديكتاتورية العربية، نعم غزة الأبية ودماء الضحايا تسأل اليوم عن جدوائية الوعظ والخطابة كما تنظر بأسف إلى أسلحة الجيوش العربية، غزة دخلت التاريخ لأنها ستصرخ مداه بأي ذنب دمرت وخربت وقتل سكانها تحت توثيق الميديا وأعين المجتمع العربي والإسلامي والدولي، وإن كان أحد سيتحدث من اليوم وحتى في المستقبل البعيد عن النصرة وقيم البطولة وملامح الصمود دون أن يتذكر غزة فليصمت أحسن، ومن كان سيفتي في العبادات والأخلاق والفضيلة أو يحاضر في روح الحداثة وقيم الديمقراطية فيجب أن يخجل عندما تذكر غزة.
    نعم لقد وضعت مدينة غزة الكل في المحك وأعادت التشكيك في كل القيم، لذلك يجب أن تكون صرختها مدخلا لمراجعة أسلوب المقاومة وفاعليته وإمكانياته، ويراجع الحكام ضمائرهم وتعيد قيم الديمقراطية والحداثة والحرية وكل الشعارات أسئلتها لتنتقد نفسها وتشكك في غائيتها ومقدصيتها وجوهرها وماهيتها، وهي مناسبة للمتظاهرين ليأخذوا استراحة فارس لينظروا حولهم هل فعلا ساعدوا غزة وناصروها أم أنهم محاصرون بالوهم ودفئ الانتشاء بالصراخ ومسار تفرضه روح الجماعة...، إنها لحظة حاسمة ومفصلية أمام أغلب الشعوب والأفراد والأنظمة، لحظة لا تتكرر كثيرا بهذه البشاعة وبهذه الكوميدية، قد يتمكن بعدها الجميع- إن استوعبت هذه اللحظة ووعيت بشكل موضوعي- من فعل الشيء الكثير في محطات قادمة أو على الأقل البدء في رسم مسار جديد، وأفضل من مسار الخذلان والتخلف والهزيمة، انطلاقة مبنية على أسس مثينة تحفظ قيمة وكرامة الإنسان والمواطن العربي، وتسعى للمعرفة وصناعة الانتصار والأخذ بأسبابه، وتحصد المجد والبقاء بتحفظ ذاكرة الأمة والترقي بوعيها وفاعليتها-وهو الذي تمكنت الصهيونية المتوحشة من تحقيقه- بدل الانتشاء بالأوهام وبزخرف الأشياء والأقوال.
    الإنسان : موقف

  2. #2
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    أخي الكريم خليل ..

    إسرائيل احتاجت منطقة نظيفة لتجربة سلاح جديد فتاك ، حتى تعرف فاعليته بدقة ، وإلا لكان بإمكانها فيما لو قبل الطرف الآخر الحلول التي تحقن دماء الشعب وتفتح المعابر باتباع أسهل الطرق ، وصدقني أن العمليه ستتم بسبب الصواريخ أو بايجاد أي سبب آخر لأن أرض العراق استعملت عليها أسلحة ممثالة من قبل ، وكذلك أفغانستان ، وحتى إيران ، والمنطقة الوحيدة التي تستطيع إسرائيل وحلفائها تجربة هذا السلاح لم يكن إلا غزة .

    العملية العسكرية التي تقوم بها إسرائيل هي عملية عسكرية اتخذت من غزة حقل تجارب لهذا السلاح الجديد .

    أما بالنسبة لتلك المسيرات التي خرجت الشعوب بها لتحتج على ما يجري ما هي إلا ردود فعل كثيرا ما قاموا بها ولكنها لا ولن تجدي أمام معاهدات وبروتكلات موقعة ، بأن مهما حدث لا اعتراض ..
    كلنا يعرف ويفهم لكن العقل منا استطار أمام ما نراه من قتل بشع وصمت أبشع .

    تحيتي لك أيها المجاهد .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  3. #3
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.29

    افتراضي

    أخي الحبيب حلاوجي
    مقالة يوسف محمد بناصر ليست إلا تكرارا أو تذكيرا بأطروحة مفكري اللاعنف وفي مقدمتهم الشيخ داعية اللاعنف جودت سعيد و الدكتور خالص جلبي
    وهو تنظيرية أكثر منها واقعية
    فالوقائع أثبتث هلاميتها أو طهرانيتها وهو ما يطرح تساؤلات على المنهج العقلاني لهذا الاتجاه في مدى ارتباطه و التصاقه بمبادئه العقلانية
    أقصد بالذات معالجته للتعامل مع الصهاينة
    ألم يدخل الصهاينة لقرى مسالمة - لاعنفية- و قتلوا أهلها : دير ياسين مثلا
    مشاهد غزة المنقولة عبر الإعلام
    ألم يكن الحصار و التقتيل جوعا سلاحا أبشع من القنابل استهدف أهل غزة في وقت الهدنة و -اللاعنف-
    ألم تسقط إسرائيل نظرية المجابهة السلمية عبر الصدور العارية

    لي عودة مع دراسة أكثر منهجية و عقلانية في الموضوع

    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  4. #4
    الصورة الرمزية مروة عبدالله قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Dec 2006
    المشاركات : 3,215
    المواضيع : 74
    الردود : 3215
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي


    أخي .. خليل

    في بادئ الأمر كانت المقارنة واضح من فيها الأقوى لأن اسرائيل تمتلك الأسلحة الحديثة وجداً والمستوردة من الولايات المتحدة الأمريكية وحماس لا تملك إلا الصواريخ المصنوعة محلياً ولكن بالفعل كما ذكر في المقال هناكَ كانت حرباً دائرة وكان البشر الفقراء يضيعون في المنتصف آلاف الشهداء في كل مرة هناكَ من يقول أن حماس السبب وهناكَ من يقول أن اسرائيل السبب .. وستضيع كل الأجوبة في خضم الأحداث المتلاحقة .. والسؤال الوارد بالفعل ماذا بعد ؟؟ هل ستظل الهدنة قائمة وعمل حملة إصلاحية لغزة ثم يحدث شيئاً آخر وتنشب الحرب بينهم مرة أخري ويضيع الآلاف وتدمر المنازل والمساجد ثم قرار الهدنة ؟؟ هى عجلة دوارة لا جديد وراء الشمس ..
    يجب وقفة صارمة ومعاهدة دائمة لوقف مثل هذه المهازل التى تقوم بها اسرائيل ..
    ولكن السؤال الأكثر إلحاحاً
    من سيقوم بمثل هذه الوقفة الصارمة ؟؟؟؟

    أخي .. خليل

    استمتعت بهذا المقال أيما استمتاع
    شكراً لإتاحة الفرصة لنا لقراءته
    محبتى

  5. #5
    الصورة الرمزية سعيدة الهاشمي قلم فعال
    تاريخ التسجيل : Sep 2008
    المشاركات : 1,346
    المواضيع : 10
    الردود : 1346
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

    أستاذنا خليل،

    العديد من الدول المتقدمة تتخذ من دول العالم الثالث مسرحا لتجاربها ولصناعاتها الملوثة

    وكأننا مزبلة لصناعاتهم، وغزة كانت مسرحا لتجارب أسلحة محرمة وأسلحة تستخدم لأول مرة

    عُرف بعضها ولم يعرف البعض الآخر.

    المعركة كانت غير متكافئة بالمرة، والضحية آلاف الأبرياء -مدنبين بالنسبة للعدو وإن لم يحملوا سلاحا-

    الحرب لم تنته بعد أخي، مازال الحصار قائما، ومازالت الأوضاع لا تنبئ بخير، لكن حسبنا

    أن هذه الحرب وكما جاء في مقال للأخ الفاضل عبد الصمد حسن زيبار كانت فاضحة

    وهذا الجزء من المقال المنشور هنا يعبر عن كل ما يمكن أن يقال خير تعبير.
    كشفت غزة اليوم أنها كانت رائدة الصمود كما بصمت باكية على صورة التخاذل الإنساني، غزة فتحت النار على أغلب الفقهاء ودورهم المختل في قيادة الأمة، وكشفت سذاجة أحاديثهم عن التجديد والتفقه والفتوى والجهاد، كما فتحت النار على أفواه الشعوب العربية التي امتهنت الاحتجاج ووضعت الديمقراطية الغربية في كف مع الديكتاتورية العربية، نعم غزة الأبية ودماء الضحايا تسأل اليوم عن جدوائية الوعظ والخطابة كما تنظر بأسف إلى أسلحة الجيوش العربية، غزة دخلت التاريخ لأنها ستصرخ مداه بأي ذنب دمرت وخربت وقتل سكانها تحت توثيق الميديا وأعين المجتمع العربي والإسلامي والدولي، وإن كان أحد سيتحدث من اليوم وحتى في المستقبل البعيد عن النصرة وقيم البطولة وملامح الصمود دون أن يتذكر غزة فليصمت أحسن، ومن كان سيفتي في العبادات والأخلاق والفضيلة أو يحاضر في روح الحداثة وقيم الديمقراطية فيجب أن يخجل عندما تذكر غزة.
    نعم لقد وضعت مدينة غزة الكل في المحك وأعادت التشكيك في كل القيم، لذلك يجب أن تكون صرختها مدخلا لمراجعة أسلوب المقاومة وفاعليته وإمكانياته، ويراجع الحكام ضمائرهم وتعيد قيم الديمقراطية والحداثة والحرية وكل الشعارات أسئلتها لتنتقد نفسها وتشكك في غائيتها ومقدصيتها وجوهرها وماهيتها، وهي مناسبة للمتظاهرين ليأخذوا استراحة فارس لينظروا حولهم هل فعلا ساعدوا غزة وناصروها أم أنهم محاصرون بالوهم ودفئ الانتشاء بالصراخ ومسار تفرضه روح الجماعة....


    احترامي وتقديري.

المواضيع المتشابهه

  1. حرب غزة :الانتصار القريب
    بواسطة علال المديني في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-08-2014, 12:00 AM
  2. المشاركة سر الانتصار
    بواسطة هشام النجار في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-11-2013, 01:40 PM
  3. من الانتصار إلى المنصة ومن المنصة إلى المجهول
    بواسطة زهراء المقدسية في المنتدى نُصْرَةُ فِلِسْطِين وَالقُدْسِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04-01-2013, 04:31 PM
  4. أنشودة التحرير - بمناسبة الانتصار والعيد
    بواسطة فارس عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 31-01-2011, 02:20 PM
  5. الانتصار على العادة السرية وسائل عملية للوقاية منها
    بواسطة د. عمر جلال الدين هزاع في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-02-2007, 01:19 AM