ذهبت يوما إلى حارتنا االقديمة التي ولدت فيها وترعرعت بها وتجولت هناك حيث مراتع الصِّبا وأيام الطفولة فداعبت الذكريات مشاعري واسترجعت في لحظات شريط ذكرياتي مع أصدقائي هناك... وهمت بذاك المكان..
فقلت ذات شجون :
سقى الله أياماً مضت لي خواليا ودهري بها حلو المذاقِ صفا ليا مررتُ بأطلالِ الصَّبا بعشيةٍ فأذكى لهيب الشوقِ دهرا مضى ليا فمهّلتُ راحلتي بساحةِ صحبتي أُسائلها الأقران أرجو التلاقيا فقالت حباك الله إذا أنت زرتني وأحييت ذكراً جذَّ عني التنائيا وأين هموا صحب الصِّبا..أين عهدهم فؤاد الفتى كم هام يبكي المرابيا ألم تكُ والأقران بالأمس هاهنا تجوبونني لهوا سنين خواليا أانكرتمونني.. أم أُصِبتم بدهركم فأصبح بعض الركب في الرمس ثاويا وماذا دهاك اليوم إذ كنت يا فتى جميل المحيا باسم الثغرِ ساليا فقلت لها حزني وصبري تجلدي على الدهر والأيام مما جرى ليا مررت بكم شوقا وأنشدُ سلوتي فأذكيتموا نار الفؤاد وما بيا فأجهشتُ من وجدي وسقتُ مطيتي أردّدُ أشعاري مع العيس حاديا عليكِ سلامُ الله أطلال مهجتي سلمتِ وتُسقَين المزون الغواديا
مع أطيب تمنياتي