|
أَموجُ بها في غابشٍ من دُجى الغَيمِ |
وأمضي بها سَكْرى إلى مَهْمهِ الْوهْم ِ |
وتــنـفِرُ بيْ في سـِدْرةٌ مـنْ غَيـاهبِ |
إلى مُنتهىَ من غـيرِ شـكلٍ ولا وسْــم ِ |
وأَلمحُها في كوكبٍ من زُجاجةٍ |
فـتبدو كـوهْـج ِالـدُّرِّ في حـَلَقِ الـنُظم ِ |
وأغدو بها في زورقٍ منْ سَحاَئبٍ |
فترسو على نجم ٍ ، وأرسو على نجْم ِ |
فإنْ هيَ أمستْ ومضةً ً خلفَ غيمةٍ |
ســأسحبُ كالمخمورِ منْ تحتِها غيمي |
وأحـبِســُها فـي دنِّ خمرٍ مُـنـَمـْنـَمٍ |
وَأَرنــو إلـى أشـكالِـها دونـمـا رســـم ِ |
وأحسبُها ضاعتْ .. وتـاهَ خـيالـُها |
وأزعمُ أنّي قــد ضللـْتُ عن الــزَّعْــم ِ |
فإن عرَّشَتْ فوقَ النجوم ِكُرومُها |
بنيت لهـا الأَعشـاشَ فـي قـُبَّة ِالـجُـرْم ِ |
وطـيّرتُ أَطـيافـي إلـيها عـنـادلاً |
وصيّرْتُ من أقفاصِ أطيافها عظمي |
وأطعمتُها منْ أَضلعي كُلَّ خـفـقـةٍ |
وأرشـفـتُها ريـّا الـمـعـتّـَق ِمنْ لـثْمـي |
وغمّستها في لُجـّةِ الـوَجْدِ مـوجـةً ً |
وفي حَرِّ أنفاسي ، وفي أَدمعي السُّـجْم ِ |
وأطبقتُ أَجْفَاني عليهَا ، فما أَرَى |
سِوَاها ؛ وفي روحي سَنَاها ، وفي جسْمي |
وَصرْتُ إذا يمَّمتُ نحوي حسْبتها |
كما جـدولٍ يســعى إلـى واســــع ِ الــيَّــمِّ |
فإنْ هيَ أرختْ ماءَها في شواطئي |
حسبْتُ الرَّذَاذَ النَّزْرَ كالسّـُحُبِ الـــشـُّم ِّ |
وصرتُ أنـاجـيها ، وأعـلمُ أنّـَـني |
غـريقٌ؛ ومـا منْ مُنجدٍ صادق ِالـــعـََزْم ِ |
ولــكنـَّني أهــــوى الحياةَ بـيـمـِّها |
وإنْ حــاصرتْ أَمــواجُ شــطآنِهِ يَــمّي |
أَحنُّ إليـها ما ادلهمَّـتْ طيوفُُُــها |
ومهما تناهى في غـَيـَابــاتِــها وَهْــمي |
وأصبو إلى أََسرارِها خافقَ الرُّؤَى |
وَأَسلو هَــوَى "ليلى" و أَذ ْهَلُ عنْ "نُعم"ِ |
وكيف لـطيفـي أَنْ يجوسَ خــلالَهَا |
ونــورُ الــدَّرَاري فـي طَلاسِمِها يُعْمي! |
وألوانُها السّـَكرى تموجُ خمورُهـا |
على أكـؤُس ِقد شفَّ عن نورِها كَرْمي |
وَرَاحَ خـيالي يـسـتحـمّ ُ بـعـطـرِها |
وَيـأْوي إلـى أحـضانِها دونـَما غــمِّ |
فدعني على أعتابِها أنثرُ الرُّؤَى |
وَأَجمعُ منْ أشـــتاتِ لألائها نـَجْمي |
هنالك دَعْني في خَيَالاتِ وَهْمِها |
أعــيش هـُنـَيهـاتِ أُطارِحُــها هــمّي |
لعلّي على قُرْبٍ أُعانقُ رَسْـمَها |
وأغــرس فـي ألـوان ِأطـيافِها رَسْمي |
وَهَبْنيَ طرَّزْتُ الطّيوفَ بِدُ رِّها |
ألمْ تـغـدُ أحلى حين وشَّـحْـتُها نـَظْمي؟ |