أخي الحبيب ابن بيسان:

أراك لا زالت تختلط عليك الأمور فلقد أتيت بالقول الصائب ثم صرفته إلى غير وجهته دون أن تنتبه. بل ولقد أتيت بأصل القياس ومن كلامك أرد عليك.

قبل ذلك أشير إلى ما ورد في القرآن والسنة من وجوب قتل المرتد المصر على ردته.

يقول تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (المائدة:33)
وليس أكبر فساداً وإفساداً من العبث بدين الله وشق عصا المسلمين.

ويقول تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(الحشر: من الآية7) وهذه آية تشريع لاتباع ما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ومما قال في هذا:

"‏ لاَ يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ اَنْ لاَ اِلَهَ اِلاَّ اللَّهُ وَاَنِّي رَسُولُ اللَّهِ اِلاَّ اَحَدُ ثَلاَثَةِ نَفَرٍ النَّفْسُ بِالنَّفْسِ وَالثَّيِّبُ الزَّانِي وَالتَّارِكُ لِدِينِهِ الْمُفَارِقُ لِلْجَمَاعَةِ ‏"

وقال: ‏"‏ مَنْ بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ ‏"‏

وفي الأثر الشريف مما لا يتسع المجال لذكره هنا.


نعود إلى الرد لنقول: نعم أخي صدقت فالحدود أنزلت لتحكم بين الناس وما بين العبد وربه فالله أولى به ولذا فإن أمر المنافقين لله وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمهم ولم يقم عليهم حدوداً في عقيدتهم بل في أفعالهم وما يترتب عليها من تأثير على المجتمع المسلم.

ولكن ... أليست الردة أمر دنيوي؟؟ ... أليس فيما سقنا في ردنا السابق من الآية الكريمة والتوضيح بخطر هذا التصرف على الإسلام والمسلمين في أمور الدنيا مما يوافق ما قلت صادقاً عن أن الحدود لتنظيم أمور المسلمين في دنياهم والحفاظ على الحقوق؟؟

إن الحديث عن المرتد يقصد به من جاهر بالردة وعاب على الناس دينها ولو كتم ذلك في قلبه وارتد عن عبادة ربه دون أن يترتب على ذلك أثر سيء على المجتمع المسلم لما استوجب الحد لأننا لم نؤمر أن نشق عن صدور الناس ولو لم يقصد المرتد الأذى لحفظ ذلك بينه وبين ربه.

ثم أمر مهم أريد أن أؤكد عليه وهو أن قتل المرتد لا يقصد به إلا الردع لسواه بما يحفظ الإسلام من عبث العابثين أما من قتل فقد قتل ولا يرجى له حياة ناهيك عن صلاح.

وأما ما تقول من أمر الإكراه في الدين والنفاق فهو مما لا نناقش الآن ولا أراه إلا قد شوش عليك الأمر فهذا أمر والردة التي نتحدث عنها أمر آخر.


تحياتي وودي
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي