أطل على عالمي
و قمة جبل الهم الداكن ساكنة تحت قدمي
راضية ارتقاء قلبي لها
أجوب بعيني الهضاب .. السهول .. الأشواك .. النجوم
تطأ أسئلة قلبي حاد الصخور و أليم الشوك
تسعى إلى صدري لتضرم فيه نارها
فأغمد في هديرها خنجر صمت
خنجرا كذاك الذي أغمدته في بصري الأيام
أغمدته يوم جرؤ البصر على التسلل إلى حرمة سؤال
سال الليل صمتا بين الرموش
و صمت خفق الأمل
أمضي
أعلو ..
و الجناح الكسير يخفق بكل ضعفه
و العش الصغير تذروه رياح الحزن
فيمضي مع الهزيع الأخير من الدفء
تدفعني النجوم لعودة
تجذبني رياح صامتة السخرية
تردني
يسعى المجهول ليقتل فيّ أول الأحلام و آخرها
ترد ضحكات البحر نفسي إلي
أرنو إلى الزرقة .. و يصمت كلانا
تنهد البحر
و ذاب في صدى وجيب روحي
ضاعت أمواجه في تيه سنين عمري المتضاربة
و ضعت أنا بين الضحكات الماضيات
كم أغبطه !
أغبطه على صرخاته الهادرة ..
على سياط ندية يلهب بها الصخور الجامدة
و يرتد باكيا من الألم
شاكيا متظلما تظلم الظالم
أغبطه على ثورته المجنونة
أغبطه .....
هبت الرياح
اجتذبتني
احتضنتني بذراعيها الممتدتين حتى حدقتي الأفق
بقسوة لهوها
بصمت رحيقها الداجي
- - - أواه يا فاتنة ..
من أين جلبت ذا البرود ؟
من أين منطلق سهام لاحظيك الفتاكة ؟
و أي قلب ستقتلين ؟
أي جبل ستقهرين ؟
أي بحر تسقين كأس سكر همك ؟
أين مستقر سهام أفعاك ؟
- - - و تسألين ؟؟
قد خبر قلبك الجواب
خبر تهاويمي قبل أن تنمو جناح نسر
أطلقتني شمسك الماضية ضحكة ساخرة في وجه يومك
أرسلتني سهم موت انشطر مئات أسهم
هاك سهمي الأول يا جميلة
شهقت سحابة تحتضر عن بعد
أطرق الجبل
تكاثف ضباب حزن
و غام البحر صمتا
قصت الصخور على ماضي زمان ..
( بين حاد رماحنا هوى قلب ..
آخر قلوب كهوف الصبر ..
قلب محطم )
و عاد البحر يهدر
... غموض