طالعتُ نور أحمد وأنا أجر خطاي الثقيلة إلى غدير السراح ..
كانت أوهاق العتمة تعيد عينيَّ إلى الأرض في إصرار ..
كي لا أنظر إلى أعلى ..
وتسيخ بقدميَّ في وحل الوراء كي لا أطأ رمل الغدير الناعم ..
والكون يضيق بي طورا ..
وطورا يشع ذلك النور المحمدي فيسحب عني جثم العناء ..
ويتسع لعزمي الفضاء ..
هتفت هتاف الظامئ الآيب :
[/gasida]
رَبَّـاهُ أَشْعِـرْ طَلْعَتِـي سَكْـبَ السَّنَـاءْ بَلِّغْ يَدِي عَلْيَاءَ أَحْمَـدَ فِـي السَّمَـاءْ .... أَشْـرِبْ جَنَانِـي مَكْرُمَـاتِ وَلاَئِــهِ .. أَلْبِـسْ مُنَـايَ جَمَالَـهُ بِيَـدِ الْوَفَـاءْ .. فَأَنَـا حَسِيـرٌ وَالـشُّـرُوقُ ذَرِيعَـتِـي وَالأُفْقُ يُغْشِي نَاظِـرِي لَمْـحَ الصَّفَـاءْ .. كَالرِّيحِ شَوْقِي سَـاقَ لِـي مَـوْجَ الرِّضَـا فَرَكِبْتُ أَدْحُو بِالرَّجَـا غَيْـمَ الْجَفَـاءْ ... أَحْبَبْـتُ أَحْمَـدَ واصْطَـفَـاهُ تَعَلُّـقِـي فَصَفَا فُؤَادِي وَارْتَضَـى نَبْـضَ النَّقَـاءْ .. طَـافَ الْغَـدَاةَ يَشِيـمُ بَـرْقَ رِهَـامِـهِ يَرْجُو الْوِصَـالَ وَلَمَّـةً تُدْنِـي الـرِّوَاءْ .. سَكَـبَ الْحَنِيـنَ إِلَـى الْحَبِيـبِ وَرَاعَـهُ حَلَكُ السُّرَى .. فَمَتَى يَرَى فَجْرَ اللِّقَاءْ ....؟
... وجدت نفسي في برزخ النجوى ..
أناشد ربي ..
أتلو قصيد الرجوى ..
أردده فينساب أمامي ضياء يبدد غيم الدجى ..
ثم يرتد ورائي دخانا يقتات الهباء ..
وَحول محرابي حفيف دون سمعي ينثال ..
له رَفٌّ قدسي ولذة جمال ..
وخلالي هاتف ينبعث من قاع كياني ..
وآخر آت من خلال الأعالي ..
ينساب مع النور من بين الثقوب :
ما أقرب نور أحمد من طالبيه لو أبصروا ...
وكم ممن ينتسب إليه وهو من نور محبته محروم ....
بشراك قد بلغتَ غدير السراح ..
هذه أول خطواتك على رمله الناعم ..
كشفت غطاء الحرمان وهرعت إلى الغدير ....