إلى بنت أفكاري
صدقيني ...
" كنت يوماً ممرعاً كوادٍ قبّله الله بنظرة رضا ، وهذا القفرُ الناطقُ الآن ليس أنا . "
قالت : " مثل غيمةٍ لا تعرف الرحمة مع حقلٍ أعزلٍ ، لن أدعك إلاّ مؤهلاً للعشب و مستعدا للعصافير ، وآيتي أن أتجلى فيك . "
أيتها الفكرة المجنونة
أنا آخر من يغري العشب
وأول من ينبت بالفراغ
مثل جبل خلف قريتنا
كل مساءٍ يكعكعُ في وجه الشمس :
" انظـري ...
مكفهرٌ إلاّ من الموتى
وجهي يشبه خليجاً أجعداً
ورأسي ملطخٌ بالاعوجاج
ورُغم شموخي ..
أبكي كشحاذٍ في مدنية البخلاء
أتوسل صفصافةً تعانق وحدتي
أو عصفورةً تعلمني الهمس
فاستيقظ على شكشكةِ الريح
وغناءِ السباع
فلم أتقدس يوماً في عيني كِرمة
ولم يغرِ رسوخي نخلةً يهددها البوار
مرةً .. ضلّت سبيلها إلى الحديقة يمامة
فواجهتني كريفيةٍ خرجت تفتشُ عن أوزتِها بعد المغيب :
أيها المعتم كغرابٍ منبوذ
أين أجد المشمش .؟
فلدغها من فمي ظمأ
فاستجارت بالنهر
أنا منذ استعبدني القحط
لم أجد سوى الصّبار يرتل على روحي
" فصبر جميل "
:
: