أسطول الحرية /د. محمد رائد الحمدو
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
اليوم وقع الهجوم الصهيوني الجبان على قافلة الحرية القادمة لفك الحصار الصهيوني عن غزة وأجزم أنه تم بمشورة من العرب الذين أزعجهم ظهور أردوغان على الساحة الإقليمية كمدافع عن القضية الفلسطينية وعن حق إيران بامتلاك الطاقة النووية دون أن يسقط في فخ الفتنة المذهبية التي يحضر لها منذ زمن في عالمنا الإسلامي وأردوغان هو من كشف الأكاذيب الصهيونية حيث أن التاريخ يؤكد أن مذبحة الأرمن كانت بتخطيط يهودي
تماما كما هيمجزرة 6أيار بحق الأحرار العرب وأن العثمانيين كانوا يرعون مصالح كل القوميات التي كانت تحت سلطتهم قبل تغلغل يهود الدونمة بمفاصل الدولة العثمانية وخلق بؤر للنزاع بين مكوناتها القومية وخاصة أن هذه الدولة كانت حجر عثرة أمام المشروع الصهيوني في توطين اليهود في فلسطين..
كان لابد من تهيئة المسرح العالمي جغرافياً وفكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً لإقامة المشروع الاستطياني الصهيوني في فلسطين.. وكان على الصهيونية العالمية إغراق العالم بأزمات اقتصادية وسياسية ومن ثم دفع العالم لحروب طاحنة تفرز متغيرات تقطف ثمارها تلك الحركة..
أغرق ملوك فرنسا مملكتهم بالديون لدائنين يهود وملوك فرنسا هم ثاني قوة تتصدى للمحافل الماسونية بعد صلاح الدين الأيوبي الذي دك معاقل فرسان المعبد وهم أول تجمع ماسوني فعال عبرالتاريخ.. فسقطت الملكية الفرنسية تحت سنابك الثورة الفرنسية التي أغرقت فرنسا بشلالات من الدم..
وأخذ اليهود موقعهم في قيادة الثورة الفرنسية وكانت هذه المرحلة الأولى..
في المرحلة الثانية كان لابد من إزاحة ألمانيا الامبراطورية والدولة العثمانية وروسيا القيصرية..
وبإشاعة الفساد السياسي والا قتصادي ..
قياصرة روسيا أفقروا بلادهم وكذلك فعل سلاطين الدولة العثمانية وكان لليهود دور في حدوث ذلك قامت الحرب العالمية الأولى وسقطت روسيا القيصرية وسقطت الدولة العثمانية تحت حكم يهود الدونمة الذين جعلوا من تركيا إلعوبة بيد اليهود وشاع فيها الفسادوالرشوة والفقر.. وأثقلتها الديون الناجمة عن سوء تصرف أحفاد الأتاتوركية وفسادهم السياسي والاقتصادي ..
وسقطت ألمانيا في قبضة رجل أحمق هو أدولف هتلر وكل دولة تريد القضاء عليها سلمها لأحمق ليحكمها..
ذلك الأحمق الذي دفع العالم لحرب كونية ثانية أهلكت الحرث والنسل.. وخضعت منطقتنا لاحتلال أوربي مقنع بالانتداب..
وفي ظل هذا الدمار العالمي الرهيب قامت دولة إسرائيل..
فهي نتاج هذه التغيرات الكبرى المبرمجة لتخدم قيام هذا الكيان..
ولن نتحدث عن دور رؤساء المخافر العرب (معظم قادة النظام الرسمي العربي) في حراسة هذا المشروع
فدورهم معروف..
ونشأت الجامعة العربية وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة منذ نشأتها وقد عقدت تحالفات (للتخدير السياسي)
مع دول عدم الانحياز و مع ماكان يسمى بالقوى التقدمية على الساحة العالمية ومع الدول الإسلامية عبر
منظمة المؤتمر الإسلامي كل هذه القوى لم تقدم للقضية الفلسطينية إلا الكلام..
اليوم التغيرات العالمية تسير ضد مصلحة هذا المشروع فعلاً لاقولاً..
روسيا عادت لتلعب دورها التاريخي وهي كانت على الدوام في حالة تنسيق مع تركيا في وجه الأطماع الغربية على مابين تركيا وروسيا من خلافات..
تركيا بعد تحررها من الأتاتوركية والمراقب يلاحظ بداية غياب صورة أتاتورك ففي القاعتين اللتين استقبل بهما
الرئيس الأسد في زيارته الأخيرة من قبل غل وأردوغان هذه الصورة لم تكن موجودة..
تركيا الآن جسر تحالف جديد وخطير من القوقاز إلى سورية ويضم إيران.. هذا التحالف خطير جداً على المشروع الصهيوني وتوابعه ولاتعايش أبداً بينهما.. المنطقة ستحكم إما من قبل هذا التحالف أومن قبل المشروع الأمريكي الصهيوني..
وهذا ماستحسمه الحرب القادمة..
تلك الحرب التي بوابتها العدوان على أسطول الحرية..
هذا العدوان لن تفلح هذه المرة لجان الجامعة العربية المتابعة وغير المتابعة في امتصاص ارتداداته..
تحيتي ومودتي..
د. محمد رائد الحمدو