أحدث المشاركات
صفحة 9 من 22 الأولىالأولى 12345678910111213141516171819 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 219

الموضوع: الدكتور الشاعر سمير العمري في عيون النقاد و الأدباء و المحبّين .

  1. #81
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    ومضة لبندر الصاعدي في رق الحديث

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر الصاعدي مشاهدة المشاركة
    رَقَّ الحَدِيثُ عَنِ الأَحْبَابِ فَارْتَقِ لِـي
    وَاقْطفْ زُهُورَ مَعَانِي الوُّدِّ وَانْتَقِ لِـي
    مطلع في غاية الدلالِ والرِّقة خصوصًا في التصريع وجناسه بل في السكتة الخفيفة بعد حذف حرف اللعلة من فعلي الأمر المعتلين ( ارتقِ , انتقِ ) ثمَّ لي , إنَّه إيقاع شبيهٌ بوقع قطرة ندى على ورقة شجرة .
    إنَّ رقَّة الحديث تحمل صاحبه إلى السحاب خصوصًا الحديث عمن يحبُّ ويا لها من نشوة تستدعي أن يرتقي الكلام ( الشعر ) إليه , وإذا كانت الزهور والباقات منها وسائل حسية للتعبير عن مشاعر الحبِّ فلا أجمل من أن يكون التعبير بحدِّ ذاته مشاعرَ من زهور المعاني العاطفية .
    لا زِلْتُ أَنْهلُ مِنْ فَحْـوَى مَشَاعِـرِهِ
    مَا يَمْلأُ النَّفْسَ مِنْ حِسٍّ بَدِيـعِ حُلِـي
    حس بديع حلي .. عادةً ما يستخدم المعبرُ المحسوساتِ للتعبير عن المجردات وإن كان الشاعرُ قد مُلِئَ حسُّه رقة ورهافة من قبل مشاعر من يحبُّ وهي مجردة فالطبيعة بما فيها من بداعة كفيلة بأن تحمل هذه المعاني إلى المتلقي من خلال حواسه المعروفة البصر والسمع والشم واللملس واللذوق , ولننظر إلى دقة الشاعر في استخدام الحسِّ الذي يجمع به وسائل مختلفة في المتلقي وهي الحواس الآنفة الذكر .
    يَا نَوْرَسَ الشَّوقِ حَلِّقْ حَيثُمَا انْتَقَلُـوا
    وَطُفْ عَلَى شُرْفَةِ الوجْـدَانِ وَامْتَثِـلِ
    وَطِرْ بِرُوحِي إِلَى تِلْكَ الدِّيَـارِ غَـدًا
    فَفِي رُبَاهَا تَرَكْتُ القَلْـبَ لَـمْ يَـزَلِ
    تجسيد الشوق نورسًا وهو طير معروف بالترحال الطويل شي جميل معهود ولكن الأجمل هو تحليقه حيثما انتقلوا لا حيث ديارهم لأنَّ الشوق لهم وهم متنقلون كبشر مما يدل على تعلق الشاعر بهم , ثم طف على شرفة الوجدان وامتثل ويا لعجيب هذه الصورة في كون للوجدان شرفة مما يؤكد أنَّ الشاعر متعلق بهم ووجدانهم الذي يريد أن يوصل شوقه إليهم من خلال شرفته وفي هذا دلالة على الترابط القوي بين الشاعر وأحبابه الذي يقَّن الشاعرَ من سكناهم الوجدان فَأخذ يرسل شوقه نورسًا يطوف حولهم ثمَّ يمتثل لهم ,ولننظر إلى البيت الذي يليه حيث المفارقة بين الحالتين فالأولى تبليغ الشوق إليهم حيث ينتقلون وفي الثانية حمل الروح إلى ديارهم لكون قلبه هناك فلماذا لم يكن معهم !؟ أترك الإجابة للمتلقي ليستمتع باستنتاجه .
    وَلا تَزَالُ عُيُـونُ البَيـنِ شَاخِصَـةً
    تَهْمِي بِدَمْـعٍ مَـعِ التَّسْلِيـمِ مُتَّصِـلِ
    البيت يجلي بداعته بنفسه وأخشى أن يكدره تحليلي .
    الحبيب أبا حسام نقضي بالقراءاتِ لقصائدك الرائعة أوقاتٍ ماتعة فكيف يقضيها من يبحر فوق عبابه ويغوص في أعماقها .. سأعود من حين إلى آخر .
    لك المحبة والتقدير

  2. #82
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    أيها الشاعر الانسان
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. عبدالله حسين كراز مشاهدة المشاركة
    نص القصيدة
    اسْقِ ثَغْرَ الغَدِ مِنْ دَمْعِ المَآقِي
    وَابْتَسِمْ لِلشَّمْسِ يَا نَخْلَ العِرَاقِ
    وَاسْتَمِدَّ العَزْمَ عَنْقَاءَ العُلا
    مِنْ رَمَادِ الحُزْنِ قَامَتْ بِانْطِلاقِ
    لا تَلُمْ لَيلًا عَلَى ظُلْمَتِهِ
    كُلُّ لَيلٍ زَائِلٌ وَالنُّورُ بَاقِ
    فَانْبِلاجُ الفَجْرِ مِنْ عَينِ الدُّجَى
    وَمَخَاضُ البَدْرِ مِنْ رَحْمِ المحَاقِ
    وَانْعِتَاقُ التِّبْرِ مِنْ إِحْرَاقِهِ
    وَابْتِسَامُ الزَّهْرِ مِنْ نَزْفِ السَّوَاقِي
    يَا عِرَاقَ القَلْبِ يَا لَحْنَ الأَسَى
    حُزْنُكَ المَبْثُوثُ كَأْسَ المُرِّ سَاقِ
    أَيْنَ مِنَّا دَارُ مَجْدٍ حَلَّقَتْ
    بِجَنَاحِ العِزِّ تَعْلُو كُلَّ رَاقِ
    غَرَّدَتْ فِيهَا عَصَافِيرُ المُنَى
    مِنْ تَرَانِيمِ ائْتِلافٍ وَائْتِلاقِ
    وَفُرَاتُ الحُبِّ يَلْقَى دِجْلَةً
    عِنْدَ ذَاكِ الشَّطِّ فِي ذَاكِ العِنَاقِ
    أَيْنَ مِنَّا مَوْطِنٌ فِي دَمِهِ
    نَكْهَةُ التَّارِيخِ تَسْرِي بِاعْتِبَاقِ
    وَرَشِيدُ المَجْدِ فِي مَجْلِسِهِ
    يَجْتَبِي العِلْمَ وَيَقْضِي بِخَلاقِ
    وَازْدَهَتْ بِالحَزْمِ فِيهِ دَوْلَةٌ
    زَانَهَا الفَخْرُ وَأَعْلاهَا التَلاقِي
    ذُلَّ لَيثُ الشَّرْقِ فِي صَوْلَتِهِ
    يَومَ رَامَ العِزَّ مِنْ ذِئْبِ الشِّقَاقِ
    مَنْ سَقَى الأَيَّامَ مِنْ أَتْرَاحَهَا
    غَيرُ مُرِّ الغَدْرِ مِنْ كَأْسِ النِّفَاقِ
    وَانْتِهَازِيٍّ وَغِرٍّ تَمْتَمَا
    إِنْ يَفُتْنَا السَّبْقُ أَدْرَكْنَا البَوَاقِي
    وَيح قَومٍ كَيفَ يَومًا صَدَّقُوا
    أَنَّ عِزَّ الحُرِّ فِي ذُلِّ الوَثَاقِ
    وَعَلامَ المَوتُ أَضْحَى زَائِرًا
    لِلمَنَايَا كُلَّ يَومٍ فِي اشْتِيَاقِ
    كُلُّ طِفْلٍ سَابِحٍ فِي دَمِهِ
    كُلُّ شَيخٍ عَظْمُهُ وَقْدُ احْتِرَاقِ
    وَإِذَا الأَحْقَادُ رَانَتْ أَخْبَثَتْ
    وَسَقَتْنَا مِنْ كَرِيهَاتِ المَذَاقِ
    يَا عِرَاقَ الجُرْحِ فِي خَاصِرَتِي
    وَدَمٌ يَنْثَالُ مِنْ جُرْحِ البُرَاقِ
    طَالَ شَوْقُ القَلْبِ هَلْ مِنْ عَودَةٍ؟
    إِنَّ حَرْقَ الشَّوْقِ مِنْ حَرِّ الفِرَاقِ
    مِنْ إِبَاءِ الصَّخْرِ تَنْمُو زَهْرَةٌ
    بِلِحَاءِ الصَّبْرِ فِي جَذْرٍ وَسَاقِ
    وَمِنِ الضِّيقِ المُسَجَّى نَزْعَةٌ
    لانْعِتَاقِ الرُّوحِ فِي رَحْبِ الوِفَاقِ
    فَانْتَصِبْ فَوْقَ احْتِدَامَاتِ الأَذَى
    أَنْتَ أَعْلَى هِمَّةً مِمَّا تُلاقِي
    سَوفَ يَخْبُو كُلُّ بَرْقٍ طَارِئٍ
    وَبَرِيقُ المَجْدِ فِي عَيْنَيكَ بَاقِ
    وَالمَعَالِي تَجْتَلِي أَسْبَابَهَا
    وَاللَيَالِي تَبْتَلِي وَاللهُ وَاقِ



    القراءة

    قرأت القصيدة على عجالةٍ و خرج القلم بشظايا الملاحظات التالية:
    يبوح النص بالظاهري و الباطني من المعنى و المكنون، السطحي و العميق بلغة شعرية و حس شعوري سامق يستدعي دقة الملاحظة النقدية و التذوقية.
    اسْقِ ثَغْرَ الغَدِ مِنْ دَمْعِ المَآقِـي ... وَابْتَسِمْ لِلشَّمْسِ يَا نَخْلَ العِـرَاقِ
    هنا تشمخ صورة الشمس التي تستقبل ذاك الثغر المبتسم حين تهب رياح الحرية لا محالة و تسقي من شآبيب الدمع نخل العراق المتعطش لقطرة ماء – أو دمع حرّى - تعيد للعراق أنفاسه و حيويته و خلود أرضه وخصوبة تربها الحاضن لحضارات عربية و إسلامية أصيلة.
    أما عندما نقرأ:
    وَاسْتَمِـدَّ العَـزْمَ عَنْقَـاءَ العُـلا ... مِنْ رَمَادِ الحُزْنِ قَامَتْ بِانْطِلاقِ
    ففيها بعد أسطوري يحمل دلالة على الشموخ و التحدي رغم الجراح الغائرة في الجسد المنهك أصلاً، عزز الفكرة صورة رماد الحزن والتي تنطوي على تكثيف التصوير لحالة الأمة في انكسار إرادتها و لحظة الإحساس بالهزيمة الداخلية، وليس فقط تلك الناجمة عن الاشتباك مع الآخر.
    ثم يـأتي البيت الذي يقول:
    لا تَلُـمْ لَيـلًا عَلَـى ظُلْمَـتِـهِ ... كُلُّ لَيـلٍ زَائِـلٌ وَالنُّـورُ بَـاقِ
    وهنا يتعزز الأمل مرةً أخرى، فلا مكان للاستسلام أو الانكفاء على البكاء والتباكي على الأطلال، فلا بد مع العزم أن نرى النور يأتي ولا بد لليل أن ينجلي، وهنا يتضح التناص مع سابقات القصيدة من نصوص شعرية أخرى، ما يعني وعي الشاعر بضرورة التذكير و التنبيه و التأكيد على بزوغ نور الحرية و لو بعد حين.
    أما في :
    يَا عِرَاقَ القَلْبِ يَا لَحْنَ الأَسَـى ... حُزْنُكَ المَبْثُوثُ كَأْسَ المُرِّ سَاقِ
    فهنا ينبري النص على عرض المشاعر الإنسانية وتفاعلها مع الواقعي الأليم والمحزن والذي أصبح قيثارة أحزان تذكر الناس بما اعتراها من هم و غم فظيعين.
    وعندما يسقط ناظرنا على:
    وَفُـرَاتُ الحُـبِّ يَلْقَـى دِجْلَـةً ... عِنْدَ ذَاكِ الشَّطِّ فِي ذَاكِ العِنَـاقِ
    نحس أن النص يأتي على عذب ماء "الفرات" ببُعد الصورة التعبيرية التاريخي والحضاري، واللغة هنا أيضاً لا تستكين في العادي من الوصف و التصوير بل تعمل على التركيز على بؤر فاعلة و مؤثرة تستنهض خيال المتلقي دون تردد وبلا غموض.
    ثم تتابع مدللولات النص الأكثر شموليةً في:
    ذُلَّ لَيثُ الشَّـرْقِ فِـي صَوْلَتِـهِ ... يَومَ رَامَ العِزَّ مِنْ ذِئْبِ الشِّقَـاقِ
    حيث لا ينسى النص أن يذكرنا بأنّا خير أمة أُخرجت للناس يوم كنا أتقياء وأقوياء، و لكن عندما ركنا لغيرنا ما نرنو إليه و سلمنا عهدة الأوطان و عزتها للغريب و المغتصب ضاعت أمانينا و أمجادنا وأصابنا من الذل ما لا نحسد عليه، كل هذا يأتي بلغة سامقةٍ جماليةٍ و قوية الأداء والتشخيص.
    يَا عِرَاقَ الجُرْحِ فِي خَاصِرَتِـي ... وَدَمٌ يَنْثَالُ مِـنْ جُـرْحِ البُـرَاق
    ِوهنا يصر الشاعر على التماهي مع العراق وأهل العراق ممن أصابهم من الكدر و الخدر و الكرب و الأحزان والأتراب، مستحضراً ما يصيب الأهل و الربع في فلسطين الأكثر حزناً و الأعمق جرحا.
    على أن النص يذكر القراء – أينما كانوا – بالصبر و التحدي والوفاق و الجلد و القوة و المنعة:
    مِنْ إِبَاءِ الصَّخْرِ تَنْمُـو زَهْـرَةٌ ... بِلِحَاءِ الصَّبْرِ فِي جَـذْرٍ وَسَـاقِ
    وَمِنِ الضِّيقِ المُسَجَّـى نَزْعَـةٌ ... لانْعِتَاقِ الرُّوحِ فِي رَحْبِ الوِفَاقِ.
    ثم يعزز الشاعر نصه بالروحي من قوة يستلهمها من رب الأكوان و السموات و الأرضين، في مناجاة صادقة تخرج من القلب و بكل خشوع:
    وَالمَعَالِـي تَجْتَلِـي أَسْبَابَـهَـا ... وَاللَيَـالِـي تَبْتَـلِـي وَاللهُ وَاقِ
    بارك الله فيك حبيبي سمير و جعلك سيفاً من سيوف الكلم الطيب لا تخاف في الله لومة لائم...وكن مع الله ولا تبالي........

    د. عبدالله حسين كراز
    أستاذ الأدب الإنجليزي و النقد المقارن المساعد

  3. #83
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    قراءة في قصيدة أطلقي منك السراح
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء حسن الأيوبي مشاهدة المشاركة


    الاستاذ الفاضل سمير العمري

    من أروع ما قيل
    بهذه اللوحات المتدرجة كانت القصيدة سيدي روعة في التصميم
    متماسكة الحنايا ،تأخذك بالصور الرائعة إلى العنوان ودائما إلى العنوان
    وما ضللت العنوان أبدا " أطلقي منك السراح"

    صورك الرائعة أستاذنا تمد إلينا اليد لنتشارك القصيد ولندخل التجربة الشعورية
    ولننفعل بأقصى الحالات واستفززتنا

    ضُمِّي الجِرَاحَ عَلَى الجِرَاحْ
    وَتَحَدَّثِي عَنْ ذِكْرَيَاتِ الفَجْرِ يَا شَفَةَ الصَّبَاحْ
    عَنْ رِحْلَةِ الطَّيرِ المُغَرِّدِ غُرْبَةً
    فِي النَّاسِ
    فِي الإحْسَاسِ
    عَنْ زَمَنٍ وَسَاحْ
    عَنْ رِحْلَةٍ هَاضَتْ وَهَاضَ بِهَا الجَنَاحْ
    فِيهَا انْكِسَارَاتُ المَرَايَا لا تُزِيلُ الأَقْنِعَةْ
    وَالغَدْرُ يَعْصفُ بِالجِهَاتِ الأَرْبَعَةْ
    وَسِلاحُ تِمْسَاحِ المَشَاعِرِ كَانَ دَومَاً أَدْمُعَهْ
    وَالرُّوحَ بَعْثَرِتِ الرِّيَاحْ


    فها أنت الكسير وتتحدث بلسان حالنا
    وها أنت بالصورة الحية الرقيقة تمس أعمق الجراح
    شفة الصباح تضم الشفة على الشفة
    ولكن الحقيقة تضم الجراح على الجراح
    ففي كل كلمة تنبث بها الشفة ألم الجراح (ما أبدعها من صورة )
    رحلة الطير المغردة غربة

    وكيف يكون المصلح والداعية إن لم يكونا من الأغراب في أي زمان او مكان ؟!
    ألم يعش الأنبياء الاغتراب بين أهلهم ؟؟؟
    وانكسارات المرايا والغدر ، فعل وردة فعل منطق سليم

    وما الأسباب ؟؟؟ الصورة تتكلم ، اللوحة تتنسم الحقيقة وتنثر ألوانها
    والكرامة فتاة تريد الاجهاض ولو سكتت عن الكلام المباح
    بعد ان نالت الأيدي منها بالوشاح


    اليَومَ يَوْمُكِ يَا سِجَاحْ
    اليَومَ يَومُ الذَّاتِ وَالعَورَاتِ وَالأَيْدِي الشِّحَاحْ
    فَالعُهْرُ عَابَ الطُّهْرَ بِالكَذِبِ الصُّرَاحْ
    وَالشَّهْقَةُ البِكْرُ اسْتَبَاحُوا عِرْضَهَا
    يَوْمَ اسْتَبَاحُوا أَرْضَهَا
    وَاليَومَ مَاتَ بِهَا الحَيَاءْ
    دَارَتْ عَلَى كُلِّ الصُّدُورِ ...
    عَلَى الشِّفَاهْ
    حُبْلَى وَفِي أَحْشَائِهَا مِلْيُونُ آَهْ
    دَارَتْ وَقَدْ كَشَفَتْ عَنِ الصَّدْرِ الوِشَاحْ
    *****


    وكان الارتقاب لما تريد
    فإذا بنا نصرخ معك في اللوحة التالية نقف على أعتاب المجد
    نبغي الولوج والخزنة شداد غلاظ ،يساوموننا ويسألون عما تزودنا به لهذا اليوم
    ويذكروننا بما فقدنا وبما استبيح ،بما أضلنا وبما ضللناه


    مِنْ أَيْنَ نُنْجِبُ عِزَّنَا وَابْنُ البُطُولَةِ مِنْ سِفَاحْ
    مِنْ أَيْنَ نَجْلبُ مَجْدَنَا بِالرَّاقِصَاتِ عَلَى الجِرَاحْ
    مِنْ أَيْنَ لَيلُ الذُّلِّ يَمْضِى ... وَالنَّدِيمُ رَحَىً وَرَاحْ
    كُلُّ الأَصَابِعِ لا تُشِيرُ إِلَى الصَّبَاحْ
    وَالإِصْبَعُ الوُسْطَى تُشِيرُ إِلَى العَدَالَةِ تَزْدَرِيهَا
    وَأَذَى المَهَانَةِ يَعْتَرِيهَا
    وَالظُّلْمُ قَهْقَهَ سَاخِرَاً مِنْ قَوْلِ فِيهَا
    وَالجِدُّ بَاتَ كَمَا المُزَاحْ
    *****
    يَا أُمَّةٌ كَفَرَتْ طَوِيلاً بِالجِهَادِ وَبِالكِفَاحْ
    يَا أُمَّةٌ أَبِقَتْ بِهَا مِنْ طُهْرِ مَاضِيهَا وَعَاشَتْ لِلنِّكَايَةِ وَالنِّكَاحْ


    وهكذا ننتقل الى الصورة التالية :ما الحل ؟!
    وها نحن مدفوعون معك أستاذنا الجليل إلى اليوم الاكبر إلى الجهاد
    نصرخ ونستنهض الهمم ، أيها الشاعر الملتزم قضايا العرب والمسلمين

    قُومِي بَأْمِرِكِ أَطْلِقِي مِنْكِ السَّرَاحْ
    قُومِي إِلَى غَيْمَاتِ عِزِّكِ وَامْتَطِي صَهَوَاتِهَا
    فَالنَّصْرُ لاحْ
    وَاسْتَمْهِرِي سَرْجَ الإِبَاءِ إِذَا أَرَدْتِ سَلامَةً
    دُونَ انْبِطَاحْ
    فَالعِزُّ مِئْذَنَةُ الهُدَى نَادَتْ بِحَيَّ عَلَى الفَلاحْ


    وما من نصير لنا اليوم الا تصميمنا ،إلا الإقدام بالقدر المتاح
    سيفنا وخيلنا وعزنا لا في الأقدمين ، بل في ما نفعل نحن بالقدر المتاح
    وحينها لا يمكن الا ويكون النصر

    وَالسَّيْفُ يَبْكِي خَالِدَاً
    وَالخَيْلُ تَسْتَجْدِي صَلاحْ
    لا تَحْسَبِي أَنَّ السِّلاحَ هُوَ النُّوَاحْ
    لا تَحْسَبِي أَنَّ الرَّشَادَ يَكُونُ فِي كَبْحِ الجِمَاحْ
    بَلْ فِي اسْتِبَاقِ النَّصْرِ بِالقَدَرِ المُتَاحْ


    لك مني سيدي كل التقدير
    على هذه الروعة في الموضوع وفي الصياغة

    فبهذا التصوير الحي كانت قصيدتك تأسر القلوب
    وتحوك هدفها نسجا وغزلا لولبيا يقود النفس أنى تريد لها الوصول
    شكرا إذ أمتعتنا أشد المتعة وأثرت شجونا ما غابت والله عنا
    حتى في أرق أنواع الشعر ومواضيعه
    إذ كانت تهفو لتطفو ولو بلمح في كلمة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بوركت وبورك هذا القلم يحكي أشجاننا جميعا

  4. #84
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    قراءة في قصيدة الأخوة نهج

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وائل محمد القويسنى مشاهدة المشاركة
    الحبيب د. سمير
    لتسمح لى أن أقطف زهرة من هذا البستان الذى فاضت زهوره جمالا وطيوره غناءً وأشجاره ظلا.
    وحين نقف على هذه القصيدة سنجد اعتمادا على التصوير والإيحاء.
    وحين نتحدث عن التصوير فى شعر العمرى نقف على لون من ألوان التصوير التى يصعب الوصول إليها ألا وهى تلك الصورة التى أسميها -جوازا- (الصورة العامة) وهى تلك الصورة التى يتحدث فيها الشاعر عن طبيعة شئ أو ظاهرة طبيعية أو حكمة تلقاها الشاعر فى مدرسة الحياة ويقوم الشاعر بوضع رابط بينها وبين حالته الشعورية ولكنه لا يصرح به ويتركها للقارئ وبها تظهر قدرة الشاعر على التصوير ويظهر فيها مدى خياله ولعل هذه ما قال فيها رسول الله -والبخيل من سمع اسمه ولم يصل عليه- : (إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكمة) فهذه الصور الشعرية وحدها من الشعر تصلح لأن تكون حكما تتوارثها الأجيال للتعبير عن مواقف فى الحياة بأجواء نفسية مختلفة وهذا ما سيتضح لنا فى هذه القراءة السريعة ومن أراد أن يستزيد من هذه الصور فلينظر هذا الرابط الذى حاول فيه شاعرنا جمع أبيات الحكمة فى قصائده وكلها من هذه الصور.
    أبيات الحكمة فى شعر العمرى
    العنوان (الأخوة نهج) ....
    وهذا وحده صورة عامه (حكمة) فالشاعر هنا يقول أن الأخوَّة نهج يجب الإلتزام به وإلا فلا فلها حقوق وواجبات يجب الإلتزام بها وليست كلمة تقال.
    إلا أن هذا العنوان لم يخلُ من إيحاء فهو يوحى بحسرة وغضب أنتجا هذه الحكمة وكأن هناك من تعدى حدود هذه الكلمة واعتدى على واجباتها فالشاعر يوضح له معنى الأخوَّة فيقول أنها منهاج وليست كلمة فلا تسمِّ نفسك أخا إن لم تكن تصون حقوق الأخوة.
    مَنْ يَدَّعِ الحُبَّ لا يُؤْذِ المُحِبِّينَا وَلا يُبَدِّلْ بِشَهْدِ الوُدِّ غِسْلِينَا
    وَلا يُقَدِّمْ يَدًا بِالعَهْدِ وَاهِيَةً بِهَا يُقَدِّمُ لِلأَعْدَاءِ سِكِّينَا

    وهنا براعة استهلال حيث بدأ شاعرنا قصيدته بنفس النوع من التصوير وهو يقدم حكمة لأولى الألباب فالمحب لا يؤذى محبوبه ولا يعلن له الوفاء ويخفى ما دون ذلك وهو بذلك يقدم حكمة صالحة لكل مكان وزمان فى تعريف معنى الأخوة والصداقة فمن يدع الحب لا يؤذ المحبينا.
    لنتطرق قليلا إلى التركيب واختيار اللفظ هنا...
    كلمة (يدعى) ... وما ظننت أن هناك كلمة أقوى من هذه للتعبير هنا فلم يقل الشاعر (من ذاق طعم الحب لا يؤذ المحبينا) مثلا فكلمة يدعى لها دلالات أعمق فحتى من ادعى الحب وخالف ذلك مكنونه لا يؤذ المحبينا ولمن عارض الشاعر فى هذه أقول أن الشاعر لم يقل (من يدع الحب لا يؤذ المحبوبين) وإنما قال (المحبين) وهى اسم فاعل أى أن الشاعر بتركيب بليغ قال (من يدع الحب وإن أخفى غير ذلك لن تطاوعه نفسه أن يؤذى من يحبه). فهو وإن لم يحب فلن يؤذى تقديرا لما يكنه له الطرف الآخر من حب.
    ثم التضاد بين كلمتى (شهد وغسلين) وهو تضاد معبر أجاد إظهار الفارق بين شهد الحب وغسلين الكره والنفاق والخداع والأذى.
    ثم المقابلة بين شطرى البيت الثانى التى أظهرت طبيعة النفاق والمنافق الذى يعاهدك ثم يخلف العهد ويتحالف مع عدوك أما كلمة (واهية) فأظن ان هناك ما هو أبلغ منها كان يقول مثلا كاذبة أو أى معنى آخر يحمل معنى الكذب والنفاق بدلا عن الضعف والوهن فالمنافق حين يقدم يده بالعهد يجيد التلون والتخدد ويظهر لك قوة العهد وهو كاذب. ولعل لشاعرنا فى هذه ما قصده ولم يصل إلى.
    ثم ننتقل إلى كلمة (يقدم سكينا) ... فكلمة يقدم توحى بالود والتهادى وكأن ذلك الشخص يهدى العدو سكينا بنفس اليد التى يصافح بها ويعطى العهد الكاذب للمحب المخلص.
    الشاعر هنا يحاور ذلك الشخص الذى خان العهد بحديث عن شخص وذكر أفعاله فى أسلوب يوحى بالحكمة والأسى.
    مَاذَا اعْتِبَارُ أَخٍ دَسَّ الفِرَاقُ لَنَا يَأْتِي التَّخَاتُلَ حِينًا وَالأَذَى حِينَا؟
    لَمْ يَأْلُ عَهْدُ صَحِيحِ الوُدِّ مُنْتَهَكًا حَتَّى تَرَدَّى بِكَفِّ العَفْوِ مَطْعُونَا
    تَزَوَّجَتْ مِنْ إِنَاثِ الغَدْرِ نَزْوَتُهُ فَأَنْجَبَتْ مِنْ ذُكُورِ الكِبْرِ قَارُونَا

    ثم نجد انكسارا وانتقالا مباشرا من هذه الحكمة إلى جو من الأسى وكأن صوتك ينخفض -ولا أقول تدريجيا- فى البيت الثالث وهنا يغلب الأسى الغضب -والأسى فاعل- وهو دليل على طيبة نفس ذلك المحب الذى لاقى الغدر من محبوبه الذى ادعى حبه وهذا هو الفرق بين الإنسان الذى سكنه الخير والإنسان الذى سكنه الشر فكلاهما يغضب ولكن من سكنه الخير يبدأ غضبه كبيرا ثم يتضاءل حتى تغلبه الحسره ثم يفوض أمره لله وربما دعى الله أن يسامح من ظلمه أما من سكنه الشر فيبدأ غضبه صغيرا ثم يزداد ويكبر ولربما أصاب جريمة فى نهاية الأمر. دعونا من الفلسفة وهيا نعود للقصيدة...
    حين قرأت القصيدة كان صوتى عاليا فى البيتين الأول والثانى ثم انخفض صوتى فى البيت الثالث الذى انتقل فيه الشاعر من غضب تحكمت فيه الحكمة إلى حسرة أصابت قلبه.
    ماذا اعتبار أخ دس الفراق لنا....
    والفراق فاعل أى أن الفراق قد دس هذا الأخ (السم) والغالب بعد كلمة أخ أن تأتى كلمة كالولادة -ورب أخ لك لم تلده أمك- ولكن ذلك الأخ لم يحفظ حقوق الأخوة وإنما جار عليها واعتدى لذا فليس لكلمة الولادة هنا من سبيل وبذلك كان على الشاعر أن يختار كلمة غير تقليدية فجاء بكلمة دس فالفراق دس ذلك الأخ كما يُدس السم وهنا تتجلى الحسرة. وهى من الصور العامة (الحكم) فى القصيدة.
    ننتقل سريعا إلى البيت الثانى وفيه يقول الشاعر أن عهد صحيح الود لم يأل منتهكا حتى أنه تردى مطعونا بكف العفو -ولا أشرح البيت وإنما أرد التركيب لأصله- فالود الخالص والعهد الصادق قد قتلا ولكن بكف من؟؟؟ يقول الشاعر بكف العفو ويا لهذه من طعنة ولكنها لا تصيب إلا من كان فى قلبه حياة فذلك الود الصادق قد أصابه الإعياء من كثرة العفو ولا يخفى جمال الصورة هنا على أحد كما أن فيها من الإيحاء ما لقيه الشاعر من تعب وحسرة بعد طول عفو وصفح وتكرار خيانة ومكر.
    ننتقل إلى الصورة فى البيت الثالث
    وهى صورة مركبة أجاد فيها الشاعر وأبدع فهو يقول (تزوجت نزوته من إناث الغدر فأنجبت قارونا من ذكور الكبر)
    وفى (تزوجت وأنجبت) دليل على تجدد الخيانة فالابن سر أبيه -كما يقولون- وكما قال شاعرنا هنا فجاء الابن كما كان الأب ثم يوحى شاعرنا فى لفظة (نزوته) أن هذا الزواج غير شرعى فهى نزوة لمنافق تزوج من إناث الغدر فما كان له إلا أن ينجب كبرا ومكرا وتخاتلا.
    الشطر الثانى كان نتيجة للشطر الأول وهى نتيجة منطقية فالتزاوج ينتج عنه الحمل والولادة وإن كان التزاوج مع بنات الغدر فالنتيجة الحتمية أطفال الكبر.
    التضاد بين كلمتى (إناث وذكور) ... كلمة (إناث) توحى بالضعف (ضعف الأنثى) ولذا قال نبينا (رفقا بالقوارير) إلا أن الإناث هنا هن إناث الغدر أما كلمة (ذكور) فهى توحى بالقوة ولذا جعل ربنا القوامة للرجال وجعل الرجل مسئولا عن زوجته -وما هذا إلا دليل على مبدأ الضعف والقوة- وفى هذا التضاد بلاغة وحسن ترتيب فكما ذكرت أن من سكنه الشر يبدأ غضبه صغيرا ثم يكبر وهكذا يكبر غيظه ويزداد قلبه سوادا ثم يورث ذلك لأبنائه (من بنات الغدر) الذين ازدادوا قوة على قوتهم فجاءوا ذكورا أقوياء.
    كلمة (قارون) ... وقد قال فيه ربنا (وقارون وفرعون وهامان ولقد جاءهم موسى بالبينات فاستكبروا فى الأرض وما كانوا سابقين) وهنا ثقافة الشاعر الدينية والتاريخية فربنا قد وصف قارون بالكبر من قبل وهذا ما وصف به الشاعر قارونه فى هذه الأبيات وإن كان الشاعر قد قصد قارونا غير قارون الذى ذكرته الآية فإنه توظيف محكم للكلمة فى بنية القصيدة.
    واسمحوا لى أن أنتقل سريعا متجاوزا بعض أبيات القصيدة فقد ذكرت أنى سأقطف زهرة ولم أقل أنى سأقطف الزهور كلها....
    يَا مَنْ يُبَرِّرُ بِالأَسْبَابِ كَيفَ تَرَى عَذْلَ الزَّبَرْجَدِ صَلبًا وَالنَّدَى لِينَا؟
    المَرْءُ يَمْضِي عَلَى دِينِ الخَلِيلِ وَهَلْ بَرٌّ يُصَاحِبُ فِي عُرْفِ الهُدَى دُونَا؟
    وَالحُرُّ يَأْنَفُ إِنْ يُعْرَفْ بِمَنْقَصَةٍ فَكَيفَ يُنْقِصُ فِي العُرْفِ المَوَازِينَا؟
    وَكَيفَ يَقْضِي مِنَ الأَوطَارِ مَا ابْتَذَلَتْ وَكَيفَ يُفْضِي إِلَى الأَعْذَارِ تَسْكِينَا؟
    حَقُّ المَبَادِئِ فِي الأَحْرَارِ رَاسِخَةً كَمَا العَقِيدَةُ فِي الأَحْشَاءِ تَمْكِينَا
    وَلِلعَدَالَةِ عَينٌ غَيرَ مُبْصِرَةٍ لَيْسَتْ تُمَيِّزُ ذَا سَطْوٍ وَمِسْكِينَا
    وَمَا الأَمَانُ اجْتِنَابُ البَأْسِ مِنْ وَجَلٍ وَلا الأَمَانَةُ غَمْطُ الحَقِّ تَزْيِينَا
    أَلَيسَ مِنْ تُرَّهَاتِ الحَالِ أَلْسِنَةٌ رَعْنَاءُ تَلْحَنُ فِي قَدْرِ المُجِلِّينَا؟
    وَخَائِنٌ يَشْتَكِي مِنْ غَدْرِ أَهْلِ وَفَا لَمَّا تَسَمَّى بِأَوصَافِ الوَفِيِّينَا؟
    قَدْ مَلَّتِ الرُّوحُ لَمْ تُدْرِكْ غَلالَتَهَا مِمَّا اسْتَقَرَّ لَهَا فِي الصَّدْرِ مَكْنُونَا
    وَضَجَّتِ النَّفْسُ مِنْ حَالٍ تَكَادُ تَشِي بِمَنْ يَسُلُّ لِسَانَ الوُدِّ تَلْقِينَا

    وكل بيت من هذه الأبيات صورة عامة (حكمة) ستجرى على الألسن وكأن شاعرنا يقول (فستذكرون ما أقول لكم) وهى أبيات يمكن فصلها دون شعور البيت بوحشة فهى رغم تعبيرها هنا فهى جائزة فى جوانب الحياة المختلفة وليحاول القارئ هنا بعد قراءة القصيدة أن يقرأ كل بيت من هذه الأبيات منفصلا سيجد أن كل بيت يجرى مجرى حكمة ووالله إنى عجبت هنا فمن أى بحر كان الشاعر يستقى الحكمة حين كتب كل هذه الحكم (الأبيات).
    (يَا مَنْ يُبَرِّرُ بِالأَسْبَابِ كَيفَ تَرَى***عَذْلَ الزَّبَرْجَدِ صَلبًا وَالنَّدَى لِينَا؟)
    وهنا يخاطب الشاعر كل ذى عقل رشيد فيقول يا من يبرر بالأسباب كيف ترى -باطلا- أن عذل الزبرجد صلبا وكيف ترى الندى لينا؟؟
    وقد ذكرنى هذا البيت -والشعر بالشعر يذكر- بقول المتنبى
    أعيذها نظرات منك صائبة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم

    فالبيت يدعو إلى الغوص فى الذات البشرية والتفريق بين الندى واللين والشحم والورم وإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور فالشاعر يربط صورته العامة هنا بتبرير موقفه من عذل وعفو وغضب وحلم. وفيها إيحاء بظلم قد وقع ليس من الخائن فقط وإنما ممن لم ير من ندى الشاعر ندى ومن أراد أن يراجعه فى شئ من ذلك فقد أرخى حبال الصبر حتى المنتهى.
    (المَرْءُ يَمْضِي عَلَى دِينِ الخَلِيلِ وَهَلْ ***بَرٌّ يُصَاحِبُ فِي عُرْفِ الهُدَى دُونَا؟)
    حكمة أخرى وفيها تبرير لموقف الصد بعد نفاد الصبر والإستفهام بلاغى للاستنكار وفيها ثقافة الشاعر الدينية. وقد أحسن الشاعر اختيار لفظة (عرف) فلم يقل (شرع) مثلا فأظنها أبلغ فهى قائمة فى البشر والمرء على دين خليله كما قال المصطفى صلى الله عليه وسلم ولمن أراد (شرعا) نأتى بحديثه صلى الله عليه وسلم (كاد العرف ان يكون شرعا) فالشاعر يخاطب كل الفئات لذا فالأقرب ان يقول (عرف).
    (وَالحُرُّ يَأْنَفُ إِنْ يُعْرَفْ بِمَنْقَصَةٍ***فَكَيفَ يُنْقِصُ فِي العُرْفِ المَوَازِينَا؟)
    حكمة اخرى واستفهام بلاغى إستنكارى آخر وفيها عتاب.
    لفظة (يأنف) وهى مشتقة من المصدر (أنف) والأنف رمز لسمو الرجل وعزته عند العرب وهى توحى بترفع الحر وأنفه من أن يعرف بمنقصه وقد قال ابن الأعرابى فى رفعة الأنف:
    بِيضُ الوُجُوهِ كَريمةٌ أَحْسابُهُمْ*** في كلِّ نائِبَةٍ، عِزازُ الآنُفِ
    لفظة (منقصة) والشاعر قال منقصة ولم يقل (عيب) مثلا فالمنقصة أقل من العيب والحر يأنف أن يعرف بها ونفى القلة ينفى الكثرة بيد أن نفى الكثرة لا ينفى القلة.
    حَقُّ المَبَادِئِ فِي الأَحْرَارِ رَاسِخَةً***كَمَا العَقِيدَةُ فِي الأَحْشَاءِ تَمْكِينَا
    حكمة وصورة عامة وتشبيه غير الملموس بغير الملموس فلم يقل الشاعر راسخة كما الجبال مثلا وإنما قال كما العقيدة رغم ثبوت رسوخ الجبال وتفاوت رسوخ العقيدة وفى هذه يترك الشاعر المجال لخيال المتلقى وحالته النفسية ...هذه واحدة أما الأخرى فهى تفاوت رسوخ المبادئ فى نفوس أصحابها أيضا لذا فإن هناك توافقا متعمدا.
    (وَلِلعَدَالَةِ عَينٌ غَيرَ مُبْصِرَةٍ***لَيْسَتْ تُمَيِّزُ ذَا سَطْوٍ وَمِسْكِينَا)
    وفى هذه حكمة (صورة عامة) وفيها تأثر بموروث الشاعر الدينى فللعدالة عين لا تبصر وإنما لها أذن تسمع ولربما كان ذو السطو أبلغ لسانا وقد قال نبينا الكريم ( إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم ألحن بحجته من بعض , وإنما أنا بشر , فمن قضيت له من مال أخيه شيئا بغير حق , فإنما أقطع له قطعة من النار).
    ومثل هذا النوع من الصور فى باقى الأبيات المقتبسة...
    ومثلها فى هذا البيت الذى جاء من موروث شعبى
    يَبْقَى الغُرَابُ غُرَابًا لا يَطِيبُ لَهُ إِلا الخَرَابَ وَإِنْ سَمَّوهُ شَاهِينَا

    فالبيت حكمة وفيه الموروث الشعبى وفيه الرمز (الغراب) وهو رمز للخراب. وهنا أسلوب قصر بلاغى.
    (وإن سموه شاهينا) ... إن تفيد الشك وهذا دليل على أن الشاعر يشك أن يظن أحد أن الورم فى ذى الورم شحم وهى هنا أبلغ من إذا التى تفيد التوكيد.
    (غراب وشاهين) نوعان من الطيور لذا فالمقارنة مقبولة ولفظة شاهين أظهرت مساوئ الغراب وبضدها تتميز الأشياء.
    نَفْسِي فِدَاءُ فِلِسْطِين التِي نَزَفَتْ منِهْاَ الكَرَامَةُ مَقْتُولا وَمَسْجُونَا

    الصورة فى هذا البيت ليست من الصور العامة ولكن جمال التركيب أرغمنى على الإقتباس
    ولنقارن أولا بين هاتين (فداء فلسطين نفسى) و (نفسى فداء فلسطين) وكلاهما للتخصيص ولكن الأولى تخصيص الفداء على النفس فهو يفدى فلسطين بالنفس ولا يفديها إلا بالنفس أما الثانية فنفسى فداء فلسطين ولا تفدى إلا فلسطين لذا فالثانية أبلغ.
    التركيب (فلسطين التى نزفت منها الكرامة مقتولا ومسجونا) ..... كلمة (نزفت) تتطلب دما ولكن الدم هنا هو الكرامة وهو تشبيه قاس وصفعة على جبين كل أبى حتى يفيق ففلسطين تنزف الكرامة ولكن كيف تنزفها؟؟؟ هى تنزفها قطرات من القتلى والمساجين أو ربما تسحها.
    تركيب بليغ جميل صعب التطبيق فهى تنزف الكرامة قطرات من قتلى ومساجين.
    وفيها إيحاء بالذل واستنهاض للهمم.
    مَا قِيمَةُ السَّيفِ فِي غِمْدَينَ مِنْ ذَهَبٍ حَتَّى نُجَنْدِلَ مَنْ بِالذُّلِّ يَرْمِينَا؟

    استفهام بلاغى وحكمة وصورة عامة ولكن المعروف أن السيف له غمد فلماذا قال الشاعر (غمدين)؟؟؟
    ربما أراد الشاعر غمد السيف المعروف وغمدا آخرا هو يد صاحب السيف فحتى وإن كان غمد السيف من ذهب ويد صاحبه من ذهب -وبهذا يكون السيف قد غطى تماما بالذهب- فلا قيمة له حتى يسيل دم الأعداء الذين يرموننا بالذل ولم يقل الشاعر يرموننا بالموت أو بالسيف أو بالسهم ... إلخ لأن جرح الكرامة أعمق ولا أظنه يبرأ كما أنه إيحاء بالذل والمهانة وفيه استنهاض للنفوس وللكرامة التى داستها النعال.
    وتتوالى الصور العامة.......
    واسمحوا لى أن أقفز فقد أطلت...
    وَمَا الإِخُوَّةُ إِلا النَّهْجَ مَا حَفَظَتْ فَإِنْ تَوَلَّتْ فَإِنَّ اللهَ يِكْفِينَا

    صورة عامة... أسلوب قصر... تضاد بين (حفظت وتولت) وما هنا بمعنى (إن) لكن ما أبلغ من إن هنا إذ أن (إن) تفيد الشك أما (ما) فمعناها (ما دامت حافظة).
    (فإن الله يكفينا) ... إيحاء بالتعب والإرهاق وفقد الأمل وكأن دروب الدنيا قد سدت ولم يعد هناك إلا باب واحد هو باب الله تعالى وهى وإن أوحت بفقد الأمل فما هو إلا فى هذا الشخص ولكن الأمل فى الله قائم وهى توحى أيضا بالقوة فهو يستطيع العيش بدونهم وهو يستمد قوته من الله سبحانه. وفيها السكينة والراحة بعد الألم وقد جاءت فى موضعها ووظفت توظيفا محكما.
    إِذْ قَالَ نُوحٌ فَقَالَ اللهُ فَانْطَلَقَتْ تَحْكِي السَّفِينَةُ مَنْ مِنَّا وَمَنْ فِينَا

    إستوقفنى هذا البيت حتى دققت النظر وقدرت المحذوف ورجعت لكتاب الله فقد استوقفنى فى البداية الترتيب واستخدام الفاء كحرف يفيد الترتيب وكدت أرفضها لولا ذكرت قول الله تعالى (وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا) وبعدها أمره الله أن يركب ومن آمن السفينة وبهذا يكون الترتيب منطقيا موافقا لكتاب الله.
    تحكى السفينة من منا ومن فينا... تشخيص للسفينة لا يجوز أن نتحدث بشأنه هنا أما ما يوجب التحدث هو استخدام حروف الجر فكيف استخدمها الشاعر بهذه البراعة؟؟؟
    من منا ..... أى آمن بما آمنا به ورضى بنا أخوة يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا ويدفع عدونا.
    من فينا .... أى بيننا ولا يشترط فيه ما سبق من شروط الفرح والحزن ودفع الضر.
    وإن كان الشاعر قد رسم هذه الصورة باستخدام حرفى الجر ولا شئ معهما بهذه البراعة فهو بالطبع يدقق فى كل لفظ فى القصيدة وهى صورة بديعة ذكرتنى بقول شاعر -لا أذكر اسمه:
    (لا والقلوب التى والأعين اللاتى)
    وأقفز الآن متجاوزا ما يستوجب الوقوف حتى لا أطيل أكثر من ذلك.
    البيت الأخير
    يَا مَنْ جَعَلْتُمْ إِلَى الكُرْسِيِّ هِمَّتَكُمْ خُذُوا الكَرَاسِي وَأَعْطُونَا فِلِسْطِينَا

    وهذا نداء قد بح صوته ببالغ الحسرة والأسى وكانه يقول خذوا ما شئتم فليس فى الكون ما يغلو والأرض فى الأسر والكرامة تحت النعال.
    النداء بمن الموصولة هنا عام أى يا كل الذين ..... وكأن أساميهم وكنيتهم لا تعنى له شيئا فلم يقل مثلا (يا أيها العُرْبُ) فالهمة أعلى والمطلوب أسمى والجرح اعمق.
    (إلى الكرسى همتكم) .... وأصلها (جعلتم همتكم إلى الكرسى) والتقديم والتأخير للتخصيص.
    (خذوا الكراسى وأعطونا فلسطينا) ... وهنا همة فى مقابل همة وشتان بين الهمتين.
    نداء مرهق قد أصابه اليأس وتملك منه الوجع فهو لا يكترث لأى شئ فى سبيل غايته العظمى السامية (الأرض) وهنا إيحاء وتأثير على المتلقى وتعبير بليغ عن جرح بالغ وكأنها آخر الكلمات من قلب تملكه الحزن وغلبه اليأس وكأنها آخر صرخت سيعقبها الصمت.
    من كل ما سبق نجد اعتمادا على الصورة العامة التى تجلت فيها حكمة الشاعر ونجد اعتمادا على الإيحاء اللفظى والتأثير الشعورى فتارة يقف الشاعر خطيبا حكيما نصوحا وتارة يجذب المتلقى لجوه النفسى الخاص فلم يعتمد على تجربته الشخصية فحسب وإنما اعتمد على حكمته وإيحاءاته وتصويره وتأثيره على المتلقى.
    عذرا أطلت فسامحونى!!!
    ودى ومحبتى للجميع
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وائل القويسنى

  5. #85
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    القضية في شعر الدكتور سمير العمري
    الأخوة نهج نموذجا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالصمد حسن زيبار مشاهدة المشاركة
    القضية في شعر سمير العمري - نموذج قصيدة '' الاخوة نهج ''


    مَنْ يَدَّعِ الحُبَّ لا يُؤْذِ المُحِبِّينَا = وَلا يُبَدِّلْ بِشَهْدِ الوُدِّ غِسْلِينَا
    وَلا يُقَدِّمْ يَدًا بِالعَهْدِ وَاهِيَةً = بِهَا يُقَدِّمُ لِلأَعْدَاءِ سِكِّينَا

    الشاعر العربي الكبير شاعر الحكمة و الفكر

    سمير العمري

    في مثل هذه المواقف لا تسعفنا سوى حكمة الصمت وسمة التفكر

    إن دقة البيان و بلاغة القول مع سمو المعنى و مشروعية الغرض و رسالية الوجهة في شعر العمري تمثل مرايا تعكس علو الذوق و جمالية الروح و نبل الأهداف و قداسة القضايا و عزة الإنتماء

    سمير العمري
    شاعر الحكمة و الرسالة و الإنتماء

    أستسمحك أن أسم شعرك ب : الشعر الرسالي

    فأكثر مدعي الشعراليوم تزل بهم أيديهم إلى أغراض لا تتعدى مطامح الجسد و النزوات أو غايات الشهرة و الإعلام فتراهم في أوحالهم يتنافسون.

    إن قراءة نتاج العمري محاولة للنفاذ إلى عمق القضايا الكبرى التي يعالجها فسمير من المبدعين القلائل الذين صاغوا شعرهم هما و قضايا مثلت رسالتهم في الحياة فالقضية و الرسالة تستمد طاقتها مما تحويه ذات الشاعر المندمجة مع إبداعه في تشكل يمثل الوحدة المستعصية على الذوبان و المقاومة لكل أشكال الانحدار .

    تنبني قصيدة '' الاخوة نهج " على علاقة حميمية بين الشاعر و القضية و التي هنا فلسطين وما يلحق بها من قضايا تهم واقعنا العربي و السياسي و المجتمعي.

    يمكننا أن نبرز حضور القضية من خلال ثلاتة محاور:

    العزة و المقاومة - الإنتماء و الكرامة - الرسالية و الأمانة



    العزة و المقاومة :

    وهذا العنصر يمتد مع القصيدة و يكاد يكون ملازما لكل بيت ,يمثل مقاومة لمسيرة الذل و الإذلال التي باتت عنوان المدعين للقضية وهو كذلك يوضح أصالة القضية و ضرورة العودة لخط النضال و العزة و المبادئ فهو خط الممانعة

    يأتي في مطلع القصيدة :

    مَنْ يَدَّعِ الحُبَّ لا يُؤْذِ المُحِبِّينَا = وَلا يُبَدِّلْ بِشَهْدِ الوُدِّ غِسْلِينَا


    و يسترسل الشاعر بنفسية الاعتزاز :

    يَا لَيتَ شِعْرِي أَلَمْ يَأْنِ اجْتِبَاءُ خُطَى = نَهْجِ الأُبَاةِ وَإِقْدَامِ المُلَبِّينَا؟

    وَسطْوَةٌ مِنْ صَهِيلِ السَّابِحَاتِ عَلَى = وَقْعِ الحَوَافِرِ تَأْمِيلا وَتَأْمِينَا؟

    مَا قِيمَةُ السَّيفِ فِي غِمْدَينَ مِنْ ذَهَبٍ = حَتَّى نُجَنْدِلَ مَنْ بِالذُّلِّ يَرْمِينَا؟

    وَمَا صَلاحُ إِذَا ارْتَدَّتْ فَوَارِسُهُ = عَنِ البُطُولَةِ فِي إِدْرَاكِ حِطِّينَا؟

    كُنَّا وَكَانَتْ بِلادُ العُرْبِ دَارَ عُلا = رَقَّتْ نَسَائِمَ وَامْتَدَّتْ بَسَاتِينَا

    أَيَّامَ كَانَتْ خُيُولُ النَّصْرِ مُسْرَجَةً = وَكَانَ مَنْبَعُ صَافِي الدِّينِ يَرْوِينَا


    العنصر الثاني : الإنتماء و الكرامة

    وهي نفسية الشاعر في القصيدة

    الانتماء لوطن تربع في ذات الشاعر المغترب الذي أبعدته مسافات الشتات لكنه يحتضن الوطن ليلاه و يحتضنه الوطن احتضان الأم وهي نفسية فداء و تقديس للتراب الذي بات رمزا للإباء و الكرامة

    فيقدم نفسه لافتداء الوطن :

    نَفْسِي فِدَاءُ فِلِسْطِين التِي نَزَفَتْ = منِهْاَ الكَرَامَةُ مَقْتُولا وَمَسْجُونَا

    يصدح الشاعر بقول لا في وجه الخنوع و المساومة و لا بديل عن كرامة النفس ومجد الوطن:

    لَمْ يَجْزِ غَزَّةَ فِي الحَالَينِ غَيرَ دَمٍ = أَجْرَوهُ خَنْقًا وَتَجْوِيعًا وَتَوهِينَا

    فَلا وَرَبِّكَ لا صُلْحٌ عَلَى ضَغَنٍ = وَلا ابْتِسَامٌ يَرَى التَّقْطِيبِ مَدْفُونَا

    وَلا تَنَازُلَ لا تَفْرِيطَ فِي وَطَنٍ = سَمَا عَلَى الدَّهْرِ تَقْدِيسًا وَتَثْمِين

    نُرِيدُ كُلَّ أَرَاضِينَا التِي انْتُهِبَتْ = النَّهْرَ وَالبَحْرَ وَالزَّيتُونَ وَالتِّينَا


    ويفصح الشاعر عن حلمه و حلم غيره من المغتربين عن الوطن :

    وَحَقَّ عَودَةِ شَعْبٍ مَلَّ غُرْبَتَهُ = وَحَقَّ دَمْعَةِ أُمٍّ أُهْرِقَتْ هُونَا

    الوطن عند سمير فوق الكراسي و المطامح الواهية يتحدد هذا العنصر بقوة في ذيل القصيدة

    يَا مَنْ جَعَلْتُمْ إِلَى الكُرْسِيِّ هِمَّتَكُمْ = خُذُوا الكَرَاسِي وَأَعْطُونَا فِلِسْطِينَا

    وهي رسالة انتماء لمن تاجر بفلسطين و دماء الشهداء الزكية ليكسب جاها أو مالا


    العنصر الثالت : الرسالية و الأمانة

    وهو مؤشر على أن الشاعر لا يلقي كلاما سائبا من غير مطمح نبيل و غاية وجيهة
    عنصر الرسالية يشكل جوهر القضية بحملها رسالة و أمانة
    يمكننا تتبع الرسائل المباشرة و غير المباشرة في القصيدة على النحو التالي :


    رسالة حب صادق مقاوم للنفاق :

    مَنْ يَدَّعِ الحُبَّ لا يُؤْذِ المُحِبِّينَا = وَلا يُبَدِّلْ بِشَهْدِ الوُدِّ غِسْلِينَا

    وَلا يُقَدِّمْ يَدًا بِالعَهْدِ وَاهِيَةً = بِهَا يُقَدِّمُ لِلأَعْدَاءِ سِكِّينَا


    رسالة لعودة جوهر الأخوة و صدق العهد بدل الفراق و الطعن :

    مَاذَا اعْتِبَارُ أَخٍ دَسَّ الفِرَاقُ لَنَا = يَأْتِي التَّخَاتُلَ حِينًا وَالأَذَى حِينَا؟

    لَمْ يَأْلُ عَهْدُ صَحِيحِ الوُدِّ مُنْتَهَكًا = حَتَّى تَرَدَّى بِكَفِّ العَفْوِ مَطْعُونَا

    رسالة طهر تواجه النجس لتتعالى عن السفاسف و تسمو للمعالي :

    أَمَّنْ تَوَضَّأَ طُهْرَ القَولِ مِنْ نَجَسٍ = وَقَالَ إِنِّي إِمَامٌ لِلمُصَلِّينَا

    رسالة مبدأ راسخ ممكن كما العقيدة وهو تصوير غاية في الإحكام و الجمال و المعنى :

    حَقُّ المَبَادِئِ فِي الأَحْرَارِ رَاسِخَةً نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي كَمَا العَقِيدَةُ فِي الأَحْشَاءِ تَمْكِينَا

    و أخيرا رسالة حق و نداء فطرة و دمعة أم :

    وَحَقَّ عَودَةِ شَعْبٍ مَلَّ غُرْبَتَهُ = وَحَقَّ دَمْعَةِ أُمٍّ أُهْرِقَتْ هُونَا

    هَذَا نِدَاءٌ لِمَنْ يَأْتِي الحِوَارَ جَدًا = بِصَوتِ كُلِّ مُصَلٍّ قَالَ آمِينَا



    لم تكن هذه سوى بعض مما يلمه شعر سمير العمري من معاني و أفكار تمثل خطا في صف الممانعة و المقاومة لكل أشكال الضعف و الوهن الذي بات سمة لمدعي قضايانا و في مقدمتها قضية فلسطين فهي التاريخ و الأمل


    كما لا يمكننا المرور السريع من غير الإشارة إلى أن شعر العمري هو شعر حكمة و معان يكون بها مفخرة للشعر في زمن بات التسابق فيه لمن يكون أكثر جرأة في الفحش و انسلاخا عن القضايا و المعاني.

    و أخيرا أوجه دعوتي لأهل الأدب و الفكر أن يكملوا الدراسة و التحليل للشعر الرسالي العمري فهو معين لا ينضب .

  6. #86
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    في قصيدة موكب النور

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة

    تكامل جمالي في القصيدة البديعة من حيث :
    الوحدة العضوية التي تتناسق فيها الأبيات بحبكة محكمة النسيج..
    البناء الهيكلي يتناغم مع توافق المعاني وتواردها المتدافق ..
    في لُحمة واحدة من بدايتها ..إلى نهايتها ..
    براعة المطلع الذي يتقن المدخل المثير ..

    هلّ الهلال لشهر الحج..

    إلى حسن الختام الذي ينتهي بالثمرة المرجوة من الحج..
    والله يغفر الذنب إن صدقوا ـ ـ بشرى الحجيج وكان الله توابا.
    تخصيص من اثنين وثلاثين بيتا..أربعة لحال المسلمين ..
    لتتراءى الخلفية الثقافية الكامنة في اللاشعور ..
    الممثلة في التصور الإسلامي الكلي للحياة ..
    ربط الشعائر الدينية ..بسلوكات الواقع ..
    لتتكامل رؤية الشاعر بالمنهج الإسلامي الذي لايرضى إلا بكلية التطبيق الشامل ..في واقع الحياة ..
    وإذا بالشاعر أستاذ..حكيم ..مرشد ..مصلح ..
    يعدد مناقب الحجيج ..ويذكرهم بمثالب الواقع المعيش الذي حصر فيه الدين في المساجد و المناسبات الدينية ..
    وهو سبب ترهل الأمة..
    لنلاحظ جمالية التبطين لمعاني التهاون داخل نسيج القصيدة ..
    فِيْ خَيْرِ مُؤْتَمَرٍ لِلْخَيْـرِ مُنْـعَقِـدٍ ـ ـ في كُلِّ عَامٍ فَحِزْبُ الكُفْرِ قَدْهَـــابَأ
    يخشى التّوحيدَ يُؤْوي امّةً ضعُفَتْ ـ ـ بعد الشتات فصارت فيه أذنابا
    ويُستباح حمى الإسلام في زمن ـ ـ ضاع الجهاد وبات الدين ألقابا
    وعاش فيه دعاة الحــق في ألمٍ ـ ـ وهم يرون نصير الحق كذابا.

    ريشة عبقرية ؛سخية ترسم الواقع في كلمات قليلة ..ولولا سعة الفكر ما كانت فصاحة ..
    تستحق القصيدة وقفة طويلة ..
    أستاذي المحترم ..
    وياليت القارئ يستوعب ويعي..

  7. #87
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    الدكتور سمير العمري
    ذلك الرائد القدوة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معروف محمد آل جلول مشاهدة المشاركة
    . يولد المولود على الفطرة /..و/ التربية في الصّغر كالنقش على الحجر/..وهذه التربية هي التي تصنع النساء والرجال..وتجعل من الإنسان عضوا إيجابيا فعّالا؛أو عنصرا سالبا متطفّلا..
    والرجال مواقف ..والمواقف يصنعها الرجال..وكيفية شقّ طرق السير في حياض الشوك هي التي تميِّز الرجل عن الرّويجِل..
    وإذا كان الإنسان يُقْرأ من سلوكه ولغته..فما حظّ الدكتور سمير العمري من ذلك؟؟
    عادة حينما يندب المسلمون حالهم المتردّي ؛يُعيدونه إلى تخلفهم عن مواكبة سير الحياة ؛وتخاذلهم ؛ووجهلهم بمستجدات الأدوات التي تحدث التغيير في نمطية العيش والتعايش؛وسبل التّطوير؛ومناهج التّنوير..لكننا هنا أمام إنسان عاكس أمواج الوهن ..وعكس الرؤية ؛وارتدى ثوب الحداثة ..وتصدر الريادة ..ونافس ؛وأبدع كما أبدع الرواد عبر التاريخ..
    لم يتخلّف عن موكب النت.. بل هبّت عليه رياح الوافد الجديد؛وعشِقته روح المبادرة فعانقها بذراعين مفتوحين ؛واحتضنها ؛وتوشّح بها رائدا ؛سعادته في إسعاد غيره..وإذا بالحديث الشريف:
    / من أصبح ولم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم / ..
    يرهبه من التّنكر للجماعة ؛وهو المغترب..يوخزه كما الإبر ..ويدفعه دفعا إلى تأسيس ملتقى رابطة الواحة الثقافية ..والمولود الضغير يكبر أمام عينيه؛حتى يشكل مع الأيام صرحا عالميا شامخا بأعضائه الصّغار الذين انطلقوا من / درب الإبداع / وسرعان ما اشتدت سواعدهم وصاروا فحولا..وذاع الصيت ؛وعمّت سمعته الأرجاء ..فالتحق المخلفون متى علموا..والرّجل على قدم وساق؛يتابع ؛ينصح ؛يوجّه يصحّح ؛يُصالح بصدر رحب ؛وذهنية متفتّحة ؛وأذن صاغية..لو اكتفى بهذا لكفاه شرفا ؛ورفعه فوق عرش القدوة..ولكنك سرعان ما تجد هذا العمل الجليل مجرد وسيلة لبلوغ غايات سامية..
    إنه هاجس الرسالة في وجوده يُرغمُ العقل على إتلاف خلايا الدماغ بالتّفكير الدّائم في طرق إعادة صياغة منهج سير المسلمين عامة ؛بعد أن تلطّخ بمخلفات إيديولوجيات تكالبت على المنبع الصافي فكدّرت نقاءه ؛وأظلمت جوانبه المضيئة فيه..لو أصدر بيانا لأساطين الفكر والأدب ؛شعرا ونثرا لكفاه ذلك..
    ولكنه راح يجسّد رؤيته في سبائك الشّعر الذهبية ؛بجماليات لاترضى غير مضامين الحداثة بكلّ معانيها ؛في ثوب عمودي أصيل ..حداثة متحفظة ؛تراعي الأصيل؛تخاف الزيغ والانحراف ..وهو الدافع النفسي الحقيقي للتحفّظ ..والأهم من هذا وذاك ؛هو امتلاك هذا الشاعر الذي تميّز بشعره عن غيره ؛ لمفهوم التّصوّر الإسلامي الشامل الذي لايُهمل الصّغائر..بلانقص ؛وبلا شطط..وهي صفة لاتتأتّى حتى لمن يظن نفسه عالما في حالات كثُر..وقد حذّر العلماء من العلم الناقص..
    حتى قصائده يرتبط فيها التّاويل بمعانٍ مركزية ؛فلا يهيم القارئ ؛يبحث عن فكّ الألغاز..الوضوح والبساطة في العبارة ؛سِمَة ٌبارزة في شعره ؛تُبَطِّنُ معانٍ عميقة لايصلها إلاّ لبيبٌ تمرّس على فهم الكتاب والسنّة؛ومأثور السلف..وإذا بك في كلِّ قصيدةٍ تنتهي إلى آية أو حديث؛فتقع في تناص مع المصدرين..فهو الأدب الإسلامي إذن..وإذَا بشعره مجرّد وسيلة لبلوغ أسمى الغايات ..تبديد ظلام الغواية؛وإنارة الطّريق للعين الّتي صادمها الضباب..لتتكشّف الرّؤية ناصعة البياض..وإذَا بالنّصّ يصرع الأوهام؛ويدمغ الخلفية الثقافية الّتي غذّاها نمير المياه الآسنة الموصولة من كل مكان..فيجلو ما كان مُلْتَبَسا؛وينتهي المتلقّي بعد مُغالبة إلى قرار جديد في نفسه ؛يصحّح المفاهيم ؛ويعيد بناء المداليل..فاستحقّ لقب الشاعر المفكّر ؛والمصلح المرشد لما هو؛ وما سيأتي من أجيال في عالم الشابكة العجيب..حتى صارت الواحة كلها جوابا عن سؤال : كيف تتعاطى الأجيال هذا العالم الإلكتروني..؟؟..
    يتداول الشاعر أشعاره بلغة سلسة فصيحةٍ إلى درجة الفصاحة ..وبصوّر فنية جمالية بديعة ؛بهية؛تسبح دائما في فضاء النّقاء..تستأنس الغريب؛وتقرّب البعيد ؛وتُجسِّد المعنوي..فتبعث المتعة لدى المتلقي ؛وتثير مشاعره..
    وقد تعوّدنا أن أن نُرهق أبطالنا في حياتهم ـ إن حدثت لهم الكرامة واعترفنا بهم ـ ولانعرف قدرهم إلا بعد وفاتهم..وما ينفع المديح بعد ذهاب الرجال؛إذا كانت أعمالهم تتحدّث عنهم ؛ومأثورهم يعيش لهم ..والشاعر يدرك أنني لاأتملّق أحدا..ولاأزيّف الحقائق..بل ما رأيته موضوعية سكبته شايا أخضر ؛وأحطته بحلوياته ..على بساط الورد..
    ومن اللباقة أن نقول للمحسن أحسنت؛ في وقتها؛ كما نواجه المسيء بإساءته..والسّابقون مجّدهم الرّحمان كما أثنى على التّابعين..
    لهذا السبب وغيره الغائب عنّا ؛ندعو الدّارسين إلى قراءة أشعار ترسّخُ إعادة الصياغة ..

  8. #88
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    هطالة الديم للشاعر الطنطاوي الحسيني
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الطنطاوي الحسيني مشاهدة المشاركة
    يا وَاحةَ الْخَيْراتِ يَا هَطَّالةَ الدِّيَمِ
    يَا مُنْتَدى الْفُرْسَانِ يَا خَفَّاقَةَ الْعَلَمِ
    سِيري عَلى وَجْهِ الزَّمَانِ تَبَاهِيًا وَ دَعِي
    مَنْ بَاتَ يُغْلِيهَا مِنَ الثَّوَرَاتِ في الْحِمَمِ
    كَمْ ذَا تَرَبَّى فِي مَرَابِعِ عِزِّهَا وَ نَمَى
    كَمْ أَحْيَتِ الآحْياءَ بَلْ أَزْكَتْ مِنَ الْعَدَمِ
    كُنَّا كَزُغْبِ الْحَرْفِ فِي شَرَكِ الرَّدَى مُزَقًا
    فَاطَّالَقَتْ أطيارَنَا الْوَاحاتُ مِنْ نَغمِ
    مَنْ لَا يردَّ الْفَضْلَ للْأهلِينَ مِنْهُ جَنَى
    مَنْ يُرجِعَ الأفضالَ ذُو فَضْلٍ وَ ذُو كَرَمِ
    يَا واحةً كهُدىً تَجُبِّينَ الْمَدى خَبَثاً
    وَ أَحَالَ بحرُ الْعَذبِ لَفَحَاتٍ إِلَي كُرُمِ
    وَ رَضَابُ طِيبُكِ لَوْ تُذِيْبِيْه عَلى جَبَلٍ
    لَأَحَسَّ صِدقَ الْحُبِّ فَانْصَاعَتْ قُرَى الْحُلُمِ
    سِيري وَ عَيْنُ اللهِ رَاعِيَةٌ لَكُمْ قُدُمًا
    مُزْنًا مِن الْإِبْداعِ أَمْ مُزْنًا مِنَ الدِّيَمِ
    مِنْ مُّخْلِصِينَ عَلَوْتِ مِنْ إِخْلَاصِهِمْ قَدَرا
    كَسَفِينَةِ الْأحْبَابِ تَمْخُرُ غَايَةَ الْهِمَمِ
    رُبَّانُ دَرْبِكِ مَاضِيًا كَالنُّورِ في ثقةٍ
    وَ يُرَشِّدَ الْخُطُواتِ لَا زَلَّتْ حِجَى قَدَمِ
    وَ يُوَزِّعَ الْخَيْرَاتِ وَالْعِرفَانُ مَنْهَجُهُ
    فَاسْعَدْ بِهَا يَا سَارٍ مِمِّا نِلْتَ مِنْ نِّعَمِ
    تَاللهِ نَحْسَبُهُ مَنَارَاتٍ لَنَا عَلَمًا
    قَدْ أَخْلَصَ الِإبْداعَ فَاْنسَاقتْ رَحَى القَلَمِ
    يَا وَاحَةَ الْإِلْهَامِ مِثْلَ الْمُؤْمِنينَ عَطَا
    لَمَعَانُ نَجْمُكِ صَاعِداً رَاقٍ مِنَ الْقِمَمِ
    أَفْرَاسُ جِيْلُكِ نَبْعُ مَدْرَسةٍ وَ مَلْحَمَةٍ
    عَطَّاءةٌ مِدْرَارَةٌ بَرَّتْ نَدَى الْْقَسَمِ
    نِبْرَاسُ شُورَتِنَا بِأَوْطَانِ نُؤَمِّلُهَا
    قرآنُنَا فِيها لَنِعْمَ الْهَادِ وَ الْحَكَمِ
    يُبْقِيكِ رَبَّاهُ مَدَى الْآَزْمانِ مَرْحَمَةً
    لِتُؤَسِّسِينَ الْحبَّ فِي دَرْبِ الَّذِي يَرُمِ

    إن شاء الله

  9. #89
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    إطلالات على إطلالة الدكتور مصطفى عراقي على عالم الدكتور سمير العمري

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد أمين مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم أيها الأحباب ورحمة الله وبركاته.
    أفتح هنا هذه الصفحة في هذا القسم حتى نتدارس سويا ما جاءفي إطلالة د/مصطفى عراقي على عالم الشاعر القدير الدكتور: سمير العمري والموجودة على الرابط التالي:

    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=21672
    وقد جات فكرة هذه الدراسة بعد أن قرأت توضيحا لصاحب الإطلالة بعدم الاحتجاج بما جاء فيها حتى يميز بين ما أبدعه الشاعر حقا أو ما ورد فيه من المحفوظ من غيره من الشعراء السابقين.

    وأرجو قبل أن نبدأ في هذه الدراسة أن نحسن النوايا وأن نبقيها في أطارها الأدبي وأن لا نتكلم في ما هو خارج عن موضوع الاطلالة.
    وسوف نقسم هذه الدراسة إلى عدة أقسام يتناول كل منها جانبا واحدا من اطلالة الدكتور مصطفى.وأن لا نبدأ في القسم الموالي حتى نستوفي ما قبله.

    *موضوع الاطلالة:إطلالة على عالم الشاعر القدير الدكتور: سمير العمري .
    فالعنوان يوحي بأن للشاعر الدكتور سمير العمري عالما خاصا يتميز به عن غيره من الشعراء .ووصف القدير في العنوان يدل على أن صاحب الاطلالة يعلم من خلال معرفته الشخصية،أو معرفته بخبايا عالم الدكتور سمير أنه قادر على هذا التميز من خلال الابداع والتطوير والاتيان بما يتفرد به عن غيره.
    ويشارك صاحب الاطلالة في هذه النقطة عدد كبير من الأدباء والنقاد وبالتالي فلا أظن أنه سيراجعها ويتراجع عنها أو يطلب عدم الاحتجاج بها.
    *لماذا كتبت هذه الاطلالة بداية؟ ولدينا العذر في طرح هذا السؤال لأن صاحبها تراجع أو سيتراجع عنها أو عن بعضها.(مع أننا نقول أنه يحق له ولجميع النقاد أ يراجعوا عن بعض ما كتبوا إن تبين لهم أن هناك سببا لذلك).
    هناك عدة احتمالات لكتابة هذه الاطلالة:
    1-قناعة الناقد بأن شخص الدكتور سمير أو فكره يستحق أن تفرد له دراسة نقدية تليق بمقامه أو بمقام فكره.
    2-قد تكون كتبت مجاملة لشخص الدكتور سمير لأحد سببين:
    أ-كسب مصلحة شخصية جراء هذه المجاملة.
    ب-دفع ضرر متوقع حدوثه من طرف د/سمير.
    وفي كلتا الحالتين لا يصح أن نطلق عليها دراسة نقدية لأن دافعها لم يكن أدبيا.ومراجعتها أو التراجع عليها يكون حين تنتفي المصلحة الشخصية أو الضرر المتوقع حدوثه.
    3-قد تكون كتبت دون قناعة ولكن حياء من آخرين دفعوه دفعا (لسبب أو لآخر) أن يكتبها.وهنا أيضا لا يصح أن نطلق عليها دراسة نقدية لأن دافعها لم يكن أدبيا ويمكن التراجع عنها أو مراجعتها حين ينتفي سبب كتابتها.

    الاحتمال الأول هو الأقرب لأن الثاني و الثالث لا يليقان بمقام شخصية كالدكتور مصطفى.وبالتالي سنبني هذه الدراسة عليه إلى أن يثبت لنا بالدليل القاطع عكسه.

    عموما نقول لأي ناقد متمكن أو مبتديء أنه يحق له أن يتراجع ويراجع بعض آرائه متى وجد سببا وجيها في نظره ويحق لغيره أن يوافقه في هذه المراجعات أو لا .ولكن هناك بعض الأحكام التي لا يمكن مراجعتها عند أولي الألباب كأن يقول أن الشمس مضيئة في دراسته الأولى ثم يتراجع ويقول : يا جماعة لا تحتجوا برأيي هذا حتى أتبين فإني أشك بأنها مضيئة فنقول له حينها يجب عليك مراجعة(مصحة طب العيون).
    ومثال ذلك في الأطلالة قول د/ مصطفى:


    فأي ناظر ومتأمل في هذا العالم الذي يتميز به د/سمير سيرى بالتأكيد هاتين السمتين وغيرهما ولا يستطيع أن يتراجع عن هذا القول إلا جاحد كان سبب كتابته الاطلالة بداية أحد الاحتمالين 2 أو3 وهذا ما ننزه دكتور مصطفى أن يقع فيه.

    كما أن هناك ما يمكن أن يتراجع عنه كأن يقول القائل: السحب ممطرة .ثم يتراجع ويراجع ويقول أنه وجد بعض السحب غير ممطرة .
    ومثال ذلك في الاطلالة قول د/مصطفى:



    فيراجعها ويقول : لا لقد وجدتُ أن عبارة "لا ريب" تؤدي الغرض منها خاصة في بداية القصيدة لسبب كذا وكذا...

    هذه توطئة لاطلالات على اطلالة د/ مصطفى وسوف نتناول في قادم الأيام الاطلالة، كل قسم نُفرد له حيزا يليق به.

    في انتظار ذلك لكم مني خالص
    الود والتقدير

  10. #90
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    قراءة لزاوية واحدة من قصيدة عفا الله عنك

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عماد أمين مشاهدة المشاركة
    ............................


    السلام عليكم والدنا ورحمة الله وبركاته.
    عذرا منك ومن كل الأحبة في واحة الخير هنا إذ سمحتُ لنفسي باقتباس ما سبق -فالقصيدة كلٌّ متكامل لا يصح اجتزاؤها-ولكن حتى أبين ما لا أظن أنه غاب عن أحد وهو الحالة الشعورية الفطرية التي لا يخلو منها قلب الأب الحنون الذي يبقى-مهما فعل الأبناء-صاحب القلب الكبير المتجاوز عن زلاتهم في حالة فطرية لا ارادية -إن صح التعبير-.
    فلنتأمل قوله :



    هنا يقر الوالد بأن الابن بفعلته حرمه من قول "يَا بُنَيّْ".وهذا ليس لحالة غضب أو أنه يريد معاقبته ولكن على ما أعتقد لحالة الصدمة التي لم تزل إلى غاية كتابة هذه الأبيات والتي سببها -الصدمة- عدم تصديقه بأن هذا الفعل الشنيع يصدر من أقرب الناس (الابن).

    ثم بعد ذلك وفي نفس القصيدة( أي نفس الزمان والمكان) تأتي تلك الحالة الفطرية اللاارادية التي تصدر عن كل والد قلبه كقلب د/سمير-ولا نزكي على الله أحدا لأن ما بين أيدينا في القصيدة يثبت ذلك- وهذا من خلال خروج كلمة بني -بقصد أو بدونه- وهذا في قوله :




    فما أعظم قلبك وما أوسع صدرك سيدي.
    وأحمد الله أني تعرفتُ عليك وعلى هذه الواحة الطيبة التي هي كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء وهاهي تؤتي أكلها كل حين بإذن الله عز وجل.
    فما أحلاه وما أطيبه من أكل.

    ..............
    سيدي أظنه ( الابن) والله أعلم حالته كحالة من سعى-من الصحابة- لنشر مقولة ابن سلول عن أمّنا عائشة رضي الله عنها .فقد تابوا إلى الله ورجعوا إلى الجادة وأقيم عليهم الحد.
    أظنه سيتوب ويرجع إلى الجادة.فهو على حسب معرفتي به أهل لذلك.
    وإن كانت الأخرى فعزاؤك أن لديك بدل الابن....أبـــنـــــــــــــــــــ اء.


    هذه قراءة لزاوية واحدة أرى أنه -لأهميتها- تجب الاشارة إليها .


    محبتي وتقديري والدنا

صفحة 9 من 22 الأولىالأولى 12345678910111213141516171819 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قراءة الدكتور مصطفى عراقي في الشاعر الكبير الدكتور سمير العمري
    بواسطة د. محمد حسن السمان في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 10-03-2015, 01:23 AM
  2. رابطة الأدباء والكتّاب الفلسطينين تُكرّم الدكتور العمري
    بواسطة رفعت زيتون في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 31-07-2011, 01:48 AM
  3. لا عدمناكَ يا سميرُ سميرا ! إبتهاجاً بعودة الدكتور سمير العُمري
    بواسطة ماجد الغامدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 14-07-2010, 12:26 AM
  4. رسالة إلى الشاعر محمد عبد الله / أرجو من النقاد المرور
    بواسطة محمد إبراهيم الحريري في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 28-09-2006, 06:29 PM
  5. الدكتور سمير العمري ضيفاً على جمعية الأدباء المصرية
    بواسطة إدارة الرابطة في المنتدى أَنْشِطَةُ وَإِصْدَارَاتُ الأَعْضَاءِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-07-2006, 05:43 PM