أحدث المشاركات

قراءة فى مقال هستيريا» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» نكوص» بقلم الفرحان بوعزة » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» لن أفقد الأمل.» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» قراءة فى مقال مونوتشوا رعب في سماء لوكناو الهندية» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» حصـانة» بقلم محمد ذيب سليمان » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» تدقيق في المعاني النحوية» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» السّر الدّفـين: كيف أنشأ الخليل نظامه العَروضي..؟» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» هل عقلية الخليل عقلية رياضية؟ وهل لها علاقة باللغة والعَروض؟» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» قصة ابن زريق البغدادي مع قصيدته اليتيمه» بقلم هائل سعيد الصرمي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: "وداعاً" .. قصيدة الصرخة في زمن الكسوف

  1. #1
    الصورة الرمزية محمد الشحات محمد شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Sep 2007
    الدولة : القاهرة
    المشاركات : 1,100
    المواضيع : 103
    الردود : 1100
    المعدل اليومي : 0.18

    افتراضي "وداعاً" .. قصيدة الصرخة في زمن الكسوف




    "وداعاً" .. قصيدة الصرخة في زمن الكسوف/ محمد الشحات محمد


    قيلاً القصيدة:-



    اقتباس:


    المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسام خليل نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    سأرد بصمت فاسمعني
    وأبوح بعيني فاقرأني
    في قلبي أغوار شتى
    تتلألأ نورا في عيني
    واللفظ المشلول النائي
    ما عاد يوضح ما أعني
    والحرف المكسور الدامي
    لا يسمن لا يغني عني
    وسطوري لا تحوي نارا
    تحكي عن مضمون المتنِ
    والصفحة ما عادت بيضا
    ء فكيف لها أن تكتبني
    والبحر الهادئ قد أضحى
    مسجورا مختل الوزنِ
    ما عدت أغني يا ليلى
    لن أشعل نارا تحرقني
    ما جئت لأطلب ناركم
    فالبيت تحطم من زمنِ
    فدعيني في صمت إني
    ودعت الشعر وودعني



    ثانياً التأمل :-



    * في زمن الصور المقلوبة ، يختلُّ الوزن ، و تتحطم القيم الموروثة ، فلا مكان لغرسٍ جديد يقوم على المثل ، و لا تأتي الكلمات أو السطور بمكنون الذات ، و ما يدور في خلجات النفس .. ، فقد تتحرر الحريات من ماهيتها ، و تتشكّل في أشياء شتى لا تعني بالمضمون أو الجوهر .. ، و حتى تصبح حرية التعبير شعاراً لا يمتُّ إلى واقع الأغلال و الرقابة بصلة .. ، بل قد يصل الأمر إلى سفك الدماء ، و قتل الأبرياء ، و كسر القلم المسنون ، فيصير بلا فائدة رغم وجوده الصوري ،
    و عندئذٍ لا يكون أمام المرء إلاَّ قلبه الذي يمكنه أن يعبر ، و يُغير طالما ضعفتْ القوة ، و عُقد لسان التعبير .. ، فالقلب هنا أضعف الإيمان في مثل هذه الظروف ، و تكتبُ حروفه النور على مقل العين التي تناشد مَنْ يقرأها ، فيسمع الكلمات التي خبّأها الصمتُ القسري ..، ذلك الصمتُ الذي يحمل بين طياته النجاة من نار الإفصاح ، و ما يكون ردّ فعلها أسوأُ بكثير ..،
    فيتحطم البيت سواء كان بيت الشعر كتعبير عن أصيل اللغة/الهوية ، أو البيت المنزل/السكن و الأمان .. ، و يضيق الكون على الحرف ، و البحر ، و يُمتنع الغناء إن حلّ موعد البكاء ، و شُلّت الحريات ، و غاصت أظافر الظلم الجديدة في القلب

    * كانتْ هذه اللمحة السريعة مِنْ وَحْي قصيدة "وداعاً" للشاعر الصديق "حسام خليل" .. ،

    *بدأ الشاعر بالنتيجة المفروضة عليه ، ليطبقها قولاً ، و كأنها بإرادته :- "سأردّ بصمتٍ " لكنه مازال ينشد أن يسمعه من يهمه أمره بسرعة "فاسمعني" .. ، و لأن الصمت لا يُسمع ، فهناك القراءة ، و لأن اللفظ مشلول و الحرف/القلم مكسور ، فلا مفر من قراءة بوح العيون ، و فيها الصدق/النور النابع من أغوار القلب ، فإذا الآخر أحسن قراءة هذا البوح ، وسمع جيداً للسان الصمت حين يرد ، فسيكون الناتج هو تحقيق مطالبه/أغوار القلب .. ،

    و يستمر الشاعر "حسام خليل" بأسلوب خبري تقريري لوصف الحال على الطبيعة ، حتى ينتهي بما كان ينبغي أن يبدأ به نتيجة للصورة المقلوبة ، و هو "ودّعْتُ الشعر و ودّعني" ، فكأن بداية القصيدة "سأرد بصمتٍ" هو نتيجة خاتمة القصيدة "وداع الشعر" .. ، و في هذه التركيبة للصورة الكلية للقصيدة تطبيق للواقع المقلوب .. ،

    و كأنه يريد أن يقول في زمننا يأتي الحل قبل المشكلة ، و الجواب/الصمت قبل السؤال/الطلب .. ،و يربطُ بين الحب العذري/ليلى و النار .. ، حتى أصبح طلب الحب و الصدق بمثابة شعلة مرفوضة ، و مَنْ يتظلم ، فعليه التظلم داخل نفسه ، و من أراد أن يُغيّر ، فليس أمامه إلاّ قلبه ،
    و هو بذلك يتأثر بالحديث الشريف "مَن رأى منكم مُنْكراً فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، و هذا أضعف الإيمان" ، كما أن الشاعر حين يقول :-"و الحرف المكسور الدامي لا يُسمنُ ، لا يُغني عني" يتأثر بالقرآن الكريم كذلك حين يصف طعام أهل النار بأنه "لايُسمنُ و لا يُغني من جوع".. ،

    و كما أن شاعرنا يستفيد بالموروث الديني ، فإنه يستفيد من الموروث العربي في التضمين بقصة ليلى العامرية ، و قيس بن الملوح .. ، كما أنه يلتزم ببحر الشعر في كنابته ، و إن استخدم بحر المتدارك .. ، فلقد أراد التعبير عن الوداع عمليا حيث كان البحر المتدارك آخر البحور التي ألحقها الأخفش إلى البحور الخليلية ..، و لأن التفعيلة الأصلية لهذا البحر هي فاعلن ، فلقد ألحق بها الشاعر من الزحاف ماجعلها في القصيدة لا تأتي إلاّ على وزن فَعَلُن ، أو فَعْلنْ ليُكسبَ قصيدته حركة و رشاقة في ظل القيد و الكبت اللذان يُحاصرانه ، و قد كان الرويّ مكسور الحركة كتعبير عن الانكسار الداخلي الذي أدت تجربته إلى صرخة الصمت ، و التي عنْونها صاحبه بلفظة "وداعاً" لعلها تكون بداية العودة و اللقيا ..

    الصور ..

    نجح الشاعر في قصيدته رغم قصرها في رسم صورة كلية تتخللها عذة صور جزئية نتجت طبيعياً لتصوير الواقع ، و أثر ذلك على نفس الشاعر ، و أترابه .. ، حتى امتدت هذه المأساة لترفض أن يُفكِّر –شكلاً- في الماضي ، و يبتعد عن فكرة التغيير التي كان يتغنى بها يوماً ، و التي اكتشف أنها تجلب النار و القيد و الهدم و .. و خلافه .. يصور الصمت بأنه الصوت الوحيد/ سأرد بصمتٍ فاسمعني .. ،

    و يصور طلب الحب بالنار/ ماجئتُ لأطلبً ناركم ..، التنوع الأسلوبي هنا في قوله "الصفحة ما عادت بيضاء" كأسلوب تقريري يتبعه أسلوب إنشائي استفهامي "فكيف لها أن تكتبني؟" ، و الكناية في كون الصفحة هي التي تكتبه ، و ليس هو الذي يكتب الصفحة ، مع تكرار ياء المتكلم في "اسمعني ، تحرقني ، ودَّعني ،إني ، عيني ، فاقرأني" كأنه في هذا العالم المحاصر لم يعد يهتم بغيره ، و إنما نفسه أولاً ، فهو إن يطلب ودّ ليلى كأنه يطلب النار لنفسه ، و إن يُشعل للحب شعلة افتتاح و بدء يحترق بهذه الشعلة ، إذن فلماذا لايهتم بنفسه ملتزما بالرد من خلالببلاغة الصمت ، والبوح فقط نوراً من دموع عينيه ، متوسلاً و مُكرّراً نداءاته بعينيه لولي الأمر/العقل الباطن كي يسمعه و يقرؤه..؟

    و على هذا المنوال تكون حركاته و سكناته ، و ردود أفعاله المُغلفة بالصمت ليختتم بتجسيده للشعر ، و كأنه إنسان يودّعه من شدة الضيق ، و أزمة القيود و الأغلال .. ، وفي هذه الصورة يربط بين الشعر ذاته ، و الشاعر .. ، فكلاهما يُعبر عن الآخر في صورة الوداع الذي يكون رد فعله الطبيعي هو الصمت من كلا الطرفين المتداخلين في كيانٍ يعبر عن حرية التعبير و طلب التغيير ، و لكن ...

    و هنا أتوقف لأحيي شاعرنا "حسام خليل" على قصيدته عميقة الفكر ، و سهلة اللفظ ، و نقية التصوير ، و رسالته التي أوصلها لكل الجهات المعنية ، بحرفية شعرية ، و تقنية عالية .. ،
    و أهمسُ -مُحباًّ- له :- أرى أنك قدْ جعلتَ الصورة المقلوبة هذه ، و كأنها شيءٌ غريب يُعادلُ أولى الصدماتُ الكهروشاعرية بالنسبة لك ،

    فهل كل مايتمناه المرءُ يُدْركه؟
    و هل التغيير مطلب أفراد ، أم أنه سمة من سمات الحياة؟

    و الحياة تحكمها نواميس كونية ، و معايير ثقافات القوى ، و القيم الثابتة ، و القيم المُتغيرة ..
    و من الطبيعيّ جداً أن تبدو الصورة أحياناً مقلوبة ، و هذا الانقلاب تغييرٌ في حدّ ذاته ، ثم تهتز هذه الصورة و تتحرك حتى يأتي تغيير آخر ، و قد يكون من وجهة نظر بعضهم أن هذا التغيير هو الوضع السليم ، بينما يكون هذا الوضع من وجهة نظر آخرين هو الوضع المقلوب ..
    و مابين الوضعين يكون الضحك و البكاء ، و الصرخة و الصمت ..

    و منْ هذا المنطلق قد يكون الصمتُ تغييراً ، و التغيير ليس بالضرورة يوافق كل الأمزجة ..،
    لكنه بالضرورة يُولد لدينا انفعالات و دوافع تختلف باختلاف الثقافات الزمكانية ، و معاييرها
    و منْ هذه المتناقضات و الانفعالات تُكتسبُ الخبرات ، كي يُفرزَ المبدعُ أثراً إبداعيا ، مثلما قصيدتكم الذاتية الكونية "وداعاً" .. ،

    و تعدُّ هذه القصيدة حالة من حالات الإبداع الراقي ، و الذي ينجمُ عنه سرعة الاستجابة للأثر

    و ما الإبداع إلاّ أثرٌ يُلامسُ الفكر و الوجدان .؟

    شكراً لكَ أخي و صديقي لأنك أمتعتنا بهذه الشعلة الناطقة في زمن الصمت .



  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    وشكرا لك ناقدنا الكبير هذه القراءة الوافية في القصيدة
    وجدنا أنفسنا في البداية أمام نص ماتع اللحن متين البناء
    فإذا بدراستكم تضيء مساحات من الجمال لم تكن عدسات قراءاتنا قد التقطتها
    وكان لا بد عندها من العودة للقصيدة لمزيد من التذوق وقد سطعت عليها تلك الإضاءات

    دمت متالق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. مسرحية بعنوان : الكسوف
    بواسطة بالنوي مبروك في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-03-2024, 10:34 AM
  2. وداعا داعا وداعا/ لتخليد ذكرى استشهاد الشهيد عدنان.
    بواسطة نادية بوغرارة في المنتدى مُنتَدَى الشَّهِيدِ عَدْنَان البحَيصٍي
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 28-12-2012, 07:19 PM
  3. الكسوف للشاعر مبروك بالنوي
    بواسطة جلول بن يعيش في المنتدى مُخْتَارَاتٌ شِعْرِيَّةٌ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-07-2012, 08:39 PM
  4. مجرد""""كلمة"""""ترفع فيك أو تحطمك........!
    بواسطة أحمد محمد الفوال في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 11:27 AM
  5. وداعا ً يا ضيا عيني وداعا
    بواسطة عبد المجيد أبومأمون في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 12-02-2006, 08:21 PM