|
سألت الفتى عن سؤالٍ يُرادْ |
فقال الفتى لي : أنا السندبادْ |
ومِن أينَ جئتَ تقاسي الرّدى |
إلى أينَ تمضي أيا ابن العبادْ |
أنا تاجرٌ من عصورٍ مضت |
خلت من ظلامٍ شبيه الفسادْ |
غريبٌ أنا من ديارِ العراقِ |
ألا إنها موطني في الفؤادْ |
عزيزٌ بأرضي وفي دولتي |
ملوكٌ يقودونَ كلَّ البلادْ |
ببغداد أشتاقُ شوق المحبِّ |
إلى الكرخِ والرصف نعم المهادْ |
بناها أبو جعفرٍ والرشيدُ |
فصارا بذكرى كتابٍ يُساد |
ومن خلفهم جاء أبناؤهم |
على هديهم عاودوا بالعمادْ |
إذا غبتُ عنها أتوق الرجوع |
إليها ففيها سيحلو الرقادْ |
ومهما بعدتُ عن الحارةِ |
فتُروى الحكاياتُ من شهرزادْ |
بدار السلام ألاقي الشيوخَ |
الكرام فهم علموني الرشادْ |
جعلت صحيحَ الأحاديثِ شرعي |
فما الرفض ديني ولا في اعتقادْ |
ويوماً على نهرِ دجلةَ قلتُ : |
أتتكَ الشرورُ بحكمٍ جمادْ |
وقلتُ : تلق الأمور بصبرٍ |
كبيرٍ وصدرٍ عظيم الجهادْ |
فكم نزهة فيك للناظرين |
لتمحو جروحاً بغيرِ ضمادْ |
عسى أن ترى بالعراقِ الجنودَ |
الذين استعدّوا بكلّ العتادْ |
فقال الجوابَ الذي ينتهي |
به العمرُ والنصرُ والإجتهاد |
عراق الزمانِ الذي ساد دهراً |
أُصيبَ بشرٍّ وأفشى الحدادْ |
عساهم يروا بالشعوبِ الفداء |
ونصراً بيومٍ عظيم الجلاد |
فلا هم أعانو العراق الحزين |
ولا هم أعادوا بناءَ الرماد |
وحتى استمالوا علينا بميلٍ |
بحقدٍ ومكرٍ وغدرٍ يُعاد |
وقد دمّروا موطني ها هنا |
ومجدي وأرضي وعزٌّ يُسادْ |
قد استفردوا الرافدينِ المفدى |
ألا لعنة اللهِ بالإنفرادْ |
وبشرى البشير التي لم تصل |
لمستبشرين بسحق العنادْ |
فسبحان من لا ينام العصور |
إلهٌ رحيمٌ غفورٌ وهادْ |
إلهي الذي لا إلهَ سواكَ |
لك الحمد حمداً كثير العدادْ |
وأدعوكَ يا ربِّ مستنصراً |
بك الكونُ قد قام بالانقيادْ |
لتنصر عراقاً كنصر الصحابِ |
وتعطي لنا رحمةً بالعبادْ |
بلادي بلادٌ يراها القمر |
فينسى الهموم وينسى السهادْ |