أحدث المشاركات
صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123
النتائج 21 إلى 24 من 24

الموضوع: بينَ السُهادِ والكرى

  1. #21
    الصورة الرمزية طائر الاشجان شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    الدولة : المملكة العربية السعودية
    المشاركات : 1,048
    المواضيع : 41
    الردود : 1048
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    في الواقع أن موضوعاً مثل هذا احتوى مداولات غنية بالفكرة وجميلة في أسلوب الطرح مما يثير اعتزازنا بوجود أقلام تحتضنها الواحة هي بهذا العمق التقافي الساطع ، زيادة على ما ذكرت فقد بلغ عدد زوار هذه الصفحة ما يقارب 660 قارئاً حتى اللحظة ، وهو أعلى رقم حظي به موضوعٌ في دوحة التفعيلة على الاطلاق باستثناء (من أسفار الصدى ) للكاتب الاندلسي ، ويطيب لي بعد تعقيبي هذا أن تشفع هذه المقدمة لتثبيت الموضوع ، وإتاحة الفرصة لاطلاع الكثيرين ممن فاتهم هذا المورد الخصب ، ولا بأس من استئناف الحوار لمن يريد ، أما أنا فلي عودة لتشخيص النص من الوجهة الادبية بعيداً عن السياسه .

    تحياتــي وتقديري
    طائر الاشجان
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #22
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    أخي الكريم طائر الاشجان

    اشكر لك تشجيعك وبانتظار نقدك القّيم

    تقبل احترامي وتقديري
    سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

  3. #23
    الصورة الرمزية طائر الاشجان شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    الدولة : المملكة العربية السعودية
    المشاركات : 1,048
    المواضيع : 41
    الردود : 1048
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    إن أول حرفٍ استهلت به الكاتبة نصها الغني هذا يضع أقدامنا على ردهةِ التساؤل ، هل كان عبثاً أن بدأت بحرف العطف هذا ؟ وتأتي الإجابةُ كلا .. لكأني بها تستأنف الدوران في فلك هذا الوجود الهائل ، ليست وحدها بل أن كل ما يحيطها في حركة دوران تبدأ من الشمس ( تجري لمستقرٍ لها ) وتنتهي بالأيون في الخلية الحية .
    وإذاً فمجرد حرفٍ يقودك إلى أبعاد الدلالات التي ينطوي عليها بلا مصادفة ، فابن لك ما تريد من العبارات في منطقة الحذف ما قبل واو البدايةِ إن شئت .
    ويبدأ تشكيل الصور فتقدم لنا يسرى المدى كما لو كان جبروتاً يجتث النهار في لحظات الغروب ، وتأتي على إثره عواصف الفكر والأنواء التي تجوب حدوده ، فما أن يحل الليل إلا ويدخل كل شئ في عالم الخيال والاحلام والسبات ، وفيه تطيب مناجاة النفس لمخلوقات الله ، والتأمل في ملكوت السماء .

    الليل لباسٌ ، يطيب فيه الكرى لذوي النفوس الخالية ، لكنه لشاعرتنا لظىً مشتعلةً ، تسلب النوم من مقلتيها :

    والليل بين جناحه رست المدائن كلها الا مدينةُ مقلتي

    ويحضرني في هذا المعنى قول أحد الشعراء :

    ينامُ خَليّ القوم ملئ جفونِهم ... ونومُ ذَوي الشوقِ المُبَرّحِ كالعَدَم

    وفي استعذاب جميل يعيش المرء غارقاً في لجة أفكاره ، متناسياً الارق ، تكتنفه ألوان الطيف ، التي عبّرت عنها الكاتبة هنا بالشفق ، وهو انعكاسٌ لجوّ نفسي حالم يُحاكي لون الذهب في الاصفرار والبريق .

    لازلتُ أسكنُ لجة الشفق المهاجر من قريب ولستُ أُدركُ ماالأرق ،

    وتسترسلُ يسرى في باقةٍ - زخات - من التساؤلات المُجهَدةِ ، تنتزعُها من فم الحِكمة عُنوَه ، فتأتي أبعد من مجرد استفسار ، وقد لا تتعمدُ الرتل الموَقع في الجناس بعين الرصد والتقصّي ، ولكنه يجيءُ تلقائياً ، فلفظا :
    ( يعبثُ ) و ( يُبعثُ ) في جملتها تلك ليسا وليدَي الصدفة كما يتراءى في القراءة السطحية ، لكنه في عين العمد سواء بإرادة الكاتبة أم بإدراكها الحسي كموهبة .

    وتنتهي بها إلى حالةٍ من اليأس فتُشَطر أسئلتَها إلى اسلوبين ، استعلامي وتقريري حين تقول :

    كيف المصير ُ؟ وكيف نلقى فجرنا الموعود والروح يجهلها الكرى؟؟!! ويجهلها الجواب

    ولا تجد أدق من وصفها بجرس هاتفها الذي يرن ويأتي معه بالمفاجئات دوماً .

    ولعلي أتحفظ على بعض ما تحيطه الكاتبة بطابع الخصوصية في خبايا النص وهي تدرك تماماً ما تريد لكنها تحث نفسها على استجلاء المعاني بعد هدوء العاصفة وحين يخيم السكون ، إنها لحظات التجلي في هدأة الروح ، وتعيش هذه اللحظات بكيانها ، وحين يتم الإندماج التام نراها تنبس بالحكمة :

    00الموتُ ليسَ نهاية00 والحقُ ميثاقٌ غليظ 00والعدلُ دستور الاله 00والكلُ يحبِسهُ الحساب.

    ونصل مع يسرى إلى نهاية رحلتها التي توصي بالاتكال على الله في شؤونها فهو وحدهُ القادرُ على تدبير أمور عباده ، وهي إيماءةٌ إلى وجوب التسليم بكون القدر المتحكم في هندسة معالم الطريق ، وتوجيه أشرعة السفن . وكأنها تقول لنا :

    " مَشَيناها خُطىً كُتبتْ علينا ... وَمَن كُتِبَتْ عليهِ خُطىً مَشاها "


    تحياتي لكاتبتنا الجميلة وتقديري العميق .
    أخوها / طائرالاشجان

  4. #24
    الصورة الرمزية يسرى علي آل فنه شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    الدولة : سلطنة عمان
    المشاركات : 2,428
    المواضيع : 109
    الردود : 2428
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    أخي الطيب طائر الاشجان

    كنت اتوقع ان تتناول عيوب النص اللغويه

    لكنك اسعدتني عندما تناولت شرح النص بجمالية ملفته

    ولو طلب مني ذلك لاعجزني ان اجاريك

    ممتنه وسعيده بتقديرك للسطور

    تقبل وافر شكري دائماً

صفحة 3 من 3 الأولىالأولى 123

المواضيع المتشابهه

  1. صفحات السهاد !!
    بواسطة أحمد صفوت الديب في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 20-03-2022, 07:54 PM