أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: محمّد سعد الله شمص "كلماتٌ" في حقولٍ أدبيّةٍ تموجُ بالسّنابل

  1. #1
    الصورة الرمزية حسين أحمد سليم قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2008
    العمر : 71
    المشاركات : 163
    المواضيع : 130
    الردود : 163
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي محمّد سعد الله شمص "كلماتٌ" في حقولٍ أدبيّةٍ تموجُ بالسّنابل

    محمّد سعد الله شمص "كلماتٌ" في حقولٍ أدبيّةٍ تموجُ بالسّنابل الحِكميّة
    بقلم: حسين أحمد سليم

    ما قبلُ, سكبَ المُدادَ سيّالاً على لسانِ اليراعِ الحاني, تشكيلَ رؤى الفكرِ الحُرِّ في عرائسَ جمالٍ, تتماهى بما تكتنزُ منَ المعاني فوقَ القراطيسِ, لتولدَ باكورُ الخلقِ والإبداعِ في مجموعةٍ من "كلمات"... إيحاءاتُ رؤىً خاصّةً تناهت لتفكّرهِ العلميِّ, فحرّضت أحاسيسهُ الهاجعةُ في دفائنِ كوامنهِ, وراحَ يُمارسُ البوحَ الحانيَ لوجعِ النّفسِ البشريّةِ, وفي البوحِ الجريءِ ارتسمت عناوينَ كثيرةً, كانت تضجُّ في خيالاتهِ على شاكلةِ صورٍ مُثلى, تعكسُ المُعاناةَ المُزمنةَ في النّفوسِ المُعذّبةِ, الرّازحةُ تحتَ نيرِ القهرِ في متاهاتِ الضّياعِ ...
    استنبتَ بذورَ وليدهِ الأوّلَ "كلمات" في تُربةِ الحياةِ, فاهتزَّ الثّرى مُرتعشاً بحبرِ الحقيقةِ, وانفلقَ النّوى عن براعمَ الكرمِ والعطاءِ, فولدَ الحُبُّ في البعدِ بالأمالِ المرتجاةِ... وغدت عقلنةُ أكمامُ الفكرِ تتفتّقُ عن مياسمَ الوجدانِ, وراحت قلبنةُ الإلهاماتِ تتشكّلُ سنابلَ حكمةٍ, تموجُ تواضعاً بانسيابٍ في حقولِ الخلقِ والإبداعِ... تتوالدُ من تخاطرِ الأفكارِ بامتداداتِ اللامتناهياتِ, لتنسكبَ حبراً متماوجاً فوقَ مساحاتِ الأوراقِ, يتّقدُ بأوجاعٍ موروثةٍ من أمسِ الأجيالِ, تُثيرَ ثورةً بيضاءَ في هدأةِ النّفوسِ, الهاجعةِ انسطاحاً في ضجعةِ غيبوبةِ إهراءاتِ الإنسانيّةِ...
    أبحرَ محمّد سعد الله شمص في أبعادِ الرّؤى الإنسانيّة, فرأى ببصيرتهِ المُعقلنةِ بالتّفكّرِ, أنَّ القلقَ من مواريثِ الأمسِ في الحاضرِ لتشكيلِ الغدِ, هو خوفٌ ذاتيٌّ مُتوالدٌ يجتاحُ النّفوسَ قدراً, فتنتفضُ الغرائزُ من هجودها في سكينةِ المشاعرِ, تُخضعُ الإنسانَ لرهبوتها وتحملُ بهِ بعيداً, ترودُ متاهاتِ الشّقاءِ والعذاباتِ في أدغالِ الضّياعِ... مُحاكاةُ الآمال المرتجاةِ في رؤى الأحلامِ, تُراودُ الأفكارَ للإرتحالِ في الإمتداداتِ بحثاً عنِ الغدِ الحلمِ, فإذا ما تهاللت الكلماتُ أنجمَ هديٍ ورشادٍ في الفضاءاتِ, تتوامضُ بسنابلَ من قصارَ الأقوالِ الحكميّةِ, وتتلامعُ في أجواءِ الحقولِ المتراميةِ الأطرافِ, لتتشكّلَ في مساراتٍ من إيحاءاتِ الوعيِ والإدراكِ, لَتُهذّبَ جموحَ الغرائزَ والمشاعرَ التي تُغري النّفسَ ويهتزُّ لها الكيان...
    اقترنت "كلماتُ" محمّد سعد الله شمص في كتابِ الأمسِ, تحابباً وتعاشقاً وتهايماً في مودّةٍ ورحمةٍ, فحبُلت أرحامُ الأفكارِ بأجنّةٍ من فلسفاتِ مُحاكاةِ الكلماتِ, وتمخّضت رؤى الوعيِ والإدراكِ بالتّجاربِ التّربويّة والحياتيّة, عن ولادةِ "حقولٍ وسنابلَ" في كتابٍ آخر, فأتى الوليدُ الجديدُ مُكتنزاً بسماتِ شقيقهِ الأكبرَ مع فارقِ التّوصيفِ في المحتوياتِ... تجسيداً لمطاراحاتٍ من قلبِ معتركاتِ الحياةِ في مُعاناةِ المجتمعاتِ, تفاعلت في كينونةِ معظمةِ الذّواتِ الإنسانيّةِ المُتحسّسةِ للآلامِ, وتلظّت جمارها في ذُكاءِ نيرانِ الأوجاعِ المُتعاظمةِ في النّفوسِ, والتي غدت ترمي بأثقالِ كلاكلها إرهاقاُ للأجسامِ, التي تنوءُ وترزحُ تحتَ عذاباتٍ من مسد...
    يُمارسُ محمّد سعد الله شمص جرأةَ البوحِ الأدبيِّ, ويحملنا على صهواتِ حروفهِ وكلماتِ حقوله وسنابله, والمُبحرةُ في معالجةِ قضايا تمسُّ الشّؤون الحياتيّة في الصّميمِ, ويرودُ بنا عوالمَ سياسيّةَ وإجتماعيّةَ ودينيّةَ ومذاهبَ فلسفيّةَ, بأسلوبٍ سلسٍ مترابطٍ مُحبّبٍ سهلٍ وممتنعٍ في آنٍ... بحيثُ نشعرُ ونحنُ ننهلُ من معينِ كتاباتهِ المنوّعةِ, وكأنّنا نُمارسُ الولوجَ الإنسيابيَّ الأثيريِّ في قلبِ حقيقةِ الوجودِ, تمهيداً للإنتقالِ الرّوحيِّ عقلنةً وقلبنةً إلى ما ورائيّاتِ هذا الوجودِ... في محاولةٍ مُدركةٍ وواعيةٍ لإستيعابِ المفاهيمِ الإنسانيّةِ, إنطلاقاً من الإيمانِ بوحدانيّةِ الله تعالى, وما أنزلَ من لدنهِ من كتبٍ على قلوبِ الأنبياءِ والرّسلِ, دونَ تفريقٍ لما أوتيَ النّبيّونَ من ربّهم, لتستمرَّ الحياةُ بالحقِّ والعدلِ والعقلنةِ والمحبّةِ والإنسانيّةِ...
    يُناقشُ محمّد سعد الله شمص في كتابهِ "حقولٌ وسنابلٌ" بعضاً من الأمورِِ الهامّةِ, التي تُشغلُ عقلَ الإنسانِ في علاقاتهِ مع الخالقِ وع ذاتهِ ومع أفرادِ مجتمعهِ... فتراهُ يُحدّثنا في الحقلِ الأوّلِ, تحتَ عنوانِ "الكلمةُ أشدُّ الرّماحِ طعناً" عن: "الإنسانَ والوجودَ, مأساةَ العقلِ, جداولَ الإنسانيّةِ, الإنسانَ والحقيقةَ, الدّينَ والفلسفةَ, كلابَ الشّهوةِ, الرّياءَ والغدرَ, الحربَ والسّلمَ, العارَ, الذّاتَ, الإنسانَ والدّينِ, السّرَ والنّساءَ, الجمالَ, العصبيّةَ والعشيرةَ, الطّائفيّةَ, دينَ العصرِ, الباطلَ, الأملَ, الإنسانَ والماضي, اإنسانَ والموتَ, السّيفَ والقلمَ, الشّرفَ والكرامةَ, النّفسّ, العجلةَ, لغزَ الحياةِ, الإيمانَ, الشّرّ, الحُبَّ, مملكةَ المستحيلِ, الحقدَ والتّعصّبَ, النّميمةَ, الوشايةَ, الطّمعَ, الغرورَ, الإرادةَ, أحلامَ العاجزَ, وفاءَ وإخلاصَ, الصّداقةَ والمالَ... ثُمَّ ينتقلُ بنا إلى الحقلِ الثّاني, ليُحدّثنا تحتَ عنوانِ: "الحكمةُ دُرّةٌ سرقها العُقلاءُ من المجانينِ" في مجموعةٍ من الآراءَ والحِكمَ, تُضفي على الكتابِ قيمةً أدبيّةً وفكريّةً ثريّةً قلَّ نظيرها, توصيفاً وتقييماً مع ما يُماثلهُ من الكُتبِ...
    محمّد سعد الله شمص بما تفتّقت بهِ قريحتهُ المُكتنزةُ بخلاصةِ تجاربِ الحياةِ, من خلالِ ما يكتنزُ بهِ كتابهُ الأوّلُ "كلمات", وما يزخرُ بهِ كتابهُ الأخيرِ "حقولٌ وسنابلٌ", تُتوّجهُ أفكارهُ ورؤاهُ وخواطرهُ وطروحاتهُ وكلماتهُ وحكمهُ وقصارُ الكلماتِ, أديباً وحكيماً وكاتباً وهادياً وقدوةً ومثلاً أعلى يُحتذى بهِ ويُقتدى... تفخرُ بهِ بلدةُ "بوداي" البقاعيّةَ, مسقطَ رأسهِ, وتتماهى اعتزازاً بطيفهِ النّورانيٍّ, الوامضِ في قلبِ هلالِ غربي مدينةِ الشّمسِ المُشرقِ, يرسمُ في الأفقِ بفلسفةٍ تجريديّةٍ, لوحةً سورياليّةً لرؤى مُحاكاةِ الأملِ المرتجى للغدِ, تحفُّ بهِ كواكبٌ وأنجمٌ وأقمارٌ تتلألأ بالفنونِ والآدابِ والعلومِ والمعارفِ...
    معاً ننهلُ بعضَ القبساتِ من حِكمِ الأديبِ الحكيمِ محمّد سعد الله شمص...
    "لا تطلبَ خيراً بشرٍّ, ولا حقّاً بباطلٍ, ور رفعةً بضعةٍ".
    " لا تنشرَ شراعكِ والرّياحُ عاتيةٌ".
    " لا تسرجَ لحربٍ وأهراءكَ فارغةٌ".
    "أعجنِ الكرمَ ولا تخبزهُ فطيراً".
    كُنْ كالياسمينَ الذي لا يحملُ عطرهُ إلاّ لنسيمِ الليلَ".
    قُلّْ كلمةَ الحقَّ ولو كانَ الباطلُ وليُّ أمركِ".
    "لا تهُنْ لإذا حاصركَ فقرٌ, ولا تعتزَّ لإذا رافقكَ غنىً".
    "إحفظْ بفائضِ يُسركَ لأيّامِ عُسركَ, وبماءِ عافيتكَ لعطشِ مرضكَ".
    "لا تطلبَ حكمةً من فتى, فما لخكرٍ عُصرَ حِصرمُ".
    حسين أحمد سليم
    hasaleem

  2. #2
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    قراءة جميلة في أدب محمّد سعد الله شمص ، بكتابيه "كلمات" و "حقول وسنابل"
    وبلغة أدبية متفوقة بصورها واستعاراتها ، وجدتني هنا في نص ملفت ومميز

    تحيتي لقلم كبير متابع للمشهد الثقافي العربي بتفرعاته

    دمت بألق
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

المواضيع المتشابهه

  1. صوتك في حقول صباحاتي (2)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 23-07-2009, 06:02 PM
  2. مجرد""""كلمة"""""ترفع فيك أو تحطمك........!
    بواسطة أحمد محمد الفوال في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 28-05-2009, 11:27 AM
  3. صوتك في حقول صباحاتي (5)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 29-10-2008, 06:11 PM
  4. صوتك في حقول صباحاتي (4)
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 26-10-2008, 12:55 AM
  5. صوتك في حقول صباحاتي
    بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 21-10-2008, 03:16 PM