ثلاثون عاما من الصمت تكفي
ثلاثون عاما من الحزن تكفي
ثلاثون عاما من الكبت تكفي
ثلاثون عاما من الاغتراب
نرتل في الليل أشعارنا إننا عائدون
ونرسم وجه الصباح الذي لا يجيء
وكنا اذا ما فتحنا الى الفجر بابا
تراءى لنا بعده مغلقا ألف باب
ثلاثون عاما من الاغتراب
سجون طوارىء إعلام إفك نظام مريض حماقه
ودفتر أحوالنا في بلاد السكوت خضوع وفاقه
وكنا إذا نام جرح أتى الف جرح أفاقه
نعتق ما قد تبقى من الأمنيات
كأن الزمان الذي بتغيه بخيل
وإنا وجوه من الفجر
لا ترقب الموت لكنها ترقب الانطلاقه
لكم ألف وجه وخلف الوجوه التي تلبسون وجوه عديدة
وتستعبدون الشعوب التي أمنتكم
وتبتكرون من الزيف يأيها الحاكمون صنوفا جديدة
وقد فجر الظلم صوت الحياة وأشعل فجر المنى في القصيدة
رياح جديدة
وجوه جديدة
يقولون شمس الضيا أدبرت واستقالت ولكننا لا نراها بعيدة
على مشرق الحلم فجر جديد يشق الأفق
وتروي الدماء الذكية أرضا حلالا
وتحتضن الارض أرواح من قبلوها لتحيا بلادي
بلادى التي أعشق الفجر فيها
أتيتك والشوق يحملنى يا بلادى
لأجلك حررت سيفي وأيقظت خيلي
وصالحت أيام عمري بلادي بلادي
وودعت صمتي وبايعت قلبي على الاتحاد
لقد عاد من صفحة المجد يوم جميل
به نلتقي والحياة
وقد أقبل الحالمون بصبح جديد وبالياسمين
بطوق النجاة
وإن الظلام الذي في بلادي عتيِّ بغيّ
كمثل الولاة العتاة
تباعا ستسقط أصنامكم لا محالة
فإن البقاء مع الظلم ضرب من الاستحالة
وإن الفساد يجهز أوراقه للرحيل
فإما الرحيل وإما الإقاله
أخي صاحبي في بلاد العروبة انا سواء
فلا تنحني من جديد كرهنا المذلة والانحناء
لقد احرق الظلم أرواح من أسسوه
وأقبل فجر الندى بالضياء
على صفحة الأفق نقش جميل حروف تنير السماء
فحاء وراء وياء وتاء
فلا وقت للظلم لا ليل يبقى
اذا الحق جاء