سامحك الله أخي الأخيل. كنت أظنك تنسى.
مهما يكن من أمر فهذه هي القصيدة التي ذكرت لك وهي من قديمي. أرجو أن تغض الطرف عنها قليلاً

صَافَحَتْ بِالطُّهْرِ جَدْبَ العَيْشِ فِيَّا
فَاسْـتَحَالَ القَفْرُ بُسْـــتَانًا نَدِيَّـــــا
وَأَطَـــلَّ العُمْـــــرُ مِنْ غُرْبَتِـــــهِ
يَشْــــتَكِيهَا أَنَّـــهُ مَا زَالَ حَيَّـــــا
وَاسْـــتَفَاقَ القَلْــبُ مِنْ غَفْوَتِــــهِ
بِجَنَاحِ الشَّوْقِ يَطْوِي البُعْدَ طَيَّــا
وَأَنِيْــــنُ الطِّفْــــلِ فِــي دَاخِلِــــهِ
لِحَنِيْنِ الصَّدْرِ يَرْوِي العَيْنَ رَيَّــا
إِنَّهَـــــا أَحْـــــلامُ وَلْهَــــانٍ رَأَى
فِي ابْتِسَـامِ العَيْنِ نُورًا سَرْمَدِيَّــا
رَسَــمَتهَا رِيشَـــةُ الإِحْسَـاسِ فِي
نَاظِرَيهَــــا وَاحْتَوَتْهَـــا مُقْلَتَيَّـــــا
كُلُّ مَـــا فِيْهَـــــا نَسِــــيمٌ نَاضِــحٌ
حَالِــمَ الأَنْفَـــاسِ يُحْيِينَـا شَذِيَّــــا
يِتَهَادَى السِّــــحْرُ فِي خُطْوَتِهَـــا
كَفَرَاشٍ دَاعَبَ الأَزْهَـــارَ غِيَّـــــا
وَيَغَـــــارُ النَّجْـــمُ مِنْ طَلْعَتِهَــــا
يَرْتَقِي العَلْيَــــا وَيَأْتِيــهَا سَجِيَّــــا
لَهْفَـــةٌ فِيهَــــا تَسَــــاقَينَا الهَــوَى
نَئِــــــدُ النَّجْـوَى وَنَبْكِيهَا سَوِيَّـــا
أَيُّ عِشْـــقٍ ، أَيُّ قَلْــبٍ حَائِـــــرٍ
أَسْرَجَ الوَجْــدَ فَأَشْــــقَانِي مَلِيَّـــا
وَاسْـــتَبَاحَ الدَّمْـــعَ مِنْ مَكْمَنِــــهِ
وَلِعَيْنِي قَبْـــلُ قَــدْ كَانَ عَصِيِّــــا
أَيْــنَ مِنِّـي هَمْسَــــةٌ فِي دِفْئِهَــــا
أَجِــدُ السُّـكْنَى وَأَحْيَا فِي الثريَّـــا
أَيْـــنَ مِنِّــي مِنْ فُـــؤَادِي وَطَــنٌ
عِشْـــتُهُ فِيهَــا وَمَا عَاشَـــتْهُ فِيَّــا
أَيُّها السَّـــارِي إِلَى عِطْـرِ الرُّبَى
زَهْـــرُهُ أَدْمَــى وَمَا أَبْقَى لَدَيَّـــــا
قَدْ صَبَبْتُ الصِّــدْقَ فِي رَشْـــفَتِهِ
فَسَـــقَانِي بِالنَّوَى كَأسًـــا فَرِيَّــــا
وَتَبِعْــــتُ الدَّرْبَ فِي خُطْوَتِـــــهِ
فَتـَــوَلَّى وَالأَسَــى يَقْضِي عَلَيَّـــا
فَإِلامَ الصـَّمْتُ فِــي حَضْرَتِـــــهِ
وَإِلامَ النَّــوْحُ مَغْـــدُورًا وَفِيَّــــــا
أَيُّهَـــا القَلْبُ المُعَنَّـــى بِالهَــــوَى
شَـــمْعَةُ الآمَـــالِ لا تُغْنِيكَ شَيَّـــا
كًلَّمَــــا قُلْــــتُ تَجَلَّــــدْ وَاتَّئِــــــدْ
عَنْ سَرَابٍ فِي هَوَاهَا قَلْتَ هَيَّـــا
عِشْتُ عُمْرِي بَيْنَ لَيْــلٍ وَضُحَى
أَمْتَطِي الجـــدَّ بِعَـــزْمٍ فِي يَدَيَّــــا
سَــرَقَ الحُزْنُ حَيَــــاتِي وَمَضَى
لَمْ أَذُقْ مِنْ مُتْعَـــةِ اللَّهْـــوِ صَبِيَّا
أَيُّهَـــا الطِّفْــــلُ الذِي لَمَّــــا يَزَلْ
فِي خَرِيفِ العُمْرِ ظَمْآنًـــا أَبِيَّــــا
أَشْــــرَقَ الإَصْبَاحُ فِـــي لُمَّتِـــهِ
وَأَنِيْـــنُ الشَّـــوْقِ يُرْدِيـــهِ شَقِيَّـــا
فَاعْذُرِيْنِــي إِنْ تَعَاقْرْتُ المُنَــى
أَوْ عَزَفْتُ الحُزْنَ لَحْنًـــا شَــاعِرِيَّا
أَوْ نَقَشْـــتُ الصَّــبْرَ فِي مِعْصَمِهِ
أَوْ تَسَــلَّى القَلْبُ مِنْ وَجْدٍ وَحَيَّــا
إِنَّنِـــي بِالحُبِّ أَحْيَــــا شَـــــاعِرًا
وَبِطُهْرِ النَّفْسِ أَسْـــــتَبْقِيهِ حَيَّــــا
صَـــاخِباتُ الحُسْــنِ لا تَفْتِنُــــــهُ
إِنَّمَــــا الرُّوحُ وَإِطْـلالُ المُحَيَّـــا
وَشَذَى الأَفْكَــــارِ فِي مَنْطِقِـــــهَا
وَوَفَـــــاءٌ دَائِــــمُ الوُدِّ وَرَيَّـــــــا
لَيْسَ صِــدْقُ الحُبِّ فِي رَجْفَتِــــهِ
إِنَّمَـــا عَهْـــــدٌ وَعَيْشٌ نَتَفَيَّـــــــا



تحياتي وتقديري
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي