|
لأنـي دائـمـا رجـلٌ حقيقي |
أحـبُّ السير منتصف الطريق |
سـأذكـر مـا يـؤرِّقني إليكم |
وأنْـقـلـه بلا خوفٍ وضيق |
أرى شـعـبي تمزِّقه الرشاوى |
ويـنـخُرُ عظمَهُ أكل الحقوق |
نـهـيـق حميره أضحى غناء |
وصـوت الديك أصبح كالنهيق |
وأخـرست البلابل حين غنّت |
لـيـعلو سافرا صوتُ النعيق |
وأضحى الكلُّ يخشى الكلَّ حتى |
تخاف من الشقيق على الشقيق |
إذا مـا رمـت أن تحيا سليماً |
فغضَّ الطرف إغضاضَ الرّقيق |
ودِن إن مـا أردت بـأي دين |
سـوى ديـنٍ يطالب بالحقوق |
وداهـنْ ثم نافقْ وارشِِ وامنع |
عـن المعروف وأمر بالفسوق |
وتـاجـر بالضمير فليس فرق |
بـهم بين ابن سوء وابن سوق |
ومـا لـغـة غدت تلقى رواجاً |
سوى لغةِ المصالح في الطريق |
غـدا الذهبُ الأصيل بلا بريق |
وشُـبّـهـت الحجارة بالعقيق |
وصـار الـحـرُّ للدينار عبدا |
وحبُّ المال أضحى في العروق |
إذا مـا كـنـت َذا مـال وجاه |
فَـسلْ ما شئت تُعطَ بلا عقوق |
سـتُـلـفى صادقا في كلّ قول |
وتـحـظى بالصديق وبالرفيق |
وتـلـقـى ألـف مسّاح لجوخ |
يـهـزّ إلـيك كالكلب اللصيق |
ويـرقـب مـنك إكراما وبذلا |
ومـصّـة أصبع وفكاك ضيق |
يـسـوق الشكر مهما ذاق ذلاً |
ويمدح في الزفير وفي الشهيق |
ومـن أمـثـالـه فـينا كثيرٌ |
رمـونا في دجى ليل غَسوق |
لـقـد ضقنا بهم يا ناس ذرعا |
أمـا فـيـنـا جميعا من مُفيق |
ألا يـا أمّـتـي يـكفي هواناً |
وشـدّي الـرّحل للمجد العريق |
قُـهـرنـا والـهزائم لازمتنا |
وطعم الذلّ عشعش في الحلوق |
فـهـيّـا نـمتطي هام المعالي |
ونمسك عروة الحبل الوثيق |
ونـنـشر في حسام الحقّ عدلا |
يـمـزّق كـلّ ظـلام طليق |
ويـجـدع كـل أنف قد تعالت |
ويقطع رأس قطاع الطريق |
فـقـومـوا للمبادئ وارفعوها |
كـمـثـل الفجر آذن بالشروق |
وعـودوا لـلشريعة بعد هجر |
فـفـيـها مكمن السعد الحقيقي |