عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء ، يكفرن . قيل : أيكفرن بالله ؟
قال : يكفرن العشير ، ويكفرن الإحسان ، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر ،
ثم رأت منك شيئا ،قالت : ما رأيت منك خيرقط "
الراوي:عبدالله بن عباسالمحدث:البخاري-
المصدر:صحيح البخاري- لصفحة أو الرقم: 29
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
العشير: الزوج.
لا إله إلا الله ...
كنت أقرأ يوما في صحيح البخاري ...
فاستوقفني هذا الحديث ...
نعم ...
لقد أدهشني هذا الحديث ...
بعد ذلك ...
تأملت واقع بعض نساءنا فوجدت أن حالهم ينطبق عليه هذا الحديث ...
يا الله ...
لقد خشيت على والدتي من النار ...
لقد خشيت على أخواتي وأقاربي من النار ...
لقد خشيت على نساء المسلمين من النار ...
بعد هذا التأمل !
قرأت هذا الحديث مرّة ومرتين وثلاثة بل حفظته ، ثم نقلته لأهلي ...
فقلت لم لا أنقله لأخواتي المسلمات من أجل تذكيرهم ونصحهم حتى لا يكن من أهل النار ...
أيتها المرأة الغالية !!
أرجوا أن تقرئي هذا الحديث الآن *
لعلكِ فهمتي ما يقصد هذا الحديث *
أختي المسلمة
... الآن ...
أعيدي شريط الذكريات من المواقف التي أنكرتي فيه إحسان زوجكِ أو أبيكِ أو أحد إخوانِك ...
سواء كان ذلك ( أي الجحود ) مشافهة ً معهم **
أو
كان ذلك عن طريق سماعة الهاتف مع زميلاتك **
أو
كان ذلك مع والدتك ، وأخواتك **
أو
كان ذلك عن طريق معاملتك السيئة مع والد أو والدة زوجك ، أو أبناء إخوانك **
أو
كان ذلك عن طريق التعامل السيئ مع أي فردٍ منهم **
أو أو أو ...
أرجوا أن تتذكري ... وتتأملي في أحوالك ..
لا تستعجلي ...
إذا تذكرتي وانتهيتي ...
فأرجوا أن تعيدي قراءة حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ...
أيها الغالية ... أنتِ تريدين الجنة ولا شك في ذلك ...
فما هي لمساتكِ بعد هذا الحديث ...
أولا
استغفري الله وتوبي إليه ، واعلمي أن هذا دين العدل ، ودين الرحمة ، ودين المحبة ...
توبي إلى الله عز وجل توبة صادقة لا رجعة فيها ...
فيا حسرة من كانت النار مسكنها بسب جحودها لإحسان لزوجها أوإحسان غيره ...
نعم قد تكوني من الصالحات وقد تكوني من الداعيات
لكن قد تكوني مبدعة في فن الجحود وإنكار الجميل ...
ثانياً
عودي نفسك على الإحسان لزوجك مهما بدر منه ،
وأيضا ربّي نفسك على عدم الجحود سواء كان ذلك لله عز وجل ،
أو للزوج أو للمخلوقين ...
ولقد دعتني للخلاف عشيرتي.. ... ..فعددت قولهم من الإضلال
إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة.. ... .وفعــال كل مهـذب مفضـال
ثالثاً
أشكري زوجك على أفعاله الحسنة ، وذكريه بما فات من معروفه الذي قدّمه لكِ ،
أو قدّمه لأهلِك ، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول
(من لا يشكر الناس لا يشكر الله )
الراوي:أبو هريرةالمحدث:الترمذي-
المصدر:سنن الترمذي - لصفحة أو الرقم: 1954
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح،
وأيضاً لا تنسي أبيكِ ومن له حقٌ عليكِ ...
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم
"من أعطى عطاء فوجد ؛ فليجز به, ومن لم يجد فليثنن ؛
فإن من أثنى فقد شكر, ومن كتم فقد كفر,
ومن تحلى بما لم يعط ؛ كان كلابس ثوبي زور" .
الراوي:جابر بن عبداللهالمحدث:الألباني-
المصدر:تخريج مشكاة المصابيح- لصفحة أو الرقم: 2957
خلاصة حكم المحدث: حسن
رابعا
إذا كان زوجك أو أحد أقاربك له صفات ذميمة ، أو تعامل سيئ ،
أو أنكر لكِ جميلا فقابلي ذلك بالصبر والإحسان ...
فالجميل كاسمه، والمعروف كرسمه، والخير كطعمه ...
خامسا
ابتعدي عن كثرة الجدال ... لأن ذلك قد يفضي أثناء غضبك إلى الجحود والنكران ...
فالحبيب صلى الله عليه وسلم يقول
"أنازعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا ،
وببيت في وسط الجنةلمن ترك الكذب وإن كان مازحا ،
وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه"
الراوي:عبدالله بن عمرالمحدث:ابن القيم-
المصدر:مدارج السالكين - لصفحة أو الرقم: 3/72
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
سادسا
لا تتفنني في زخرفة الخيال لديك بأهمية تأديب الزوج بهذا الأسلوب...
وأن الرجال لا ينفع معهم إلا ذلك ...
ولكن كوني امرأة صالحة منصفة ...
لا تجرح مشاعر زوجها ولا تنكر إحسانه ...
أختي المسلمة
بعد قراءتك وفهمك وحفظك لهذا الحديث ...
لاتلبسي النظارة السوداء عندما يسود الخلاف بينكما ،
فما يقع فيه بعض النساءمن الخلاف الطبيعي بين الزوجين
يجعل بعضهن تلبس هذه النظارة فلا ترى كلشيء على كيانه ....
فتجدها تخفي الحسن من أفعال ذلك الزوج ، وتظهر القبح ...
و ما ينجر عليه بعض النساءمن الجحود والنكران هو أن كل امرأة
تبدأ تعرض لصديقاتها ذلك فتقول زوجي عصبي
( وهو إنسان له أخلاقه الحسنة لكنه غضب في أحد الأوقات ،
فعلقت المرأةهذا الموقف على جميع محاسنه) .
أو أن تقول زوجي بخيل
( لأنه رفض لها طلب غير مقتنع فيه أو لم يتيسر له مبلغ هذا الطلب
آنذاك ومع ذلك يؤدي النفقة الواجبة واللوازم التي ينبغي أن ييسرها) .
أو غير ذلك من الأمثلة حيث تعلق بعض النساء موقف سلبي
في حياة الرجل على مواقفه الإيجابية في حياته كلها ...
أختي المسلمة
القناعة كنز لا يفنى ... فاقنعي بالقليل يأتيك الكثير ولا يملأ فم ابن آدم إلا التراب ...
وتذكري عاقبة الغيبة فما سمعنا ولا قرأنا في كتاب الله
ولا في سنة رسول الله شيئا يبيح ويحلل غيبة الزوج أو غيبة الرجال .
واعلمي أن الظلم ظلمات ...
لا تنسونا من صالح الدعاء
................... منقول