وردتي قصة قصيرة
غرست وردة من عصبي، في فلذة من كبدي، وصنتها بأضلعي، غذيتها بمخ أعظمي، سقيتها بالحر من دمي، زينتها بروحي، بسطتها حناني، دثرتها بعطفي، حتى تَقَيَّنَتْ حمرتُها، وضاع حولها أريجها ... رمت بعينها البريئة صوب الفضاء حولها، فعادت نحوها غريبة، واصفة عرينها بالسجن، وصونها بالرق، فأشرعت طاقتها تَشْتَمُّ نسمة عليلة، ترمق ضوءا خافتا، .......،
فاستاقها ضوء بعيد مومض، غازلها بَرِيْقُـه، راودها وميضه، فأسلست قيادها، وأرخصت نفيسها...
مدت إليه غصنها الرقيق....، فاجتالها سعيره، وهزها هديره....
وفي صراعها معي ، تقاوم الإشفاق بالحرية، وتدفع الحرص بالوعود الزائفة.
رمقتُ وردتي الجميلة! قلّبت ناظري فيها، شممت ريحها ؟ ......
فجعت بالورق المحترق! وريحها المغيّر، ... سألتها في دهشة، واجهتها في رحمة، فلم تعرني أي ثانية، وأقبلت على بريق ضوئها، فلم تجد سوى السراب، ولم تجد سوى احتراقها.
هززت في لطف علاقتي، وجدتها مهشمة، نفثت فيها نفثة من عطفي، ضممتها إلى جناحي الدافي، ألملم الجراح ، وأطوي صفحة التمرد البغيض ، كيما تعود وردتي الحمراء لحقلها الخصيب...
ولكن هيهات للوردة المحترقة أن تعود من جديد، هيهات للرائحة الذكية أن تغطي من جديد عفن الخطيئة...
لكن تبقى صفحة من أمل، ووعد من حقلي الخصيب، أن يلم شعثها، وأن يداوي حروقها، فقد عهدت منه البذل والعطاء، وقد عرفت فيه العطف والبناء...