خِزَانةُ الأدَبِ الِإيمَاِنيِّ التفَكُّريِّ الرَّفيع ....... المَثْنوِيُّ العربي النوري
الحمد لله رب العالمين
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
يشرّفني أن أكون أنا العبد الفقير هنا في هذه الواحة .. من يعرّف الكرام بصاحب القرآن في هذا العصر .. الذي يقول فيه المرحوم الشيخ المربي الأديب الأصولي د. فريد الأنصاري :
" .. فكان خير خادم للقرآن في هذا العصر ! "
" .. لقد كان الأستاذ ملقناً لبصائر القرآن بامتياز "
على أن خادم القرآن يلقّب من جهة أخرى بلقب فريد :
" أديب الإنسانية "
و يكفي في أدبه قول سيد شعراء الترك محمد عاكف صاحب النشيد الوطني التركي الذي لم يستطع حتى أتاترك باستئصاليته البربرية إزالته .. يقول :
" إن شكسبير و هوغو لا يبلغان إلا إلى رتبة تلميذ لبديع الزمان " !؟
و يقول د. حسن الأمراني :
" بديع الزمان.. المفكر الشاعر
وإذا كان محمد إقبال شاعرا أولا، كما قررنا آنفا، فإن بديع الزمان النورسي مفكر أولا، ولئن كان يقرر في أكثر من موضع من الرسائل أنه حُرم نعمة النظم، إلا أنه رُزق روحا شعرية وأسلوبا شعريا بديعا يجعل كلامه من حاقّ الشعر. وذلك الأسلوب الشعري بما اشتمل عليه من نداوة وطلاوة، وما تضمنه من تخييل وتمثيل وضرب للأمثال صار ميسما لرسائل النور ..
وهو مما يهبها التفرد في التعبير
مثلما وهبت التفرد في التفكير
ويقوم " المَثْنَوِيُّ العَرَبِـيُّ النُّوْرِيُّ "
مثلا ناطقا على هذا.
فإقبال إذن شاعر مفكر، وبديع الزمان مفكر شاعر، ثم تأتي بعد ذلك مظاهر الائتلاف بين الرجلين تترى.
..
..
..
فأهلاً و سهلاً بكم إلى هذه الخزانة ..
والتي تسمى بمشتل رسائل النور لاشتمالها على بذور مسائلها و نوياتها ..
و من لطائف المناسبات قول المجاهد الكبير رجب طيب أردوغان عن الرسائل :
" خزينة تنتظر الاكتشاف " !!
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
....
.........
نعم، للربوبية في هذا التصرف العظيم الربيعي خاتمٌ عالٍ عظيم دقيق النقش،
هو
الاتقان المطلق
في
الانتظام المطلق،
في
الجود المطلق
في
الوُسعة المطلقة،
في
السرعة المطلقة
في
السهولة المطلقة،
في
الامتياز المطلق
مع
الاشتباك المطلق.
فهذا الخاتم يختص بمن لايمنعه فعلٌ عن فعل، ولايغيب عنه شئ، ولايثقل عليه شئ.