|
كأنني ميّتٌ أحيا على مَضضِ |
خيالُ منقرِضٍ أو شِبْهِ منقرضِ |
وربما أجلي قد حان من أمدٍ |
هذي الحياةُ نسيءٌ زِيدَ للغرَضِ |
مَن يرتضي فائضاً للعيشِ في كَبَدٍ |
من يرتضي بمَزيدِ العجزِ والمرضِ |
كآلةٍ من قديمِ العهدِ باليةٍ |
عَدَتْ على عمُرٍ للشغلِ مُفترَضِ |
أخالطُ الناسَ أمشي بينهم عرَضاً |
لا يشعرون بمشيي أو بمعترَضي |
كالجِنِّ أنى يُرى أم أهملوا شبَحاً |
مهمَّشاً يزدريه طَرْفُ ممتعِضِ |
تشابهت سنواتُ العمْرِ في نظري |
كزائفِ النقدِ أعشى عينَ مقترِضِ |
تزيد والروحُ بالنقصانِ آخذةٌ |
ويُكملُ العُمرُ من جسمي ومبتعَضي |
أين الضياءُ بعينِ الطفلِ مؤتلقاً |
خَبا السراجُ فما في العينِ من وَمَضِ |
أين المنى وانفساحُ الحُلمِ في أفقي |
غدا كحشرجةٍ في صدرِ منقبِضِ |
أين الطِّرادُ بمضمارِ الصِّبا لعِباً |
شَعْثُ الخُطا الآنَ كالماشي على رمَضِ |
لمّا تفتّحَ من زهري بُرعمُه |
غَطّاه كُمُّ صُروفِ الدهرِ بالغَمَضِ |
وحينَ حلّقَ بي حُلمي لقِمّتِه |
أكبّني الدهرُ من عالٍ لمنخفضِ |
هرمتُ في أولِ النيروزِ مستبقاً |
خريفَ عمري بشيبٍ لاحَ كالفِضضِ |
أبحرتُ والسفْنُ من تحتي مُخرَّقةٌ |
والنوءُ يصفعني والموجُ معترِضي |
فكيف أشرعتي تهدي ليابسةٍ |
والريحُ تأكلها في النهمِ كالأرَضِ |
وكيف ترسو سفيني في مرافئها |
والماءُ يسحبها من قاعِ منتقَضِ |
أفيءُ للشعرِ بالأبياتِ مبترِداً |
والبوحُ يُذكي لظى روحي ومُرتمَضي |
أرثي به النفسَ والأكفانُ قد نُشِرتْ |
وما لها في الردى بالشعرِ من عِوَضِ |
لكنما النعيُ ناقوسٌ ينبّهني |
لم يبقَ لي غيرُ تسبيلٍ ومغتمَضِ. |