أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: الحمى

  1. #1
    الصورة الرمزية حارس كامل أديب
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    الدولة : مصر
    المشاركات : 571
    المواضيع : 66
    الردود : 571
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي الحمى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمى
    ====
    كشف مصطفى الغطاء عن وجه أخيه، لامسه بيديه، شعر بقشعريرة تسري في أصابعه من السخونة. قال له كالعادة كل صباح:
    - ألن تلعب معي يا إسماعيل؟
    تثاقل جفنا إسماعيل عن عينين غائرتين كمغارتين، وسط وجه أصفر خال من نضارة. رد عليه بصعوبة: لا!
    ترجاه بإلحاح شديد:
    - قوم ألعب معي. أنا لا أحب أن ألعب مع أحد سواك.
    استفاقت أمه المتقرفصة جواره، وقد بدا على ملامحها إعياء سهر ليلة طويلة مضت بلا نوم. زجرت مصطفى بشدة:
    - أخوك مريض!
    رنت بعينيها الذابلتين، إلى الفضاء من كوة في جدار مبني من الطين، لاحت لها إشراقة الفجر تغالب ظلمة الليل. دارت ببصرها في الحجرة تبحث بقلق عن زوجها. فراشه خال. سألت مصطفى:
    - أين والدك؟!
    أجابها بصوته الصغير، وهو يحدق بحيرة في وجه أخيه:
    - نائم على الديوان.
    تذكرت حديثها معه في المساء. أشارت لمصطفى ناحية حوش البهائم، قالت بلهجة آمرة:
    - ضع البردعة على الحمار، وأتي به لأبيك.
    انطلق مسرعا وفرحة تلوح في عينيه لذكر الحمار، الذي ينبئ له بذهابه مع أخيه، برفقة أبيهما إلى السوق في القرية المجاورة. اختلطت الأيام في عقله وهو يجري، وقف وسأل نفسه متحيرا:
    - لكن اليوم ليس الأحد.
    عاد لجريه، وهو يهلل:
    - ربما أكون قد نسيت.
    خرجت أمه وراءه، تطلعت إلى زوجها المستلقي على الديوان المبني من الطين خارج البيت، واضعا يديه تحت رأسه. تمشت نحوه. سمع وقع خطواتها، ففتح عينيه بصعوبة. همست بحزن وقد عقدت حاجبيها، فبديا كقوسين:
    - أنت مستيقظ يا جمعه؟!
    تململ في نومه، قبل أن يعتدل، قال لها:
    - لم يزر النوم عيني منذ البارحة.
    أضاف سائلا:
    - كيف حاله الآن؟
    ردت عليه بدموعها التي انسابت كمطر:
    - حالته تزداد سوءا كل لحظة!
    أسند وجهه إلى كفه، فيما هي غاصت بأفكارها فيما حدث بالأمس.
    *****
    جاءها إسماعيل يزرف من الأعياء كطير ذبيح. ارتمى في حجرها، وقال لها بصوت ذابل:
    - الدنيا تدور بي.
    لفحتها حرارة وجهه كحرارة عين الفرن حين تجلس أمامها عند الخبيز. أسرعت وأحضرت الطست وملأته بالماء. بللت به منديل رأسها، وأخذت تضعه على جبهته. ظلت على ذلك طويلا دون أن تشعر بتحسن في حالته.
    حضر زوجها من الخارج. رآها تبكي، سألها بقلق:
    - ماذا جرى يا أمينة؟
    أشارت إلى إسماعيل، وأجابته ناحبة:
    - الحمى!
    وقع صدى الكلمة عليه كرصاصة اخترقت جسده. لاحت في رأسه صورة ولده الأول الذي لم يكمل ثلاثة أعوام حتى التهمته بين عشية وضحاها. استلقى جوارها خائر الجسد. سألها ثانية:
    - منذ متى؟
    احتضنت إسماعيل في صدرها، وأجابت:
    - منذ العصر.
    وضع يديه على قدمي ولده. شعر بحرارته المرتفعة. ارتسمت خيوط الألم في وجهه. قال لها:
    - جسمه فائر جدا.
    أسند بعدها ظهره إلى الجدار. مد ساقيه، وتابع قائلا:
    - سأذهب به من الصباح الباكر إلى الدكتور.
    *****
    جاء مصطفى بالحمار متهلل الأسارير. وقف به بمحاذاة أبيه. سأله بصوته الطفولي:
    - هل سنذهب إلى السوق؟
    ران الصمت ولم يجيبه أحد. نظر جمعه إلى زوجته. قال لها:
    - اذهبي واحضريه.
    نهضت مسرعة إلى داخل الدار. احتك كتفها ببابه الحديد. شعرت بألم شديد، لكنها لم تبال. حملت الصغير وعادت به ثانية.
    صعد جمعه إلى ظهر الحمار. مدّ ذراعيه، فناولته زوجته الصغير. احتواه بين ذراعيه، وضمه إلى صدره. تهيأ مصطفى لأخذ مكانه. شدته أمه من ذراعه. عرف بأنه لن يذهب معهما. صرخ بصوته العالي:
    - خذني معك يا أبي. أنا أريد أنا أذهب معكما!
    سحبته أمه بشدة، واتجهت به ناحية الدار. قاومها، وقد ساخت رجليه في الأرض. قاوم حتى أنفلت من يدها. انطلق بعدها مسرعا؛ لكنه لم ينطلق خلف الحمار. زرّ عينيه تجاه أبيه، وجرى نحو شجرة صفصاف على مقربة من الدار. جلس تحتها واجما. فكر في أخيه الذي لن يلعب معه اليوم. عاود النظر تجاه الطريق المترب. رأى سحابة التراب المتطايرة خلف الحمار. تابعه حتى غاص وسط زروع الذرة العالية. صعد إلى أعلى الشجرة. وضع حافة كفه على عينيه، مدّ بصره وحدج طويلا حتى تهادى له شبح الحمار وقد تضاءل عبر المدى. تابعه حتى اختفى تماما. نزل من على الشجرة، وجلس تحتها ثانية. حدث نفسه قائلا:
    - سأنتظرهما هنا.
    *****
    قرب الظهر سمع مصطفى صوت نهيق. قام مفزوعا وقد غالبه النوم. شدّ جسده النحيل، وهبّ واقفا. لمح الحمار قادما، وعلى ظهره أبيه، ماسكا بأخيه الذي تدلى رأسه على صدر أبيه قليلا. أسرع نحوهما، مغللا بابتسامة كبيرة. قابله أبوه بتكشيره، أبدلت سعادته خوفا وحزنا. سار خلف الحمار منكس الرأس حتى عتبة باب الدار. خرجت أمه مسرعة، وعاجلت أباه بالسؤال دون انتظار: ماذا فعلت؟ أشاح بيديه، أجابه بصوت خرج بخيبة ويأس:
    - لم نجد الطبيب. مسافر!
    تذكر أنه بعد أن قطع الطريق الطويل إلى القرية المجاورة، التي تبعد عن بيته ما يزيد عن الثلاثة كيلو مترات. وصل الوحدة الصحية، فوجد أبوابها مغلقة. سأل عنه أحد العاملين بها، الذي كان يسقي الشجر حولها. رد عليه دون أن يلتفت إليه:
    - الطبيب مسافر ولن يعود قبل أسبوع.
    غالبه الحزن، وشعر بالهزيمة تتدفق إلى صدره. لكز الحمار بقدمه، واستدار عائدا. رأى وجه ابنه الضائع خلف سطوة المرض. أحس بالحزن يداهمه كأمواج بحر هائج. فكر بأن يذهب به إلى طبيب البندر. وجد المسافة بعيدة جدا، ولا يقوى عليها الحمار، ولن يتحملها جسد ولده المنهك. تذكر سيارة الأجرة التي يسوقها جارهم عبده الرواس. قرر أن يأخذه بمجرد عودته. قابل أحد أقاربه في الطريق. سأله:
    - أين عبده؟
    وقعت عليه الإجابة كصاعقة: السيارة معطلة، وسيحضرها في الصباح. أحس بأن جميع الأبواب تغلق في وجه.
    قطعت زوجته أفكاره بصوتها المرتجف:
    - ما العمل؟!
    أجابها، وهو ينزل من على الحمار:
    - سأذهب به غدا إلى البندر.
    أمسك مصطفى لجام الحمار من يد أبيه. سحبه وسار به نحو الحوش. كان يشعر من كلام أبيه وأمه بأن ثمة أمر كبير يحيط بأخيه. وزاد من معاناته بأنه لم يلعب منذ الصباح. ربط الحمار في مقوده ثم عاد إلى البيت. وجد أخوه نائما على ظهره يئن بشدة. جلست أمه بجواره تلطم على خدها. وظل أبوه واقفا لا يدري ماذا يفعل. سمعوا طرقا على الباب، أسرع مصطفى وفتحه. دخلت جارتهم سنيه بجسدها المكتنز كدولاب. بادرت أمينة سائلة:
    - كيف حاله الآن؟
    تطلعت إليها أمينة، وقالت وهي تشير إلى إسماعيل:
    - ضعف جسده وذهب ماؤه.
    جلست سنيه قبالة أمينة، وأخذت تصف لها وهي تلوح بيديها:
    - اخلطي ملوخية جافة مع ملح وفص ثوم. أدعك بهم جبهته. وأدعك بقية جسده بالحناء.
    حملقت فيها أمينة بانتباه، تابعت سنية:
    - سيتحسن كثيرا. لقد قمت بتجربتها مع ولدي.
    لم تنتظر أمينة. أحضرت كل ما طلبته. تابع مصطفى كل ما يدور، وقد انزوى في ركن الحجرة ككرة واضعا رأسه بين ركبتيه، بعد أن عرف أن المرض الذي يتألم منه أخيه شيء سيء. دعكت سنية الملوخية بجبهة إسماعيل. قامت بعدها وهي تتمايل بجسدها حتى كادت أن تسقط. تمالكت نفسها بصعوبة بعد أن استندت بيدها على الجدار. مطت صوتها وقالت وهي تغادر البيت:
    - إن شاء الله أطمئن عليه في الصباح.
    تبعتها أمينة وهي تتمتم داعية:
    - يا رب!
    ******
    تدفقت الذكريات إلى عقل مصطفى، وهو يرنو إلى الطفل النحيف الذي يرقد أمامه على السرير. وضع السماعة على صدره، وصدى الصرخة المفزعة لأمه مازال يطرق أذنيه. يوم أن جاء ذلك الصباح، وقد رأى إسماعيل مغمض العينين. دوت بعد ذلك الصرخات في بيتهم والتحفت أمه بالسواد كسواد ليلة ظلماء بلا قمر أو نجوم. جفت ينابيع الفرحة في الدار. ساد الصمت أعواما كأن ألسنتهم عجزت عن الكلام. انطفئت الحياة في عيني مصطفى، ولم يعرف بعدها اللعب ولا الضحك. منذ لحظتها أدرك أنه وحيدا كنبتة وسط صحراء قاحلة لا يخفف عنه سوى مجيئه إلى المستوصف الطبي في بلدته، والذي سماه باسم أخيه، والذي يكشف فيه بالمجان.
    لاح له الطفل الصغير بوجهه الرفيع وسمرته الداكنة كهيئة أخيه. تدحرجت دمعة من عينيه سرعان ما مسحها. أنهى الكشف وأشار إلى أم الطفل. حملته سريعا. أخرجت صرة من صدرها، فتحتها وأخرجت منها النقود، مدت يدها إلى مصطفى، قائلة:
    - تفضل ثمن الكشف يا دكتور.
    رمقها بنظرة قاسية، وزجرها قائلا:
    - خذي ولدك وأدع له بالشفاء.
    ناولها روشتة العلاج. التقفتها بسرعة من بين يديه، خرجت وصوتها يلهج داعيا:
    - ربنا يكرمك يا دكتور.
    ظلت عينا مصطفى معلقتان بوجه الطفل الصغير الشاحب، حتى اختفت أمه تماما من أمام عينيه. عاد مضرجا بالحزن القاتم الذي استولى على قلبه منذ ذلك الصباح، ولم يستطع طرده أبدا رغم هدير السنوات. استوى على مقعده، ينتظر دخول كشف جديد، علت شفتاه ابتسامة ذابلة. أخرج صورة من جيبه. وضع إصبعه على الوجه الصغير، همس في نفسه قائلا:
    - وحشتني يا إسماعيل!
    قنا في 23/01/2014
    لاتأسفن علي غدر الزمان لطالما
    رقصت علي جثث الأسد كلاب

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.12

    افتراضي

    بلغة جميلة وحوار ماتع نقلت لنا بعدسة حذقة واحدة من المآسي الاجتماعية والتي تلامس الفقر والجهل والمرض آفات المجتمع الثلاثة إن ما اجتمعت معا
    ومعالجة قيمة للمشكلة زادت من روعة النص
    كما عهدناك أديبنا الفاضل لنصوصك فكر وحرف نبيل الغاية فشكرا لك العطاء والألق
    وكل عام وأنت للرحمن أقرب
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,181
    المواضيع : 318
    الردود : 21181
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    قصة من أجمل ما قرأت لك..
    رائعة الفكرة والسرد، رائعة اللفظ والحرف
    سقت النص بمهارة وحرفية وبأسلوب أدبي راق واعي بفكره وثقافته وعمقه
    مازجا بين الوصف الدقيق والسرد القوي الممتع الذي يسرق كل حواس المتلقي
    أشكر لك هذا العمل الرائع الذي أمتعني
    ودمت قاصا موهوبا وإنسانا جميلا حاذقا
    وكل عام وأنت طيب.

  4. #4
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    سرد سلس ومشوق بلغة جميلة
    قصة محزنة رسمتها بجمال
    طرحت فيها اكثر من مشكلة
    دمت بخير
    تقديري

  5. #5
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    في قاع المجتمع تئن شريحة نقشت تفاصيل أيامها بالمرارة والقهر والخيبات، وحين ينزف قلم معاناتها فإن الحسّ العميق وقوّة الفكرة وقيمتها تسكن نزيفه، ولقلمك في هذا صولاته..

    قصّة موجعة بما تحكي من ألم وخيبة يعيشها أولئك الذين تعجزهم الظروف حتى عن استنقاذ أطفالهم من براثن الموت بأمراض قد تكون بسيطة سهلة العلاج
    السرد طيب والتصاعد الحدثي ملفت
    وازعم ان بعض تكثيف كان ليجعلها رائعة

    دمت بخير أيها الكريم

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  6. #6
    الصورة الرمزية لانا عبد الستار أديبة
    تاريخ التسجيل : Nov 2012
    العمر : 53
    المشاركات : 2,496
    المواضيع : 10
    الردود : 2496
    المعدل اليومي : 0.60

    افتراضي

    قصة من واقع العذاب الذي يعيشه المقهورون الذين سلبوا كل أسباب الحياة
    متألمة ومؤلمة وحبكتها قوية مع أن النص طويل بالنسبة للموضوع

    أشكرك
    -

  7. #7
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    قصة إجتماعية مؤلمة
    لكنها واقعية
    وكثيرون يعيشون هذه المعاناة دون أن يشعر أو يهتم بهم أحد

    شكرا لك أخي

    بوركت
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    قصة تصور البؤس الذي يعيشه قطاع عريض من الشعب ممن يقطنون الأماكن النائية .. بالإضافة لضعف الاهتمام وقلة الإمكانات ..
    التصوير الذي أحاط بالمشاهد كان دقيقا ..
    بوركت اديبنا وسلمت .
    تحياتي .
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  9. #9
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 473
    المواضيع : 6
    الردود : 473
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    أجمل الأقلام هو القلم الذي يلامس المشاعر ويحمل هم الضعاف المظلومين وهذا ما رأيته هنا
    تحيتي

المواضيع المتشابهه

  1. صرخ الحمى
    بواسطة فرج أبو الجود في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 15-07-2009, 11:54 AM
  2. الحمى .. مرة أخرى
    بواسطة حوراء آل بورنو في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 23
    آخر مشاركة: 06-05-2009, 04:10 PM
  3. علاج الحمى القلاعية بمستخلصات بعض النباتات الطبية
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى الإِعْلامُ والتَّعلِيمُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 24-12-2007, 12:43 PM
  4. أيتها الحمى ... أشكرك!
    بواسطة محمد نديم في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 11-02-2007, 09:16 PM
  5. مرض الحمى المالطية ( البروسيللا )
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى عُلُومٌ وَتِّقْنِيَةٌ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 06-01-2005, 06:04 AM