أحرق رعاع مأجورون المجمع العلمي المصري الذي أنشأه نابليون بونابارت عام 1798 م والذي يضم نفائس تاريخ مصر ووثائق وسجلات لا تقدر بثمن يوم الجمعة 21 محرم عام 1433 هـ الموافق 16 ديسمبر عام 2011 م ورقصوا منتشين بجريمتهم النكراء فحسبنا الله ونعم الوكيل
***
بوح الدموع
(رثاء المجمع العلمي المصري)
شعر
صبري الصبري
***
بالحزن أرثي (مجمعا) برثائي وأبلّغ الدنيا صدوق عزائي وأبث آلامي بشعري للورى بشجون قلب آسف مستاءِ وأوشح الأبيات سود وشاحها بفؤاد فكر غارق بعناءِ وأصبِّر الوجدان صاح بلوعة يبكي الفقيد المنتهي ببكاءِ وأعدد الآثار كانت للذي في النار لاقى حرقة الإفناءِ قد كان راحلنا العزيز بقلبنا يجري كريما سابحا بدماءِ فذا كريما شامخا ذا هيبة فخما أنيقا باهر الآلاءِ نضرا سديدا واثقا متأكدا ومؤكدا ما كان بالأرجاءِ سمحا دقيقا باسطا كف الندى عذبا عريقا ثاقب الإملاءِ يحوي سجلات الحضارة كلها كانت لدية بأعين نجلاءِ بالحفظ في القلب المحب بنبضه يحوي فروع العلم بالإحصاءِ ويحدد الأوقات مرت من هنا بقوافل الأحباب .. والأعداءِ وينظم الأزمان حسب نطاقها بصنوف حصر العلم والعلماءِ من عهد (نابليون) جاء بحملة حلت بمصر فجوبهت بإباءِ وانثالت الأفكار تنسج وصفها منوال ثوب في أجل رداءِ بخرائط التوثيق ضمت منهجا بخرائط ضمت حمى الأنحاءِ ورسوم تصوير بديع رائع لرمال مصر .. وطينها .. والماءِ فقوافل العدوان ضمت حملة للعلم والعلماء والحكماءِ فكأن نار سعارها لاحت به أضواء لب خافق بذكاءِ ضمته أركان تهاوت كلها في نار جهل مطبق وغباءِ قد كان مجمعنا العتيد مُجَمِّعا للزائرين بلهفة للقاءِ يرنون فيه وثائقا ومعارفا ضاعت وصارت كلها كهباءِ كم أغدقت جنباته في ريها بغدير فهم نابع بسقاءِ يسقي العقول مشاربا ورقائقا يجري لهم بالخير والإنماءِ ولقد نعيت تحضُّرا بمن ارتوى غل التخلف من لدن جهلاءِ أودوا بمجمعنا العتيق فيالهم من مجرمين بليلة سوداءِ حلُّوا وإبليس اللعين إمامهم في الشر والإحراقِ والبلواءِ يا خبثهم كانوا بهاوية الردى أشباح تهديم لصرح بناءِ كان الفقيد قريب كل موفق للعلم .. للتاريخ .. للأنباءِ وزميل متحفنا العتيق صديقه ورفيق كل مواقع الإيواءِ لقوافل التاريخ عبر مرورها بمواكب الأموات والأحياءِ ولدار كتْبٍ بالوداد قرينها في حفظ ما للدهر من أشياءِ ونسيب كل الطيبين بعالم آذاه حرق ظالم الدهماءِ بدموعهم كانوا حيارى جلهم بجنازة كونية الأعضاءِ يا للشجون تكالبت بأزيزها تنقض تصحب بالأنين رثائي يا نفسُ بالداء العضال تصبَّري فالصبر أسمى غاية ودواء !