أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: زغرودة الموت

  1. #1
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2008
    الدولة : MARRAKECH
    العمر : 46
    المشاركات : 40
    المواضيع : 29
    الردود : 40
    المعدل اليومي : 0.01

    افتراضي زغرودة الموت

    على الطريق كانت تتلكأ،لعله يلتحق بها أو يتوسل إليها لتسامحه ،لكن الوقت يلتهمها كما التهم أحلامها ،غزارة الدموع وقوة الأفكار أنستها أن ترد على تحايا المتملقين وكل المتوددين المتوسلين للعبور ثانية عبر ابتسامتها الساذجة.لم ترد على أي منهم ،هيجانها الداخلي كان أقوى من تسونامي ،بل اليوم هي تسونامي .لم تسلم حتى أعز صديقاتها مريم من هيجانها وثورة غضبها ،صرخت في وجهها ردا على سؤال لم تكن أول من طرحته :"ما بك؟؟" فكان الجواب الذي لم تكن أول من سمعته في هذا اليوم الذي ليس كالأيام ،دخلت غرفتها ،كسرت الساعة والمذياع وكل ما يصدر صوتا ،حتى هاتفها المحمول ابتلع رنته وهو يصطدم بالحائط ،تذكرت فجأة أن الرنة الأخيرة ربما تكون له.حاولت بنوع من الندم والأسف أن تجمع محمولها لتقرأ الرقم لكن دون جدوى ،لا صوت يسمع إلا نحيبها المتقطع ،أما داخلها فمشاهد يختلط فيها البكاء بالقهقهات والعناق والقبل والسهر وكلمات الحب القديم وهدايا ورسائل الهاتف المحمول.انسجمت مع الذكريات والماضي الجميل ،ونسيت هموم اللحظة ،لكن صوت صديقتها مريم من المطبخ أيقظها من أحلا م الماضي و أعادها إلى مرارة الحاضر .لامست بطنها ،تذكرت كلمات الطبيب وهو يخاطبه :"أأنت زوجها ؟مبروك إنها حامل" ،حاولت أن لا تبدي فزعها ،لكن هو لم يطق صبرا ،امتقع وجهه تلعثم في الكلام وصافح الطبيب وسبقها إلى السلم ،كانت تهبط بتثاقل بينما ينظر إليها من الأسفل كمن ارتكبت جريمة ومن المجرم؟هو أم هي؟لكنها اعتقدت أن الحل بسيط .قالت بسذاجتها المعهودة ،يجب أن نتزوج .وفي أسرع وقت يا حبيبي.انتفض و صرخ بكل وقاحة في وجهها :"أتحسبينني أخرق،إنك تحلمين ،ألم أقل لك منذ البداية أنه لا رغبة لي في الزواج؟؟" لكنه فوجئ بها وهي تنتفض في وجهه لأول مرة :"ولماذا تتبعني إذا ،لماذا كنت تقول لكل أصدقائك،لكل الموظفين معك ،للبقال ،لصاحب المنزل، للفندقي ،وحتى للطبيب أني زوجتك ؟ ومن تحسبني في نظرك؟رخيصة؟ مومس؟" . وكأنه وجد مدخلا ليتخلص منها إلى الأبد.وهو يتصنع البرود والسخرية في مكر:"ومن تحسبين نفسك ؟ عفيفة؟ مريم العذراء ؟ وما ذا تسمين ما أنت فيه الآن ؟ وما أدراني أن ما في بطنك هو ابني ؟ قد يكون ابن أي شخص يمر من هذا الشارع ،فأول ما التقيتك… " لم يكمل عبارته ،صفعته وهي لا تعرف من أين أتت بكل تلك القوة ،بل أعادت لكمه فسقط على الأرض.وانصرفت باكية .لم تصدق أنها رخيصة في نظره إلى تلك الدرجة .ازداد نحيبها مع كل تلك الذكريات أما مريم فمازالت تصرخ أمام باب غرفتها :" الهاتف يا…،هناك من يطلبك في هاتفي ،إفتحي الباب؟"،أسرعت إلى الباب ،خطفت الهاتف من يدها لكن مريم أطفأت لهفتها بقولها:" إنها أمك تقول أن هاتفك لا يرد ،وبعد تحية وسلام وسؤال وجواب عن الحال والمحال ،كان الجواب الكاذب منها :" كل شئ بخير فقط مريضة بالزكام والهاتف أطفأته لأني كنت في الحمام" . أما الموضوع الهام في نظر الأم كما العادة :"يا ابنتي إن عمتك وزوجها سيأتون غدا لخطبتك،لا تقولي لي مرة أخرى أنك لست مستعدة بعد،وأنك ما زلت صغيرة ،لقد اشتغلت والحمد لله " إنها المرة الأولى والأخيرة التي لم ترفض فيها طلب أمها ،زغردت الأم طويلا، ومازالت تزغرد بينما جمع من الناس يحيطون بفتاة ألقت بنفسها من النافدة، وهم يتساءلون:"كيف وقع ذلك؟"." أنا أول من رآها تقفز"."لا حول ولا قوة إلا بالله"." إنا لله وإنا إليه راجعون "

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.12

    افتراضي

    اختارت لنفسها نوع الزغرودة
    وبدلا من زغرودة فرح تملأ حياة الأسرة جميعا
    كانت نهاية مؤسفة وخسارة للدنيا والآخرة
    فلم تكتفي بإثم الرزيلة فقط .. ولكن كانت فعلتها الأخيرة أشد الكبائر عندما قتلت نفسا بغير الحق
    نص يحمل مأساة تتكرر في مجتمعاتنا الشرقية بصور مختلفة
    أبدعت أديبنا المكرم
    لي تحفظ على لفظ جاء بالنص بالاستغناء عنه لايتأثر النص
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    قصّة مأساويّة تظهر خسارة الإنسان لدنياه وآخرته
    ودعوة للحفاظ على الشّرف، وألّا تكون الفتاة فريسة رغبات محرّمة لوحوش لا تخشى الله
    سرد جاذب
    تقديري وتحيّتي

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي


    ذكرتني القصة ببيت من الشعر جميل يقول
    سحقا لها من ليلة لم تخلد = ضيعت أمسي ويومي وغدي


    أعتقد أن القصة حظيت بالقفلة التامة عند قولك "بينما جمع من الناس يحيطون بفتاة ألقت بنفسها من النافدة، " ولم يكم من حاجة لما جاء بعدها من سرد

    أهلا بك أديبنا الكريم في واحتك

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    الصورة الرمزية مصطفى حمزة شاعر
    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : سوريا - الإمارات
    المشاركات : 4,424
    المواضيع : 168
    الردود : 4424
    المعدل اليومي : 1.00

    افتراضي

    [أخي الأكرم ، أديبنا هاشم
    أسعد الله أوقاتك
    رغم أنّ الفكرة / الحدث ليست بجديدة - عالجتها الأقلام والأفلام بكثرة -إلاّ أنك بقلمك المتمكن من فن القصّة بتقنياتها وعناصرها قدمت الفكرة بأسلوب شيّق مثير ، وبقفلة وامضة مؤثّرة ومنطقيّة ، توائم الحالة النفسيّة التي اعترت البطلة لحظة جاءها الخبر المتأخر الأليم ..
    وظفتَ الاسترجاع بانسيابية وذكاء ، وكذلك الحوار جاء واقعياً مُقنعاً ، ومن خلالهما رسمتَ ملامح الشخصيات بوضوح وجلاء
    تحياتي وتقديري
    اللهمّ لا تُحكّمْ بنا مَنْ لا يخافُكَ ولا يرحمُنا

  6. #6
    الصورة الرمزية عبد المجيد برزاني أديب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    الدولة : فاس المغرب
    المشاركات : 607
    المواضيع : 63
    الردود : 607
    المعدل اليومي : 0.12

    افتراضي

    النص متماسك لغة وسردا.
    كتابة على مستوى عال من الواقعية والحبكة ...
    تحاياي.

  7. #7
    الصورة الرمزية فايدة حسن أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    المشاركات : 2,014
    المواضيع : 115
    الردود : 2014
    المعدل اليومي : 0.43

    افتراضي

    قصة فيها موعظة لكل فتاة تركب موج الحرام فيقذففها في النهاية لشط العذاب والندم
    لا حول ولا قوة إلا بالله

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    عنما يتمركز التفكير في الرجل على أنه من يهب السعادة وإغلاق دائرة الحياة عليه لا بد أن تكون النتيجة وخيمة
    طرح طيب وسرد سلس بأسلوب جاذب وفكرة عميقة ورسالة اجتماعية جادة بنهاية مؤلمة لا لموتها إنما لموت القيم
    بوركت وكل التقدير

  10. #10
    أديب
    تاريخ التسجيل : Aug 2014
    المشاركات : 473
    المواضيع : 6
    الردود : 473
    المعدل اليومي : 0.13

    افتراضي

    انت تتمتع بلغة جميلة واسلوب في القصة رائع
    اعجبتني القصة ولغتها جدا
    لك شكري

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. زغرودة شهيد
    بواسطة حورية بوكدال في المنتدى القِصَّةُ القَصِيرَةُ جِدًّا
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-04-2016, 03:53 PM
  2. زغرودة أمّ علي
    بواسطة سعيد أبو نعسة في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 13-04-2016, 05:48 PM
  3. زغرودة الشمس
    بواسطة محمد نعمان الحكيمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 11
    آخر مشاركة: 05-08-2012, 06:58 PM
  4. الموت هيّن والبلا : وش ورا الموت ..؟!
    بواسطة سلطان السبهان في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 20-05-2006, 04:41 AM
  5. زغرودة راعفة ...
    بواسطة الضبابية في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 12-04-2005, 10:29 PM