|
دَعْكَ مِنْهَا وَاهْجُر هَوَاهَا مَلِيّا |
عُدْ كَمَا كُنتَ صَادِقًا وَوَفِيَّا |
مَا الَّذِي صَارَ يَا رَفِيقَ دُرُوبِي |
أَوَ مَاكْنْتَ لِي شَقِيقًا نَجِيَّا؟! |
لَمْ يَكُنْ بَوحُ شِعرِكَ امْرَأَ سَوءٍ |
لَا وَلَا كَانَت اْلحُرُوفُ بَغِيَّا |
كُنْتَ زَنْدِي وَمِعْصَمِي وَمَلَاذِي |
وَسِلَاحًا حَمَلتُهُ بِيَديَّا |
إِنْ بَدَا الْحُزْنُ كُنْتَ بَهْجَةَ قَلْبِي |
أَوْ دَجَا الَّليلُ كُنْتَ بَدْرًا مُضِيَّا |
أَو دَهَتْنِي مُصِيْبَةٌ كُنْتَ عَوْنِي |
وَإِذَا ضِقْتُ كُنْتَ فَجْرًا نَدِيَّا |
كُنْتَ فَحْوَى قَصَائِدِي .. كُنْتَ ظِلِّي |
كُنْتَ لِي صَاحِبًا وَكُنتَ وَلٍيَّا |
فِلِمَاذَا غدوتَ تَجْهَدُ شِعْرًا |
كَيْ تَرَانِي مُعَذَّبًا وَشَقِيَّا |
كُلُّ حَرْفٍ بِهِ تَغَزَّلتَ فِيهَا |
خِنْجَرٌ شَقَّنِي وَأَوْغَلَ فِيَّا |
لَفْحَةُ الدَّمْعِ تَسْتَبِيحُ جُفُونِي |
صَارَ دَرْبِي مِنَ الْأَسَى لَوْلَبِيَّا |
كُلَّمَا جِئْتُ كَي أَلُمَّ جُمُوعِي |
كَبَّلَ الغَدْرُ عَامِدًا قَدَمَيَّا |
وَرَمَيتُ ابْتِسَامَتِي خَلفَ ظَهْرِي |
صَارَ ظَهْرِي عَنِّي بِبُعدِ الثُّرَيَّا |
كُلُّ هَذَا لِأَجْلِ أَنْ تَتَسَلَّى |
بِأَنِينِي فَهَلْ تَرَاهُ شَجِيَّا |
هَكَذَا دُونَمَا انْتِظَارٍ تَنَكَّرْ |
تَ لِمَا بَيْنَنَا وَصِرْتَ قَصِيَّا |
لَا تَقُلْ لِي: (عَشِقْتُ) فَالْعِشقُ نَهْرٌ |
كُلُّ مَنْ خَاضَ فِيهِ عَادَ نَقِيَّا |
لَيْسَ حُبًّا ذَاكَ الَّذِي يَجْعَلُ الَقَلـ |
ـبَ غَرِيْبَ الطِّبَاعِ أَوْ نَرْجِسِيَّا |
لَيْسَ حُبًّا ذَاكَ الَّذِي فِيهِ نَنْسَى |
كُلَّ مَا كَانَ بَيْنَنَا أخَوِيَّا |
هَذِه النَّجمَةُ الَّتِي هِمْتَ فِيهَا |
مِلْكُ قَلْبِي وَمَهْدُهَا مُقْلَتَيَّا |
بُعْدُها عَنْ دَقَائِقِي هُوَ مَوْتِي |
وَلِقَاهَا بِهِ سَأُبْعَثُ حَيَّا |
إِنْ تَكُنْ قَد أَتَتْكَ تَشْكُو نُفُورِي |
بِفُؤَادٍ صَنَعْتُهُ بِيَدَيَّا |
ذَاكَ لَمْ يَعْنِ أَنْ تَرُومَ هَوَاهَا |
فَهَوَاهَا هُو الْحَيَاةُ لَدَيَّا |
هَجَرَتْنِي هُنَيْهَةً ثُمَّ آَبَتْ |
هَكَذِا الْعِشْقُ فَلْتَكُنْ أَلْمَعِيَّا |
دَعْكَ مِنْهَا وَلْتَنْسَهَا يَا ( صَدِيقِي ) .. |
لَا تَكُن أَنت وَالزَّمَان عَلَيَّا |
وَابْتَعِد عَنْ حُدُودِها فَهْيَ كَونِي |
حُلوَتِي لِي، مُنَايَ عَادَتْ إِلَيَّا |
أَو فَهُزَّ الْجِرَاحَ بِالشِّعرِ وَالنَّثـ |
ـرِ يُسَاقِطْ أَسَايَ حرفًا جَنِيَّا |