صباح الخير
"صباحُ الخير" ... قالها لنفسهِ المشرقة بالتفاؤل بيوم جديد ثم انطلق متجولاً في عالمه الافتراضي الواقعي الذي أصبح لديه فيه آلاف الأصدقاء الأدباء الفطاحل ليغوص فكره بأعماق بحار أفكارهم ،
تبدو شهيته مفتوحة للكتابة هذا اليوم مع انه ليس محترفاً فهو كاتب مبتدئ فإلى متى سيظل هو القارئ المتلقي ،
بدء فوراً بكتابة أولى قصصه القصيرة متمنياً لها أن تحطّم أرقاماً قياسيةً بالتعليقات سواء أكانت مشجعة أو منتقدة ,
المهم بالنسبة إليه أن يكون قلمه البسيط هو المؤثر بالقراء هذه المرة!
و كلّما كتب جملةً مفيدةً كان يتردّد ويغيّرها على الفور خشيةً من التعليقات التي سيُطلقها المارّون فيما لو قرؤوا القصّة ،
لكنه يركز على موضوعه الجديد( حدث اليوم الهام ) ولا يدري كيف ستكون ردة الأفعال ،
مرَّ في خاطره شريطٌ متوقعاً فيه ردودهم فرداً فرداً فمثلاً توقع إحدى القارئات
ستقول : "هطول قليل و ريااااح مثيرة سأعود بعد العاصفة !"
وكذا متابعة راقية و نشيطة: " سأسجل حضوري الآن ولي عودة لمناقشة بعض الجمل الغير موفقة " .
وناقدة بارعة : "ماذا لو راجعت النص أكثر ألن يغدو أحلى و أبهى ؟ أهلا بك دائماً "
وربما تقول أديبة محترمة :" بوركت أخي فكرة جميلة ".
و كذلك خبير قديم : " قطعة رمزية موفقة وتستحقّ الوقوف عليها و سيحلّلها الأخوة بالتأكيد ."
وخبير كبير بالنحو : " لا حول ولا قوّة إلا بالله ما هكذا تُكتب القصص يا أستاذ ،،.! "
وخبير لغوي قدير : " أنا سأختلف معك في كلّ النقاط لكني سأنصفك في نقطة واحدة ( تحيتي )."
وخبيرة محترفة : "هذه ليست قصّة ولا خاطرة حتّى ، ولكن يمكنني تطويرها لتصبح قصة شعرية فما رأيك برأيي ! ."
وربما يسنّ صديقه الناقد مشرطه قائلاً : " اسمح لي ولا تغضب حاولت أن أصحّح النّص فوجدتني سأغيّر القصة كلّها ولكن أراك تخفي خلف القلم كاتباً واعداً حاول ولا تيأس ، حاول من دون أن تنشر شيئاً بعد الآن، حاول لوحدك ."
وقد يكرمه عابر سبيل بابتسامة عابرة:" ههههههه قصة طريفة ولا تنس الملاحظات التي لم يبخلوا عليك فيها ."
وقد يبحث قاص محترف عن القصة فلا يجدها فيقول :" أين موضوع القصة ؟ وأين.. وأين ؟(شكراً لنصيحتك أيها الناقد الكبير) "
ولا بد أن تمر بالنص أديبة ذواقة لتقول: "بوركت الذائقة و اليراع بورك الشعور المتدفّق الأخّاذ كأنّ النص أخذني من الحلم الجميل إلى الواقع. "
وأخرى قديرة جريئة :" كأنّك وضعت المرآة أمام أعيننا بدون مواربة ! ."
وأخيراً أديب متفائل بالنصر دوماً : " اللهم انصر أخي و جميع الشعوب المظلومة يا ربّ العالمين . "
وسيعقّب المسؤول طبعاً : " أهلاً بك مع فطاحل الأدب في قلب العلم و المعرفة و الأخلاق والتربية و الأدب الذين سيتعاونون معك لكي تتعلم منهم ."
وهكذا ! توقّع و توقّع ، حتّى قرّر أن يُظهرَ التحفةَ التي صنعتها يداه ...
لقد أصبح الموضوع جاهزاً للنشر حسب رؤيته الخلابة و نظرته الجمالية التي يتخيّل من خلالها أيّ شيء حوله جميل .
فربط جأشه و حزم أمره وعقد عزمه وأضاف الموضوع الجديد بمغامرته الأولى و مطمئناً لمقدرته ومستبشراً خيراً
وعلى بركة الله ينتظرُ الردود ،
والمفاجئة أن أحداً لم يرد ! فكانت تلك محاولته الأخيرة!!!
ملاحظة مهمة : الشخصيات و التعليقات الواردة بالقصة وهمية وخيالية.