|
قطعت حبالك بعد وصلٍ زينبُ |
والدهر لم يفتأ بنا يتقلبُ |
وكذك من وصَل الحسان فإنه |
سيجر أذيال الخسار ويسحب |
تباً لمن لم يعتبر بشبابه |
وثنته عن طلب الرفيعة زينبُ |
شتان بين متيم لاهٍ لِما |
قد أوعدته صبية يترقب |
ومن انبرى للعلم يحفظ متنه |
ويجد في طلب العلوم ويتعب |
هذا وإن زماننا متأكدٌ |
فيه الرباط فناره تتلهب |
إذ أن أهل الزيغ قد لبسوا لنا |
ثوب الصلاح مزخرفاً يتذهب |
والناس أكثرهم على ثقة بهم |
إذ لم يروا منهم سوى ماجربوا |
يعطون من طرف اللسان حلاوة |
والحقد خافٍ في الضمير مغيب |
ولذاك فاجهد كي تبين زيفهم |
بالعلم لابسفاسف تتقلب |
واحفظ كتاب الله حفظَ مجود |
فيه بداية ماتريد وتطلب |
وهو الأساس لكل مسألة ومن |
قد ضيع القرآن ماذا يكسب؟ |
قلي بربك هل رأيت بناية |
من غير ما أسس تقام وتنصبً |
وعليك ضبط عقيدة السلف التي |
في ظلها قد صاحبوا وتجنبوا |
حتى توالي من لمنهجها دعى |
وتذم أهل المحدثات وتغضب |
ولكم رأينا من تخبط دونها |
متذبذبا ولكل قوم يصحب |
وتراه يمدح كل صاحب بدعة |
متجاهلا ولكل قول يذهب |
وعليك بالتفسير عن أهل التقى |
وهم الذين على الكتاب تأدبوا |
وإمام تفسيرالكتاب أبو الفدا |
متثبتٌ وعن الأئمة يكتب |
وينابذ الرأي السقيم متابعاً |
أثر الصحابة ليس عنهم يرغبُ |
ولتكتسب علم الحديث فإنه |
خيرالعلوم وركنهن الأصلب |
وهو المفسر للكتاب وشارحٌ |
للمجملات من الكتاب مقرِّب |
شرف وتاج فوق رأسك حينما |
يتسائل الجهال أين الأنسب |
بل إن أصحاب الحديث وأهله |
ناجون إن جاء المقام الأصعب |
أحيى الإله بهم قتيل غواية |
قمعوا الذين عن الصراط تنكبوا |
فإذا أردت صحيحه فلمسلم |
بل للبخاريِّ الصحيحُ الأعجب |
هذان قد قبل الأئمة ماأتوا |
وسواهما قد نقحوه وهذبوا |
هذا وإن أتقنت ذاك فرغ إلى |
فقه الفروع ففهمها متوجب |
وإبدأ بمختصر وحفظ دليله |
ثم إنتقل لشروح من قد أطنبوا |
وإذا تبين أن غير إمامنا |
قال الصواب وللأدلة أقرب |
فالزمه واحذر أن تقول دليلنا |
ماقال مالك أو رآه المذهب |
وارجع إلى القاموس عند تلعثم |
أو للمعاجم إذ إليها المهرب |
واحذر محاكاة الأعاجم إنها |
تعدي كما يعدي المعافى الأجربٌ |
ياطالب العلم الذي لاينثني |
فلتلزم الإخلاص فيما تطلب |
لاتطلب العلم الشريف لمنصب |
من منصب الدنيا فبئس المطلب |
واحذر من العجب القبيح فإنه |
داء الملوك ولا يُحَبُّ المعجَب |
وإذا طلبت العلم مفتخرا به |
ومماريا فإلى الجحيم ستسحب |
فافطن لذاك فإن فيه مواعظاً |
واكسر هواك بكَسرة لاتُشعَب |
يارب عاملنا بعفوك إننا |
نغشى حماك ولانتوب ونذنب |
فهب المسيء تفضلاً وتكرما |
للمحسنين فخاسر من تحجب |