إبني ..
حاملٌ لطفل يتيم ، كأن رحمي دار للأيتام ، مات والده ، التهمه حادثٌ بشع ، أُشفق على طفلي الذي ضاعت من قاموسه كلمة أبي ..
بعد أربعة أشهر من الوفاة ، تقدم لي كان يُحبني ، كنا نقطن حياً واحداً ، سافر ، عاد بعدما توفي زوجي ، علمَ من أهلي أنني حامل ، وافق أن ينتظرني ، نتزوج بعد الوضع ..
كنتُ أحبه ، قبل أن يركب سفينة الإغتراب ، قبل أن يبحر ، أرضاً ؛ جواً ؛ بحراً ..
عندما كان يأتي لزيارتنا ، يُحضر معه هدية لي ولطفلي ، يذهبُ معي إلى الطبيب للإطمئنان على صحتي والطفل حتى تخيل الطبيب أنه أبوه ..
كنتُ - أحياناً - أندهش من اهتمامه المبالغ فيه .. بي وبإبني ..
كان يساعدني عند السير حتى لا أتعثر ، أنساني يُتم إبني ، شعرتُ أن ربي عوضه عنه بأبٍ حنون ..
كان يطمئن بالهاتف كل ساعة ، ليسأل : أأكلتُ ؟؟..وأخذتُ دوائي ..؟ كنتُ سعيدة باهتمامه سعادة الوردة برعاية البستاني ..
يوما جاءه عملٌ ، اعتذر - هاتفياً – لسفره ، لم ينسَ أن يوصيني بالحفاظ على صحتي والجنين ..
أعثُرُ من فوقِ السُلَّم ، لتحتضنني الأرض بقوة ، أفقد طفلي ، ليفر اليتيم ، يلحق بأبيه ، كأنه أضرب عن طعام من مشاعر أبوةٍ من أبٍ بديل ..
الحزن يقطع كل ما تبقى من ذكرى زوجي ، تذكرته ، قلتُ في نفسي : ..
إنه سيفرح ، زال العائق الذي كان يؤخر زفافنا ..
يدق الهاتف ..
- مرحباً حبيبتي .. كيف حالكِ ..وحال الطفل ..؟
أبكي بشدة ..
- فقدتُ طفلي ..
يصرخ ..
- أفقدتِ طفلي ..؟
- لماذا تبكي هكذا .. ؟
- فقدنا الطفل .. إنا لله وإنا إليه راجعون ..
- أتبكي لفقدان طفلٍ ليس من صلبك ..؟
- نعم ..ألا تعلمين أن الدمعة ، التنهيدة وحبة العرق منك أعتبرهم أبنائي ، فما بالك بطفل ..