أحدث المشاركات
صفحة 2 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 97

الموضوع: نظرات نقدية في مرويات وأحداث تاريخية ..

  1. #11
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    شكراً لك أخي الكريم عبدالرحيم صابر
    على تعليقك الجميل ، وإثرائك للموضوع
    وحياك الله

    وقد أخذت بنصيحتك ووثقت النقولات بالجزء والصفحة ..

    والشيخ عثمان له باع طويل في هذه القضايا ، وكان محاوراً في برنامج ( الحوار الصريح بعد التراويح ) في قناة المستقلة ..




    تحياتي ودعائي ..


    لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير

  2. #12
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    العفو استاذتنا القديرة نادية
    فالفضل ينسب لأهله ..

    وفقنا الله جميعاً لما يحب ويرضى

    ونسأل الله تعالى القبول



    تحياتي ودعائي ..






  3. #13
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    ( 3 )
    موقعة الجمل .. أرقام ومواقف ..


    بلغ عدد جيش علي رضي الله عنه عندما قصد البصرة ليعيد الذين خرجوا إليها ، طالبين بدم الشهيد عثمان رضي الله عنه ، بلغ عدده ( 12 ) ألف رجل ، بينما بلغ عدد الذين كانوا في البصرة ما بين الستة والخمسة آلاف (1) ..
    أي أن مجموع الجيشين كان ( 18 ) ألفاً ..
    فكم كان عدد القتلى من الفريقين في هذه الموقعة ؟
    رواية رقم ( 1 ) تقول :
    ـ من أصحاب الجمل من أهل البصرة وغيرهم ثلاثة عشر ألفاً .
    ـ من أصحاب على خمسة آلاف .
    رواية رقم ( 2 ) تقول :
    ـ قُتل من الفريقين عشرون ألفاً .
    رواية رقم ( 3 ) تقول :
    ـ عدد القتلى اثنين وثلاثين ألفًا .
    رواية رقم ( 4 ) تقول :
    ـ خمسة عشر ألفًا، خمسة آلاف من أهل الكوفة، وعشرة آلاف من أهل البصرة .
    رواية رقم ( 5 ) تقول :
    قُتل من الفريقين سبعة آلاف يقول هذا المقلل ، والمكثر يقول : عشرة آلاف .

    نقد الروايات :
    1 ـ وجود الضعف من ناحية السند في بعض هذه الروايات (2) .
    2 ـ من الواضح جداً أن الأرقام مبالغ فيها ..
    فالرواية ( 1 ) تقول إن عدد القتلى ( 18 ) ألف ، وذلك يعني أن كل الذين اشتركوا في الموقعة ماتوا !!!
    والرواية ( 2 ) و ( 3 ) غير معقولة ولا مقبولة ، لأن العدد الذي قدمتاه أكثر من الذين شاركوا في الموقعة أصلاً !!!
    والرواية ( 4 ) فغير معقولة أيضاً ، لأن العدد كبير جداً ، فهل يعقل أن الناجين من موقعة الجمل ألفان فقط !!!
    والرواية ( 5 ) فيها عدد القتلى كبير جداً وبعيد عن الواقعية ، وقد ذكرها المسعودي في مروج الذهب فقال :
    ( وقد تنازع الناس في مقدار من قتل من الفريقين: فمن مقلل ومكثر، فالمقلل يقول: قتل منهم سبعة آلاف والمكثر يقول: عشرة آلاف على حسب ميل الناس وأهوائهم إلى كل فريق منهم ) (3) ..
    3 ـ أورد ابن خياط في تاريخه قائمة بعدد القتلى ، تضمنت حوالي ( 50 ) اسماً ، و ( 60 ) شخصاً نسبهم إلى قومهم من غير أن يذكر أسماءهم (4) .
    إي يكون المجموع ( 110 ) فقط ..
    4 ـ يورد الصلابي في كتابه السابق بأن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل كان ضئيلاً جداً ، ويقدم لذلك أسباباً في غاية المعقولية والواقعية :
    ـ قصر مدة القتال . حيث أخرج ابن أبي شيبة بإسناد صحيح أن القتال نشب بعد الظهر ، فما غربت الشمس وحول الجمل أحد ممن كان يذب عنه . أورده الحافظ في الفتح .
    ـ الطبيعة الدفاعية للقتال . حيث كان كل فريق يدافع عن نفسه ليس إلا .
    ـ تحرج كل فريق من القتال لما يعلمون من عظم حرمة دم المسلم .
    ـ قياساً بعدد شهداء المسلمين في معركة اليرموك ـ ثلاثة آلاف شهيد ـ (تاريخ الطبري) ، ومعركة القادسية ـ ثمانية آلاف و خمسمائة شهيد ـ (تاريخ الطبري) ، و هي التي استمرت عدة أيام ، فإن العدد الحقيقي لقتلى معركة الجمل يعد ضئيلاً جداً ؛ هذا مع الأخذ بالاعتبار شراسة تلك المعارك و حدتها لكونها من المعارك الفاصلة في تاريخ الأمم .

    أما عن أسباب المبالغة فيقول :
    ـ رغبة أعداء الصحابة من السبئية وأتباعهم، في توسيع دائرة الخلاف بين أبناء الأمة التي يجمعها حب الصحاب والاقتداء بهم بعد رسول الله .
    ـ إسهام بعض الشعراء والجهلة من أبناء القبائل، في تضخيم ما جرى وتكبيره، ليتناسب مع ما يصنعونه من أشعار ينسبونها إلى بعض زعمائهم وفرسانهم، فضلاً عن وجود قصاص السمر، ورواة الأخبار الذين يجلبون اهتمام الناس بهم، من خلال الأحداث المثيرة التي يتحدثون عنها.
    ـ إيجاد الثقة في نفوس أتباع الغوغاء والسبئية لإثبات نجاح خططهم وتدابيرهم (5) .
    5 ـ يقول الدكتور هاشم يحيى الملاح في كتابه ( الوسيط في السيرة النبوية والخلافة الراشدة ) :
    ( إن عدد القتلى كان لا يتجاوز المئات على أبعد تقدير ، غير أن ميول الرواة وأهوائهم قد ضخمت الأعداد فجعلت من المئات آلافاً ، وربما كان ذلك تعبيراً عن إحساسهم بعظم المصيبة التي أصابت المسلمين في هذه الوقعة الأليمة ) (6) .

    ومن المواقف المهمة جداً التي تخبرنا بها كتب التاريخ ، التي توضح دور المنافقين والمندسين في التحريض على القتال ، أن الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه بالأمس ، عندما رأوا أن جيش علي وجيش البصرة قد حدث بينهما تفاهم وتوافق وأنهم باتوا على الصلح وباتوا بليلة لم يبيتوا بمثلها للعافية من الذي أشرفوا عليه ، باتوا ـ أي قتلة عثمان ـ بشرّ ليلة باتوها قط قد أشرفوا على الهلكة وجعلوا يتشاورون ليلتهم كلها حتى اجتمعوا على إنشاب الحرب في السر واستسروا بذلك خشية أن يفطن بما حاولوا من الشر فغدوا مع الغلس وما يشعر بهم جيرانهم انسلوا إلى ذلك الأمر انسلالاً وعليهم ظلمة فخرج مضريهم إلى مضريهم وربيعهم إلى ربيعهم ويمانيهم إلى يمانيهم فوضعوا فيهم السلاح فثار أهل البصرة وثار كل قوم في وجوه أصحابهم الذين بهتوهم (7) .

    إخوة بعضهم من بعض ..
    ولما انتهى القتال وانهزم أهل البصرة صرخ صارخ لعلي: لا يقتل مُدبر، ولا يدفف على جريح، ومن أغلق باب داره فهو آمن، ومن طرح السلاح آمن (8) .
    وقال الحسن بن علي يصور الحالة النفسية لعلي رضي الله عنه : لقد رأيته حين اشتد القتال يلوذُ بي ويقول : يا حسن لودِدتُ أني مت قبل هذا بعشرين حجة أو سنة (9) .
    ولما رأى علي محمد بن طلحة بن عبيد الله قتيلاً قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، إن كان ما علمته لشابا صالحاً . ثم قعد كئيباً حزيناً (10) .
    وقد زار علياً عمران بن طلحة بن عبِد الله بعد سنين فرحب به علي قائلاً : إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله إخوانا على سررٍ متقابلين (11) .
    وعندما جاء قاتل الزبير بين العوام يخبر علياً بقتله حتى يحصل به حظوة ، قال : بشر قاتل ابن صفية بالنار (12) .

    ..............................
    1 ـ عصر الخلافة الراشدة " محاولة لنقد الرواية التاريخية وفق منهج المحدثين " ، أكرم بن ضياء العمري ، ص452 .
    2 ـ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، علي محمد الصلابي ، ج2 ، ص71 .
    3 ـ مروج الذهب للمسعودي ، ج1 ، ص313 .
    4 ـ تاريخه خليفة بن خياط ، ص43 ـ 44
    5 ـ سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، علي محمد الصلابي ، ج2 ، ص71 ـ 72 .
    6 ـ الوسيط في السيرة النبوية والخلافة الراشدة ، هاشم يحيى الملاح ، ص445 .
    7 ـ تاريخ الطبري ، ج3 ، ص517 ـ 518 .
    8 ـ عصر الخلافة الراشدة ، أكرم بن ضياء العمري ، ص456 .
    9 ـ الفتن لنعيم بن حماد ، ص42
    10 ـ أسد الغابة لابن الأثير ، ج5 ، ص102 .
    11 ـ المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري ، ج5 ، ص480 .
    12 ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ، ج2 ، ص74 .


  4. #14
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Jan 2012
    الدولة : مصر
    العمر : 44
    المشاركات : 250
    المواضيع : 45
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.06

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله

    الأخ العزيز بهجت رشيد..في بحوث سابقة رأيت أن شخصية .."القعقاع بن عمرو".. وهمية وليست حقيقية

    ما رأيك؟

  5. #15
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    اخي الكريم سامح عسكر
    شكراً لحضورك هنا وتفاعلك ..

    أما بالنسبة لشخصية القعقاع فراجعت الكتب فرأيت انها تذكر هذه الشخصية ومواقفها في الحروب ..
    يدعي البعض ان هذه الشخصية من مخترعات سيف بن عمر ..
    وقد وجدت ان الشيخ محمد صالح المنجد قد أوجز ترجمة القعقاع ايجازاً نافعاً ، ذكر فيها الجدل الحاصل في حقيقة وجود هذه الشخصية ..
    وهذا نص ما قاله :

    الحمد لله
    يمكننا تلخيص ما ورد في كتب التاريخ والتراجم عن شخصية القعقاع بن عمرو التميمي في الفقرات الآتية :
    أولا : اسمه ونسبه
    هو القعقاع بن عمرو بن مالك التميمي ، توسع في تفريع نسبه الإمام الطبري في " تاريخ الأمم والملوك " (3/275) بما لا حاجة إليه في هذا الجواب المختصر .
    وأما مولده ونشأته فلم يرد في الأخبار طرف منها ، ولم نجد عند المؤرخين أي حديث عنها .
    ثانيا : طبقته
    يقال إنه من الصحابة ، لذلك ذكره في الصحابة ابن قانع في " معجم الصحابة " (2/367)، وابن عبد البر في " الاستيعاب " (3/1283)، وابن الأثير في " أسد الغابة " (4/109)، وابن حجر في " الإصابة " (5/342) ذكره في القسم الأول، وَهُم: " من وردت صحبته بطريق الرواية عنه ، أو عن غيره ، سواء كانت الطريق صحيحة، أو حسنة، أو ضعيفة، أو وقع ذكره بما يدل على الصحبة بأي طريق كان " انتهى.
    ولكن ذلك لم يثبت بالدليل الصحيح ، فقد استدل على صحبته بحديثين لا يثبتان :
    الحديث الأول : روي عنه أنه قال : قال لي رسول اللَّه صلّى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم :
    ( ما أعددت للجهاد ؟ قلت : طاعة اللَّه ورسوله ، والخيل . قال : تلك الغاية )
    رواه ابن قانع في " معجم الصحابة " (2/367)
    الحديث الثاني : كما روي عنه أنه قال :
    ( شهدت وفاة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ، فلما صلينا الظهر جاء رجل حتى قام في المسجد ، فأخبر بعضهم أن الأنصار قد أجمعوا أن يولوا سعدا - يعني ابن عبادة - ويتركوا عهد رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله وسلم ، فاستوحش المهاجرون ذلك )
    رواه ابن السكن – كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في الإصابة " (5/343)-.
    وكلا هاتين الروايتين في إسنادها سيف بن عمر الضبي التميمي ، وهو في ميزان المحدثين من الضعفاء ، بل قال أبو داود: ليس بشيء . وقال ابن عدي : عامة حديثه منكر . وقال أبو حاتم : متروك . وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الأثبات . انظر: " تهذيب التهذيب " (4/295-296)
    لذلك قال ابن أبي حاتم رحمه الله :
    " قعقاع بن عمرو قال : شهدت وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه سيف بن عمر عن عمرو بن تمام ، عن أبيه عنه ، وسيف متروك الحديث ، فبطل الحديث ، وإنما كتبنا ذكر ذلك للمعرفة " انتهى من " الجرح والتعديل " (7/136)

    فالخلاصة أنه لم تثبت صحبته ، فيبقى أنه من كبار التابعين .
    لذلك قال ابن عبد البر رحمه الله – عن القعقاع وأخيه عاصم - :
    " لا يَصِحّ لهما عند أهل الحديث صُحبة ، ولا لقاء ، ولا رواية ، وكان لهما بالقادسية مشاهد كريمة ، ومقامات محمودة ، وبلاء حسن " انتهى من " الاستيعاب " (2/784)
    وقال الصغاني رحمه الله :
    " في صحبته نظر " انتهى من " جامع التحصيل " (ص/257)

    ثالثا : الثناء عليه بالفروسية والشجاعة
    اشتهر القعقاع بن عمرو في كتب التاريخ بفروسيته التي لا تبارى ، وشجاعته في ميادين الجهاد ، وشخصيته القيادية القوية ، حتى روي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال :
    " لصوت القعقاع بن عمرو في الجيش خير من ألف رجل "
    أقدم من ذكر هذه الكلمة – فيما رأينا – ابن الأثير في " أسد الغابة " (4/390)
    وروي عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه قال أيضا :
    " لا يهزم جيش فيه مثل هذا "
    أقدم من ذكر هذه الكلمة – فيما رأينا – أبو علي مسكويه (ت421هـ) في كتابه " تجارب الأمم " (1/332)
    وقالوا :
    " كتب عمر إلى سعد : أيّ فارس كان أفرس في القادسيّة ؟ قال :
    فكتب إليه : إني لم أر مثل القعقاع بن عمرو ، حمل في يوم ثلاثين حملة ، يقتل في كل حملة بطلا " انتهى من " الإصابة " (5/343)
    وقال ابن عساكر رحمه الله :
    " وكان أحد فرسان العرب الموصوفين وشعرائهم ، شهد اليرموك وفتح دمشق ، وشهد أكثر وقائع أهل العراق مع الفرس ، وكانت له في ذلك مواقف مشكورة ، ووقائع مشهورة " انتهى من " تاريخ دمشق " (49/352)
    وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " هو الّذي غنم في فتح المدائن أدراع كسرى ، وكان فيها درع هرقل ، ودرع لخاقان ، ودرع للنعمان وسيفه ، وسيف كسرى ، فأرسلها سعد إلى عمر . وذكر سيف بسند له عن عائشة أنه قطع مشفر الفيل الأعظم ، فكان هزمهم " انتهى من " الإصابة " (5/344)

    وهكذا كانت حياة هذا المجاهد حياة قتالية جهادية ، تفاصيلها ساحات المعارك ، وأخبارها روايات الحروب ، فقد شارك في حروب الردة إلى جانب خالد بن الوليد بحزم وقوة ، وشارك في فتوح العراق وشهد أكبر المشاهد فيها كالقادسية ، وشارك في فتوح الشام وشهد اليرموك ، كما شارك في فتوح مصر ، كما كان صاحب مواقف ثابتة ومعروفة في فتنة الصحابة ، ونحن لسنا بصدد بيان تفاصيل تلك المشاركات ، وتوثيق المصادر التي نقلت مشاركة القعقاع فيها ، فذلك شأن آخر محله الدراسات المتخصصة التاريخية ، ولكننا نود أن نشير هنا إلى جوانب من شخصيته يمكن أن تساعد الباحث على بغيته منها .

    رابعا : الثناء عليه لشعره
    ومن أهم جوانب شخصية القعقاع أيضا الشاعرية ، فقد امتلأت بطون كتب التاريخ شعرا من شعره ، وكان المؤرخون يأخذون تفاصيل الأحداث من وصفه الدقيق لمجريات المعارك .
    يقول الباحث عبد الباسط مدخلي :
    " يعتبر القعقاع بن عمرو التميمي من الفرسان الذين قالوا الشعر ، ولم يذكر المؤرخون شيئا عن شعره قبل الإسلام ، وإنما اتفقوا على قوله الشعر بعد إسلامه .
    وكان القعقاع من أولئك المتحمسين للفتوحات الإسلامية ، ووجد فيها ضالته عندما اشترك فيها ، وكان له تأثير كبير جعله يقرض الشعر في المعارك والحروب الإسلامية .
    ويعد شعره وثيقة تاريخية بالغة الأهمية ، حيث لم يترك معركة اشترك فيها إلا وصورها بشعره تصويرا دقيقا ، يتفق مع الأحداث التاريخية اتفاقا تاما ، ويشيد فيه ببطولته وبطولة إخوانه المسلمين وبلائهم في هذه الفتوح ، حيث نراه قد قرض الشعر في أكثر المعارك التي اشترك فيها في بلاد فارس...ويكاد يكون القعقاع أكثر شعراء الفتوح شعرا ، فله في كل معركة ، وفي كل موقف ، مقطوعة شعرية أو أكثر ، على حسب أهمية الحدث...وأكثر ما يتناول في شعره عبارات الجهاد ، والإيمان بالله ، وطلب الشهادة التي كان يتمناها ، وهو يرجو بذلك وجه الله وجنته التي أعدها للذين يجاهدون في سبيله ، منطلقا في ذلك من قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ ) آل عمران/142" انتهى من " القعقاع بن عمرو التميمي ودوره في الفتوح الإسلامية وأحداث عصر الراشدين " – رسالة ماجستير في التاريخ الإسلامي – جامعة أم القرى . (ص/87-88)

    خامسا : الجدل في حقيقة وجود هذه الشخصية
    لعل أقدم المصادر التي توسعت في الإخبار عن شخصية القعقاع بن عمرو هو الواقدي في كتابه " فتوح الشام "، وأيضا كتب سيف بن عمر الضبي ، ثم تتابعت على ذلك معظم كتب التاريخ الموسعة .
    وذلك ما قاد – في ظننا - إلى جدل واسع في عصرنا الحاضر عن حقيقة هذه الشخصية ، ما بين منكر لوجودها ، ومثبت لها .
    والحق يقال : إن أخبار القعقاع بن عمرو وسيرته الجهادية لا نكاد نقف عليها إلا من خلال كتب سيف بن عمر الضبي التميمي والواقدي ، وقد سبق بيان كلام النقاد فيهما وأن كلا منهما متروك الحديث لا تقبل رواياته الحديثية .
    ولكن هل تقبل رواياتهما التاريخية ؟
    ذهب المتأخرون من المحدثين إلى قبول ما يحكيانه على سبيل التاريخ والأخبار ، ولكن بشرطين اثنين :
    1- أن لا تتعارض مروياتهما التاريخية مع التاريخ الثابت بالأسانيد والأخبار الصحيحة .
    2- أن لا تشتمل هذه الأخبار على الأحكام الشرعية والمسائل العلمية .
    فإن تم هذان الشرطان فلا يجد العلماء غضاضة في حكاية كلام كل من سيف بن عمر والواقدي ، ونقل أخبارهما .
    لذا يقول الحافظ الذهبي رحمه الله – في سيف بن عمر - :
    " وكان إخباريا عارفا " انتهى من " ميزان الاعتدال "
    ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله :
    " ضعيف الحديث ، عمدة في التاريخ " انتهى من " تقريب التهذيب " (262)
    على أن الواقدي أحسن حالا بكثير من سيف بن عمر .

    رابعا : وفاته
    يقول الباحث عبد الباسط مدخلي :
    " لم نعد نجد للقعقاع بن عمرو بعد معركة صفين ذكر في المصادر أو مشاركة في الأحداث بعد هذه المعركة .
    وهناك اضطراب في تاريخ وفاته ، فالطبري يذكر أن معاوية بن أبي سفيان أخرج من الكوفة إلى إيليا بفلسطين قعقاع بن عمرو بن مالك في سنة (41هـ)
    فعلى ذلك تكون وفاته بعد سنة (41هـ)، ولم تذكر المصادر سنة وفاته بالتحديد ولا المكان الذي دفن به .
    ويذكر الزركلي أنه توفي نحو سنة (40هـ)، ولكنني أشكك في ذلك ؛ لأنه لم يستق ذلك من مصدر قديم ، وإنما بنى ذلك على عدم ذكر المصادر للقعقاع بعد معركة صفين ، فذكر أنه توفي نحو سنة (40هـ) " .
    انتهى من " القعقاع بن عمرو التميمي ودوره في الفتوح الإسلامية وأحداث عصر الراشدين " (ص/264)
    والله أعلم .

    المصدر : موقع الاسلام سؤال وجواب .
    http://islamqa.info/ar/ref/170087



    تحياتي ..








  6. #16
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    وجدت قبل قليل أثناء البحث القولة التالية و هي منسوبة للمؤرخ الإغريقي بلوتارخ :


    من أصعب الأمور تتبع ومعرفة حقيقة أي شيء عن طريق التاريخ.

    ما رأيكم ؟؟ ( أرجو ألا يكون سؤالي نشازا ، بعيدا جدا عن الموضوع المطروح )

    مع التحية .
    http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

  7. #17
    الصورة الرمزية عبد الرحيم بيوم أديب
    هيئة تحرير المجلة

    تاريخ التسجيل : Apr 2012
    الدولة : المغرب
    المشاركات : 2,249
    المواضيع : 152
    الردود : 2249
    المعدل اليومي : 0.51

    افتراضي

    امتاز التاريخ الاسلامي عن غيره بعلم الاسناد
    فلا تنطبق مقولته علينا
    وما هذا الموضوع الماتع من اخينا الفاضل بهجت الا دليلا على ذلك
    وتحية لك اختي نادية

  8. #18
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صابر مشاهدة المشاركة
    امتاز التاريخ الاسلامي عن غيره بعلم الاسناد
    فلا تنطبق مقولته علينا
    وتحية لك اختي نادية
    =========

    صدقت ،

    و خاصة حين يكون عقد الرواة منظوم من الصادقين الثقاة .

    بارك الله فيك .

  9. #19
    الصورة الرمزية بهجت عبدالغني مشرف أقسام الفكر
    أديب ومفكر

    تاريخ التسجيل : Apr 2008
    الدولة : هنا .. معكم ..
    المشاركات : 5,142
    المواضيع : 253
    الردود : 5142
    المعدل اليومي : 0.88

    افتراضي


    وتبقى صعبة ..
    ومثلما قال الاخ صابر فقد تميزنا بالاسناد
    وهو علم في غاية الاهمية ، ابدعنا فيه في علم ( مصطلح الحديث ـ الجرح والتعديل )
    لكن اظن ان الامر بالنسبة للتاريخ يحتاج الى جهود كبيرة
    هناك محاولات جيدة للاستفادة من هذا العلم في التاريخ
    لكن نحتاج الى الكثير ..
    ..........................

    بالنسبة لقول المؤرخ الإغريقي بلوتارخ ، هل نستطيع من خلال مقولته التأكد من حقيقة ما قاله ؟

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


    استاذتنا القديرة نادية
    شكراً لاطلالتك المبدعة ..


    تحياتي ..



  10. #20
    الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    المشاركات : 20,306
    المواضيع : 329
    الردود : 20306
    المعدل اليومي : 3.19

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الرحيم صابر مشاهدة المشاركة
    امتاز التاريخ الاسلامي عن غيره بعلم الاسناد
    فلا تنطبق مقولته علينا
    وما هذا الموضوع الماتع من اخينا الفاضل بهجت الا دليلا على ذلك
    وتحية لك اختي نادية
    ==========

    قرأت موضوعا عن علم الإسناد ، نقلته إلى الواحة لتفيدونا بتعقيبكم

    على مادته، والإضافة إليه إن أمكنكم . و هذا رابطه:


    https://www.rabitat-alwaha.net/molta...d=1#post711872

صفحة 2 من 10 الأولىالأولى 12345678910 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. نظرات نقدية في مرويات وأحداث تاريخية ..
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى الحِوَارُ المَعْرِفِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-06-2012, 01:24 PM
  2. محاسن بيومي وأحداث تفجير كنيسة الإسكندرية
    بواسطة محاسن بيومي في المنتدى أَدَبُ العَامِيَّة العَرَبِيَّةِ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 11-01-2011, 08:37 AM
  3. ستة مظاهر تاريخية للبركة في فلسطين
    بواسطة صهيب توفيق في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 19-11-2007, 01:51 PM
  4. الأدب الروسي .. نظرة تاريخية ..
    بواسطة د.الشاعر أوس المبارك في المنتدى الشِّعْرُ الأَجنَبِيُّ وَالمُتَرْجَمُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 29-06-2007, 11:51 PM
  5. هورست كولر : زيارة تاريخية ( المانية ) الى القدس
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 02-02-2005, 04:09 PM