وأنا لا أقول أن التماهي بين العقل والوحي حاصلاً ؟
الوحي : وحي وليس عقلاً ، والنبي بشر وليس وحياً .. والقدسية المشتركة بينهما لها حضور حين يحضر المقدس الذي هو هنا ( القرآن : كلام الله تعالى ) ولاننسى أن فكرة الحديث القدسي تكون من جهة الوحي وليس اسلوبه وترتيب ألفاظه فهي من اختصاص النبي ولذلك قال النبي عن نفسه ( أنا أفصح العرب بيد أني من قريش ) ..
أما قدسية السنة النبوية فهي مرتبطة بالوظيفة الابلاغية للنبي التي حصرها القرآن في قوله تعالى ( فهل على الرسل إلا البلاغ المبين ) وهذا البلاغ لاعلاقة للعقل فيه وقد حدد القرآن وحصّن (كلام الله)وميزه عن(كلام الرسول) فقال الله ( وماينطق عن الهوى)
وحين تأخر الوحي عن الرسول ... ماذا حصل ؟
حزن الرسول وخاف من غياب الوحي !!!
لنأتي أنا وأنت بعد مئات السنين ونقول : أن الله تعالى يرزق ويخلق ويحيي ويميت ولكن النبي وكذلك الوحي لايفعلون ذلك فجميع مخلوقات الله تنتظر قرار الله فهو الآمر وجميع مخلوقاته مأمورين ... وعند البخاري جاء في كتاب (الاعتصام بالكتاب والسنة) يقول : (باب ما كان النبي يُسأل مما لم ينزل عليه الوحي ) فيقول : (لا أدري ، أو لم يجب حتى ينزل عليه الوحي ) ولم يقل برأي عقله ولم يستخدم القياس العقلي
فما الذي حصل ؟
العقل : ليس مقدساً
لسبب بسيط هو : لاعلاقة له بقدسية كلام السماء( القرآن والسنة الصحيحة)
فالعقل : هو آلة ووسيلة من وسائل تحصيل المعرفة للبشر
وسبب آخر - خفي - هو : لادخل لعقل النبي في نقل النص من السماء إلى الأرض .. وإلا صار كرسول النصارى
وبعد كل ماسبق :
أين نضع( العقل ) في فهم واستيعاب النص المقدس ؟
الجواب :
هنا ثلاث مستويات :
1- العتاب القرآني للنبي :في آيات عدة تخص وقائع عدة مثل قوله تعالى (لم تحرم ما أحل الله)
2-النسخ القرآني لتشريع النبي كما حصل في حادثة سرقة بني ابيرق ( الآية 102 النساء) وكما في قوله تعالى(لاتصل على أحد منهم )
3- العتاب النبوي للصحابة (أنتم أعلم بأمور دنياكم)
نعم الرسول هو ( مشرّع ) يصحح له القرآن ويرفض تشريعه .. ( المستوى الأول والثاني) والرسول أيضاً يترق وقث بشريته فيصلي العصر ركعتين ناسياً ثم يتدخل في تفاصيل حرفة مزارعين ثم يقول لهم أنت أعلم .
ونحن نتبع الرسول في تلك الفضاءات الثلاث ... ولكن مو موقف الاتباع فلانشرّع بل نتبع تشريعه
وعند هذه الجزئية نقف مع ( العقل الفقهي ) في وثقة لاحقة أخي بهجت ..
اعترف أني القاصر فما كان حقاً فمن الله وماكان باطلاً فمن عقلي ..
أسعدك الله برضاه.
وجزيتم اخواني كل الخير ..
بوركتم.