المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة بلحاج
الدليل
طالبوه بالدليل الذي يبرهن، أن الملابس المرقعة،
و الجسد الأعجف، وملامح الفقر المدقع، هي موصومة
منذ زمن، وليست وليدة اللحظة! فتركها تئن
على الرصيف، ثم هرع من أجل الدليل.
قبل الرؤوس والأيادي، ولَعن ولُعن..!
ثم حصل على الورقة مرفقة بالإهانة!
وحين عاد إليها كان ابنه، قد ولد فوق الرصيف..
لو فتح فاهه لحظة هذا الفقير ,وطالب بحق بسيط من حقوقه لكانوا سمعوه وفهموه وسحبوه من غير دليل
أما وهو يطالب بحسنة منهم بذلّ وألم فلا بد له من دليل قاطع وكأنهم لا يعلمون من أمره شيئا
هذة هي قوانينا القاسية الباردة العرجاء
المدرسة
تقوقع داخل الرحم – لكن - الأصابع أمسكته وشدته من أذنه!
ثم شدته من قدميه وصارت تحركه على شكل دائريّ،
و إلى الأمام والخلف كالأرجوحة! ثم هزته بقوة، و صفعته على ظهره،
ثم وضعته فوق ميزان بارد، وهلّلت إنه بصحة جيدة..!
حمله والده بين ذراعه، فتطلع الصغير بعينين جاحظتين
في اتجاهات مختلفة، وصار يخربش..!
فتساءل الأب في نفسه: من أين له هذا..؟!!
لا يحتاج للسؤال هذا الأب ,فالمسألة فيه وليس بالجنين المولود منذ هنيهة
حـلـم
وضعها تحت إبطه! ثم تقوقع تحت بطانيته.
لفه الصقيع فوق الرصيف -أحس بجمود أطرافه -
فكلما غطى قدميه بقي صدره عارياً،
وإذا غطى صدره تجمدت قدميه بالصقعة.
تطلع إلى الأفق بنظرة فيها الكثير من الأماني!
ثم انكمش على نفسه بشكل دائريّ،
وغفا مع حلمٍ راوده لسنين، بأن يكون له
– في يوم ما - مكاناً ما في القمة..
لأنه يعلم أن لا أحد يتمتع بالدفئ إلا من كان بالقمة
القمة أو لا شيء
قانون الغاب
السلام عليكم صديقتي العزيزة فاطمة
قصص تحكي الواقع
جميلة ,,موحية ,مؤثرة للغاية
شكرا لك
ماسة