يُعد بوش واحدًا من ألد أعداء الإسلام وأكثرهم دمويه وإجرامًا وكذبًا ونفاقـًا .. إنه نموذج قبيح لشياطين الأرض ونموذج فج لسفلة العالم ممن يفكرون بعضلاتهم وليس بعقولهم ..
إنه يُعد واحدًا من أبرز حكام أمريكا الفاشلين ، ومازال قول أمه يتردد فى جنبات العالم ( ها هو أغبى أولادى أصبح رئيسًا للبلاد ) ..
بوش لا يتحرك وفق مبادئ أو قيم ، وإنما يتحرك وفق قوة عمياء أفقدته البصر والبصيرة ..
إنه يناطح الصخر ويكرر نفس القول فى كل مناسبة ويقول : لن نترك العراق حتى نحقق أهدافنا ، ويعلن : مهما بلغت المقاومة فلا يوجد شئ يمكن أن يثنيه على مواصلة البقاء فى العراق ، ولهذا الأرعن أقول وبلغة أبناء البلد : وحياة أمك التى لا نعرف لها اسمًا ستخرج من العراق مذلولاً مدحورًا تلعق جراحك مثل الكلب الأجرب الذى مرغت المقاومة أنفه فى التراب ، وستجلس إلى جوار والدك الذى لم يعلمك الأدب ولم يعلمك غير الغرور والغطرسة .
فى العراق ـ يا وضيع ـ سترى ما لا يخطر على قلب بشر ، وستتعلم فى بغداد ما لم تتعلمه فى جامعات أمريكا ، وستعرف معنى الرجولة والشرف وستدرك كم كنت ساذجًا يوم اتخذت قرارك بالحرب على العراق .
كان عليك أن تتثقف أولاً قبل أن تشن الحرب ، وتدرس التاريخ قبل أن تذهب للعراق وتحارب الآمنين .. العراق دار خلافة لخمسة قرون متتابعين ( 132 ـ 656 ) ، والعراق أيضًا أرض صحابة وفروسية وخطابة وعلماء وحكماء وشعراء ..
كان عليك أيضًا أن تدرس جغرافية العراق لتعلم أن العراق يعد نموذجًا فريدًا فى موقعه حيث تمتد حدوده مع ست دول فيها من القوميات والمذاهب والأعراف واللغات والأصول والعادات ما لا يمكن السيطرة عليه أو التحكم فيه ..
كان عليك أن تدرس الإسلام لتتعلم منه كيف يحسبها المسلم ، فإن للمسلم حسابات تخالف كل حساباتكم ، وأن المسلم يواجه الدبابة بالحجارة وينتصر ، ويواجه الطائرة بالرشاش وينتصر .. المسلم يحارب بعقيدته ويفعل ما فى وسعه ويترك النتائج للخالق ..
غاب عنك الكثير والكثير ، ولم يهمس فى أذنك صديق عربى أو ناصح أمين ويقول لك : ان العراق بلد الحضارات والصولات والجولات ، وقد يصبر العراقى العمر كله على ما هو أمَر من الصبر ولا يصبر يومًا واحدًا على عار الاحتلال .
خدعوك وقالوا : أرحنا بها يا بوش .. فلا أرحت الخونه ولا جنيت مكاسب لبلادك ، وها أنت تتسول المساعدة حتى من الدول الضعيفة وتستقبل كل يوم على أم رأسك من ضربات الأحذية العراقية ما تنوء عن حمله الكلاب ، وها هى اصابع المجاهدين تترك فى كل صباح ومساء آثارها على "قفاك" الأملس الذى يشبه أعناق الغوانى .
لقد اتخذت قرارًا دون أن تدرى عواقبه وأقدمت على حرب دون أن تعلم نتائجها ونسيت أن فى أمريكا فقراء أكثر مما فى العراق وأن العجز وصل فى الموازنة الأمريكية فى عهدك إلى أكثر من 455 مليار دولار بعد أن كان فائض الميزانية فى عهد كلينتون 260 مليار دولار !!
ماذا أخذت من حربك على العراق ؟!!
مئات القتلى وآلاف الجرحى وذل وإذلال ما بعده إذلال .. لقد "أخصتك" المقاومة العراقية وجعلتك تعيش نصف رجل مثلما "أخصت" والدك من قبل وجعلته يعيش نصف امرأة !!
لقد أوقعك جهلك فى عرين الأسد فماذا أنت فاعل ؟!!
كان بإمكانك ـ يا جاهل ـ أن تفخر بقوة بلادك فى موقع آخر ومكان بعيد عن حدود العراق .. كان بإمكانك أن تعبث بأسلحتك فى وطن آخر ليس عاصمته بغداد ، لكنكم لم تتعلموا الدرس ولن تتعلموه .
لقد تذوق بوش طعم المستغربين العرب فتصور أن البضاعة كلها من هذا الصنف .. لم يعرف حقيقة الإسلام ولم يراه فى عيون الخونه من العملاء فخاض حربه على أفغانستان وألحقها بغزوه للعراق متصورًا أن الحرب فى ديار الإسلام ستكون نزهة وأن دماء المسلمين ستكون رخيصة ، فراح يدمر المبانى وينشر الخراب ويقتل الأطفال والنساء ويهلك الحرث والنسل ويقتلع الأشجار ويلوث الأنهار ، وها هو الآن بعدما أفرغ كل ما فى جعبته يقف عاجزًا عن فرض سيطرته على شبر واحد من العراق العظيم معلقـًا آماله اليوم على من ينقذة والساقطين أمثال علاوى والياور وكل الخائنين ، ويوم تسقط هذه النفايات سيعود العراق إلى أهله الحقيقيين وليس إلى رجال الشرطة المزيفين أو إلى أعضاء الحكومة الخائنين .
الصوت اليوم للشعب العراقى ولن يكون لأحد غيره ..
يقول أبو القاسم الشابى :
إذا الشعب يومًا أراد الحياه فلابد أن يستجيب القــــــــدر
ولابد لليل أن ينجلـــــــــى ولابد للقيد أن ينكســــــــــــر
ومن لم يُعانقه شوق الحيـاه تبخر فى جوها واندثــــــــر
فويل لمن لم تشقه الحيـــاه من صفعة العدم المنتصــــر
كذلك قالت لى الكائنــــات وحدثتنى روحها المستتـــــر
ودمدت الريح بين الفِجاج وفوق الجبال وتحت الشجر:
"إذا ما طمحت إلى غايـــةٍ ركبت المنى ونسيت الحذر"
"ولم أتجنب وعور الشعاب ولا كبة اللهب المستعـــــر"
"ومن لا يحب صعود الجبال يعيش أبد الدهر بين الحفر"
بيض الله وجه المقاومة العراقية وزادها تشريفـًا وتكريمًا ، وسود الله وجه الخونه والمرتزقة وزادهم إذلالاً وتحقيرًا .
إن الله إذا أحب قومًا أعزهم بالجهاد ، وإذا رضى عنهم أكرمهم بالشهادة ، والعراق اليوم يضيف إلى صفحاته الخالدة أعز صفحات التاريخ .. العراق اليوم يصنع مجد الأمة المقهورة ويعيد إليها الأمجاد المسلوبة .. العراق اليوم لا يدافع عن نفسه بقدر ما يدافع عن أمته ودينه .. إنه يعيش فى معية الله وفى شرف المقاومة ويتوج سنوات صبره الطوال بتلقين عدوه دروس الكرامة والإباء .. العراق هو الجزء الحى فى شرف الأمة .. يتحرك ويناور ويضحى ويقاوم ويصنع مجده بيده لا بيد غيره ، ولن يخيب الله أمله ولن يخلف الله وعده .. سينتصر العراق وسيظل اللبنة العصية فى جدار الحلم الإسرائيلى .. سينتصر العراق وسيقود شعوب المنطقة للتخلص من العملاء .. العراق ليس هؤلاء الأشخاص الطافين كالسمك الميت على السطح .. العراق يعيش فى عمق الشعب وليس فى عمق الياور أو علاوى .. العراق لن يكون أبدًا تلك الرغاوى ...
يقول تعالى : (( فأما الزَبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض )) العراق هو التاريخ الممتد منذ آلاف السنين .. العراق وطن ، والوطن لا يُباع .. وشرف ، والشرف لا يمكن المساومة عليه .. العراق ليس فصل فى مسرحية ولا ظاهرة عبثية .. العراق كان قبل أن توجد أمريكا ، وسيبقى بعد أن تفنى أمريكا .. العراق اليوم لا يريد من يبكى عليه .. العراق يريد من ينصره ولا يخذله .. نحن أولى بالبكاء على أنفسنا .. العرب يبكون حال العراق ، وحال العرب أولى بالبكاء .. كثيرًا ما يبكى المريض حال غيره وهو الأولى بالبكاء على نفسه .. العراق ليس مرض .. إنه أعراض لمرض أصاب الأمة ، وحرارته هى حرارة المريض التى تكشف عن المرض الذى تمكن سرًا من الجسد .. نحن المرض الذى أصاب العراق ، وحرارة العراق هى التى كشفت هذا المرض .
سيجد العراق مخرجًا مهما طال الأمد لأنه الآن يقاوم ويدفع الثمن ، أما نحن فسنظل فى أوطاننا نـُعلف مثلما تعلف المواشى حتى يحين موعد الذبح ..
ما أوسع الفرق بيننا وبين العراق ...
العراق يدفع ضريبة الكرامة ، ونحن ندفع ضريبة الذل ..
العراق يرفع رايات الحرية ، ونحن نرفع الرايات البيضاء ..
العراق يطوى ليله ويزحف إلى الفجر ، ونحن نترك النهار ونسعى إلى الظلام ..
لقد ضحى الخونه العرب بالعراق لأنه الشئ الوحيد الذى يذكرهم بالكرامة .. والشهامة .. والعزة والإباء .
العراق يُعد واحدًا من أهم معاقل الرجال يعيش فى منطقة تعج بحظائر الأقزام .. العراق لغة غير مفهومة بالنسبة للخونه .. لغة لا يعرفها غير الرجال .. العراق مقاومة ونضال وكلمات حية اختفت من قاموس الخونه وحل محلها الهمبورجر والبيتزا .. العراق ليس نهر وتمر وماء ولكن إباء .. العراق هو البلد الوحيد الذى مازال يؤمن بأن الكرامة الحقه حيث لا توجد أمريكا .. العراق تاريخ يعلمه القاضى والدانى ولا يخذله إلا أولاد الزوانى .. العراق يبنى وأمريكا تهدم .. العراق يعمر وأمريكا تخرب .. العراق يحرر الإنسان وأمريكا تستعبده .. العراق واضح وصادق وأمريكا مشوهة المعالم ...
يقول "آلان جرينسبان" رئيس مجلس الاحتياطى الاتحادى بالبنك المركزى الأمريكى : ( إذا قلت لك شيئـًا كان بإمكانك فهمه فإننى أكون قد ارتكبت خطأ ) إنه الغموض والخداع والكذب والتضليل .. لا يحكم أمريكا مبادئ إنسانية .. يحكمها مصالح دائمة .. يقول هنرى كسنجر : ( ليس لنا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة .. لنا فقط مصالح دائمة ) .
مخبول من يصادق أمريكا ويعطى الأمان لها ، ومخبول أكثر من يبتسم فى وجهها ويشعر أنه فى أمان ولا يعلم أن هلاكه فى حبها .
الخونه العرب قدموا لأمريكا كل ما تريد دون أدنى تحفظ أو خطوط حمراء .. تنازلاتهم لا تعرف الحدود .. كل شئ فى الوطن صار على طاولة المفاوضات .. كل ثوابت الأمة باتت محل نقاش وتقدير .... وفى النهاية نفعل ما تريده أمريكا !!
تتسرب من أمريكا المشاريع والخطط فنرتعد ، وبعد عام واحد نجد كل ما ارتعدنا منه واقعًا ملموسًا نحياه ونمارسه وفى أحيان كثيرة نألفه !!
كل ما تريده أمريكا نفعله حتى ما يمس الدين والعقيدة وأمن الوطن !!
لا أحد يعرف كيف يفكر الحكام العرب !!
لا أحد يعلم دوافع كل هذا الانهيار والذوبان والسقوط والتراجع !!
لا أحد يعلم كيف وصلت بنا الأمور إلى هذا الحد المهين والمخزى !!
الساقطة تستطيع أن تقول لا ... فكيف لا نقولها ؟!!
حتى عبارات الشجب لم نعد نقوى عليها !!
لقد تعرينا أمام العالم بصورة فاضحة جعلت من كان يتعاطف معنا ينقلب علينا !!
أصبحنا نأكل ما تريده لنا أمريكا .. حتى لو كان سم !!
أصبحنا نشرب ما تقدمه لنا أمريكا .. حتى لو كان ذل !!
أصبحنا نلبس ما تريده لنا أمريكا .. حتى لو كان عار !!
أصبحنا نشاهد ما تقدمه لنا هوليود .. حتى لو كان فحشاء ومنكر !!
أصبحنا نغضب على من تغضب عليه أمريكا .. حتى لو كان جارًا مسلمًا !!
أصبحنا نرضى عن من ترضى عنه أمريكا .. حتى لو كان يهوديًا فاسقـًا !!
أدرنا الظهر لفلسطين ، ولم يعد لنا شأن بالعراق .. تركنا السودان تقطعه سكاكين الغرب ، وأصبحت كل دولة فى عالمنا العربى متقوقعة داخل حدودها لا شأن لها بما يحدث على الحدود حتى لو أصابها شئ تصبر وتحتسب وتتحلى بالحكمة والواقعية !!
لا يحق لنا عمل أى شئ غير تنفيذ الأوامر ، وما يفعله بعض حكامنا يحدث بإيعاز من أمريكا ، وما يُسكت عنه يُسكت إرضاءً لأمريكا !!
الشئ الوحيد الذى توحدنا فيه هو العمل لإرضاء أمريكا ، ولو كانت أمريكا دولة معتدلة لهان الأمر ، لكن أمريكا دولة فاجرة وفاسقة وظالمة وغير عادلة .. أمريكا دولة غير محترمة تناصبنا العداء جهارًا نهارًا سلمًا وحربًا قولاً وفعلاً إغراءًا وتهديدًا ، ولم يسلم من أذاها دولة عربية واحدة .. لقد تعاونا معها فى عنفوان ضلالها وفجورها وظلمها وضربها عرض الحائط بكل الشرائع والقوانين .. لقد تعاونا معها حتى وهى تضرب أجزاء منا .. تعاونا معها وهى تنتهك حرماتنا وتناصر اليهود علينا .. حاصرنا العراق وليبيا والسودان بأمر منها .. عادينا المقاومة الإسلامية فى فلسطين بإيعاز منها .. ضربنا العراق أكثر من مرة وحرمناه الغذاء والدواء وكل شئ حتى فى رمضان ...!!
لماذا فعلنا كل ذلك ؟!!
ما هى الدوافع التى دفعتنا إلى ذلك ، وما هى المكاسب التى حصلنا عليها ونحن نتخلى عن ديننا وأوطاننا ؟!!
يقول الله تعالى : (( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار )) فهل يوجد فى العالم كله ظالم أشد ظلمًا من أمريكا ؟!!.
والمؤسف أن أكثر الناس خيانة أكثرهم مالاً وعلمًا .. الإنسان البسيط لا يعرف الخيانة .. الفلاح والعامل والأجير لا يعرفوا الخيانة ..معظم المثقفون وحدهم صاروا أرباب الخيانة .. يخون المثقف نفسه ، ثم يخون أهله ، ثم يخون وطنه ، وبعد ذلك يفقد كل عزيز !!
هل يخونون للخيانة ـ أم يخونوا انتقامًا من الأمانة ؟!!هل يتقربوا للشيطان من أجل دوام السلطان ـ أم من أجل ماذا يخونون ؟!!
إن الخيانة كثيرًا ما تكون قرينة العلم الفاسد .. وعلمنا كله أصبح فاسدًا ، وكثيرًا ما تكون الخيانة نتاج سوء التربية .. وقد أهملنا كل وسائل التربية ، وعندما يفسد العلم وتفسد التربية قل على الدنيا السلام .
الرجل الذى يخون زوجته لا يشترط أن يخونها مع من هى أفضل منها .. قد يخونها مع الخادمة ، والحاكم الذى يخون وطنه قد لا يخونه من أجل وطن أفضل من وطنه .. فقد يخونه مع أمريكا ، والشيخ الذى يخون دينه لا يشترط أن يخونه من أجل دين أفضل من دينه ، فقد تكون الخيانة من أجل مشرك أو شيطان .
إن العلم النافع يبدأ بالتقوى .. يقول تعالى : (( واتقوا الله ويعلمكم الله )
منقول