أخي العزيز والمبدع المتألق .. الدكتور سمير العمري .. تحية طيبة ..
رجعت إلى النص من جديد كقارئ لا ككاتب له ، فعلا لا يمكن أن نعول على القارئ أن يؤول ما يريده الكاتب من خلال التأويل المحلي ــ المقامي ، أعتقد أن الجملة الأخيرة / فانكشفنا مع آخر ضياء / لها علاقة بجملة / والمساء لا زال حياً / فمن خلال الجملتين يمكن أن نحدد الفضاء الزمني ، بدايته كانت في فترة النور ، بعدما كانت أشعة الشمس مضيئة ، ولما كان آخر ضياء أي غياب نور الشمس وبداية دخول الظلام تم الانكشاف ، والانكشاف لا يستغرق زمناً طويلا ، فالرؤية لا زالت واضحة وإن كانت تضعف تدريجياً ..انكشاف متعدد الدلالات : النفسي الفكري ،الأسرة والمحيط ..النية الصادقة ، الكلام المزيف ...الواقع الخيال ..
بطلان مارسا حركاتهما ومتمنياتهما خلال نور النهار ، وبمجرد حلول الظلام بدأ الانكشاف عن حقيقة نواياهما ، انتقال من وضعية النور إلى وضعية الظلام هو انتقال متواز من وضعية الصفاء والوضوح إلى وضعية الشبهة والتغير في الرغبة والسلوك .. في البداية تمتعا بحوار هادئ ودافئ بينهما ، بطل مندفع وجريء ، وبطلة متخوفة ،مترددة ، ولما دخل الظلام دخل كل منهما في ظلمة النفس والذات .. والقارئ هو الذي يفضفض هذه الدلالة بما يراه منسجماً مع جزئيات دقيقة متخفية تحت الكلمة وما تدل عليه ..
أخي الفاضل ، قد يكون الخلل على المستوى الدلالي وما تتفرع عنه من دلالات تأويلية تشوش على ذهن القارئ ..ولا ألتمس تأويلا متعسفاً لكي أبرر معنى الجملة السابقة ، والواقع أخي راهنت قبل كتابة هذا النص على أن القصة القصيرة يمكن أن تغرف من الشعر دون أن تضره ، وددت أن أكسر الحاجز بينهما بالفعل والتطبيق ..ربما لم أكن قد أفلحت ..
سررت أخي بتدقيقك اللغوي والدلالي لأنه يخدم الأدب بصفة عامة وهذا النص بصفة خاصة . سعيد بهذه الملاحظة القيمة ،أتمنى أن يحالفني الصواب فيما ذهبت إليه ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..