قراءة فى كتاب إرشاد الأخيار إلى منهجية تلقي الأخبار» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» كان نفسي اكون انسان» بقلم علي الطنطاوي الحسيني » آخر مشاركة: علي الطنطاوي الحسيني »»»»» مَصر» بقلم علي الطنطاوي الحسيني » آخر مشاركة: علي الطنطاوي الحسيني »»»»» تعريفات طريفة.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» مختارات من الشعر العامي» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» كتبتُ إليك لو أن الكتابة ../ أشرف حشيش» بقلم أشرف حشيش » آخر مشاركة: عبد السلام دغمش »»»»» همسة!» بقلم احمد المعطي » آخر مشاركة: عبد السلام دغمش »»»»» الكون عالمها» بقلم محمد حمدي » آخر مشاركة: عبد السلام دغمش »»»»» ألا بذكر الله تطمئن القلوب .» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: أسيل أحمد »»»»» الميسر والقمار فى القرآن» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»»
تتمزق معالم الطفولة بقسوة وتخنق أحلامهم الى أن تموت الحياة فيهم فيتحولوا الى أشباه بشر
قصة محزنة بنهاية مفتوحة على الكثير من الألم
بحرف مائز وسرد سلس رسمت القصة بجمال رغم قسوتها
تقديري
قصة إنسانية حزينة ومبكية، فيها بعض الحقيقة وكثير من الواقع
أحزنتني النهاية المفجعة
لك تقديري
العزيزة نادية
تحية لك ولقلمك الرقيق الأنساني
كلما قرأت لك أحس رهافة شعورك وانسانيتك
سعدت بما قرأت لك هنا. نص اجتماعي وأراك تجيدين ببراعة سرد أنيق نقل الحال
دمت ودام قلمك متحسسا الاوجاع
البحر ...رغم امتلائه بالماء..
دائما يستقبل المطر
طفولة بائسة .
لفحت رياح الشتاء الباردة وجنتيه الصغيرتين ، وسرت البرودة فى أطرافه فجلس القرفصاء ــ
أحاط ركبتيه بيد بينما ظلت الأخرى ممسكة بإصرار بتلك اللفافة التي رفعها يلوح بها للسيارات
ليلفت انتباههم لألوانها الأبيض والأحمر .
مسح خده في كتفه بحركة لا إرادية ، فكأنما أراد أن يدفئ خده ، أو ربما كان يود مسح
دمعة صغيرة تجمدت عند زاوية عينه اليمنى .
خلا الشارع من المارة وساعد الظلام الذي بدأ ينتشر فى المكان على نمو شعور داخله
بالخوف والوحدة , حاول أن يبعده بترنيم مقطع من أغنية .
تنبه إلى صوت سيارة تقف أمامه ونزل رجل ضخم بدا له فى الظلام كالمارد الذى
سمع به فى حكايات جدته.. دب النشاط فى جسمه الناحل فهرع يعرض بضاعته وإن
ظل قلبه ينتفض داخله كعصفور صغير .
سمع صوتا خشنا يساومه وبأصابع مرتجفة مد يده يتناول الثمن .. ابتعدت السيارة ــ
عاوده الشعور بالوحشة.. دفس رأسه في ياقة معطفه القديم وعاد إلى وضعه الأول .
دعك عينيه بيديه ثم أخذ يحملق بعينين محمرتين نصف مغمضتين فى السيارات
المارة ــ غلبه شعور بالقهر .. البرودة تسربت إلى قدميه فأحس بهما ألما ــ حسد كل
الأطفال الجالسون في بيوتهم ينعمون بالدفء والراحة ..
حلم في يقظته بالفراش والغطاء .. ولكن اللفافات اللعينة لم تكمل بعد ..
رفع عينيه إلى السماء , بدت وقد فقدت زرقتها واكتسبت بلون الليل الأسود صامتة
كئيبة .. وبرزت رؤوس الأشجار وكأنها أشباح توشك أن تأتى إليه .
ابتلع لعابا مرا وحرك لسانه فى حلقه الجاف وهمس : الرجل لا يخاف .. ولكي يزيد شعوره بالرجولة فض إحدى العلب التى يبيعها ــ أخذ لفافة .. أشعلها بأصابع ترتعش سحب أنفاسا سريعة يقطع ما بينها سعال شديد مزق صدره .
لاك اللفافة بين شفتيه ــ ضغط بهما عليها ــ قضم أطرافها ثم قذف بها على الأرض وهوى عليها بقدمه يسحقها سحقا .
أزاح الظلام ضوء سيارة وقفت أمامه .. وقف بنشاط آملا أن يتخلص من وقفته اللعينة ..
مد يده بلفافته .. نزل من السيارة أربعة .. زحفوا نحوه من كل اتجاه .. لم يسألوه عن بضاعته .. عيونهم جاحظة .. خطواتهم مترنحة ثقيلة ..
دق قلبه بعنف ــ انبجس فى قلبه شعور مبهم بالخوف .. ارتجف داخل معطفه القصير ..
هز أحدهم رأسه الأكرت في إيماءة وقال بخشونة : تعال . ذعر ــ غاص قلبه فى رجليه ..
حاول تضخيم صوته قائلا : إلى أين ؟؟ ــ قرب وجهه منه .. فاحت رائحة عفنة نتنة ..
ارتسمت فى عينيه نظرة صارمة كعيني قط هائج وخف صوته حتى صار كالفحيح : نزهة قصيرة, وشده إليه بذراعين قويتين ..صرخ الطفل رعبا فهوى الآخر على وجهه بصفعة قائلا : لا تصرخ .
بكل ما أوتى من قوة تخلص الفتى من قبضة يده ــ قبض حفنة من تراب .. قذفها فى وجوههم وجرى بأقصى سرعة ..
ككلاب مسعورة أنقضوا عليه من كل مكان .. صرخ بكل قوته .. لطمه آخر على فمه
لطمه قوية .. دفعوه بأيديهم دفعة ألقت به إلى داخل السيارة ..
وانطلق هدير السيارة يبتعد كذئب جائع يعوى .
قصة تجعلنا نتألم على تلك الطفولة البائسة التي تفترش الأرصفة
عرضة للمهانة والذل ـ مسلوبي الحقوق، يعانون مرارة الحرمان والقهر
حياة قاسية باردة مخيفة ليس فيها مكان للدفء والأمان.
قصة محكمة البناء ـ جميلة السرد ـ قوية أوصلت رسالة
سلمت يداك.