لحظاتٌ صادقةقُبيل المغرب أخذت منه الخطوات حقها و اتجهت به نحو صوت التلاوات حيثُ بها تتعالى المآذن على مدار الساعة وبدت النفوس هادئة مطمئنة ..
بينما هو كذالك لملمت السماء حزن الأرض لتسكبهُ فوق العبادِ دموعاً ساقيةً لذاتها زاهيةً مخضرةً بأعشابها..
فنادى الغيث: زِد قليلاً علكَ تغسلُ بعضاً من خطايانا...!
وعلى أعتاب المسجدِ سمعَ صوتاً من خلفهِ : هنا نزفت جراحاتي و أسقت زهور الحب الذابلات و تغنت في صدى الكون أهاتي ..
توجه نحوها قائلاً :الشِتاء ..! غربة الحب وسُباتهُ الحارق ..
صمتت قليلاً ومن ثَم بادرتهُ : أدخل .. أدخل .. ومع الغروبِ تأمل لحظة الرحيل فبالناسِ شوقٌ والوقتُ قليل ..
تبسمَ لها ومدَ خطاهُ ودخل المسجدَ وهو يُحدثُ نفسهُ : الفضاءُ رحبٌ فلِمَ تُحبس الأنفاس ..؟ فتردهُ نفسهُ : لا تجعل لِنفسكَ سقفاً لأنكَ موصولٌ بالله ..
هُنا رُفِعَ الآذان وهو يردد النداء ؛ سبقتهُ نفسهُ قائلةً: ترفع يا أخي بالنداء فبالنفسِ خيرٌ وعطاء..
تأليف
قصي النوري